المؤتمر نت - العطاس والاصنج ودموع التماسيح على عدن قرأت قبل عدة أيام مقالين في صحيفة "الأيام" لحيدر أبو بكر العطاس وعبدالله الأصنج وكلاهما تحدث عن مناسبة حلول ذكرى الاستقلال في الـ(30) من نوفمبر وحاول كل منهما وبطريقته أن يعطي لنفسه دوراً لا وجود له في صنع هذا اليوم المجيد في حياة شعبنا اليمني ومسيرة نضاله.
إن الحقيقة التاريخية التي لا ينبغي إنكارها أن كلا من العطاس والأصنج دخلاء على هذا اليوم ومسيرة شعبنا النضالية والحركة الوطنية اليمنية عموماً أن لم يكن أن كل منهما قد لعب لاحقاً دوراً مشبوهاً أساء كليهما فيه لتضحيات المناضلين والشهداء الذين صنعوا هذا اليوم المجيد ومأثرة النضالية التي لا تنسى.
فالعطاس الذي كان طالباً يدرس في القاهرة عندما بدأت مرحلة النضال والكفاح المسلح من أجل التحرير وجد الفرصة، فيما بعد وفي غفلة من الزمن ليتسلق على أكتاف الثوار والمناضلين الحقيقيين لا ليسلبهم دورهم فحسب بل ينعم بخير الثورة وثمرة تضحيات ثوراها عندما أسندت إليه بعض المواقع القيادية في الحزب، والدولة في الشطر الجنوبي من الوطن حينذاك.. لينحرف بمسار الثورة ويتنكر لتضحيات الثوار، بل وتلطخت يداه مع غيره من الرفاق بدماء بعضهم في إطار الصراع الدموي بين رفاق الحزب الواحد.
كما أن دوره في افتعال الأزمة السياسية ومؤامرة حرب الردة والانفصال في صيف عام 1994م بعد إعادة تحقيق وحدة الوطن في الـ(22) من مايو 1990م يكشف حقيقة الرجل والدموع الكاذبة التي يذرفها اليوم على مدينة عدن، وأهلها الذين هم مثلهم مثل سكان صنعاء وغيرها من المدن اليمنية من كافة مناطق الوطن.
و"العطاس" ليس في الوضع الذي يجعلنا نصدقه أو حتى نصغي إليه أونحترم رأيه إذ عليه أن يسأل نفسه أولاً من الذي جعل من عدن مدينة أطلال وخرائب وأشباح؟ بعد أن كانت درة الجزيرة العربية أو " من الذي جعل منها جوهرة في يد فحّام" ؟!.. أليس هو وأمثاله من الرفاق في حزبه الاشتراكي الشمولي الذين تسلطوا على رقاب البلاد والعباد في جنوب الوطن قبل إعادة تحقيق الوحدة المباركة وسحلوا العلماء والمثقفين والشخصيات الاجتماعية والوطنية وكتموا كل صوت خالفهم الرأي من منطلق أن " لا صوت لا يعلو فوق صوت الحزب" حتى جاءت الوحدة لتكون إنقاذاً لعدن وغيرها من المدن التي جثم على صدر أبنائها "الرفاق في الاشتراكي منذ الاستقلال وحتى قيام الوحدة المباركة والتي كانت طوقاً للنجاة حتى لهؤلاء "الرفاق" أنفسهم الذين ظلوا يتصارعون فيما بينهم في جولات دامية لا تنتهي خلفت وراءها الكثير من الدماء والدموع والخراب والمآسي.
أما "الأصنج" صاحب التاريخ الأسود الملطخ بالخيانة والارتزاق فليس ثمة حاجة للتذكير بعماليته للمستعمر الأجنبي ودوره الخياني التجسسي ضد الثورة والثوار. فلقد ضل وفاء الأصنج لجذوره الغربية وأصوله الوافدة من وراء البحار ومفتقداً لأي شعور بأي انتماء حقيقي لهذا الوطن الذي لا تربطه به أي رابطة.
وقطعاً فإن حديث "الأصنج" عن عدن اليوم ليس إلا من قبيل ذلك التباكي الممجوج الشبيه بـ"دموع" التماسيح التي يخالفها واقع عدن الراهن وما تعيشه من مناخات حرية وتحولات وتطور مشهود في الكثير من جوانب الحياة فيها وحيث يتنظر عدن مستقبلاً أكثر ازدهاراً وإشراقاً في ظل ما يعد لها من الخطط وما تم اتخاذه من إجراءات كمنطقة حرة وحاضرة اقتصادية وتجارية للوطن.
وعموماً لسنا في حاجة للدخول في جدل عقيم مع "العطاس" و"الأصنج" وأمثالهما ممن يعيشون خارج التاريخ وهامش الزمن ويحاولون اليوم وبين حين وآخر البحث لأنفسهم عن أدوار بشتى السبل وهم لا يدركون بأنهم مجرد أوراق محروقة ومهترئة وأن حقيقتهم لا تغيب عن الناس داخل الوطن وخارجه الذين يعرفونهم جيداً مهما لبسوا من الأقنعة أو تدثروا بمسوح الرهبان!.
|