الناطق الرسمي باسم المؤتمر الشعبي العام- اليمن
التاريخ: السبت, 23-نوفمبر-2024 الساعة: 10:51 ص
ابحث ابحث عن:
دين
الأحد, 17-ديسمبر-2006
اسلام اون لاين -
الصلاة في مسجد قرطبة.. ممكنة
تقدمت قضية السماح للمسلمين في أسبانيا بالصلاة في مسجد قرطبة خطوة صغيرة إلى الأمام بعد أن أعلن مسئول كنسي أسباني أن الصلاة الفردية في المسجد لا تشكل إزعاجا لأحد.

وجاء هذا التصريح بعد أقل من أسبوعين على "الصلاة" التي قام بها بابا الفاتيكان بنديكت السادس عشر في المسجد الأزرق بمدينة إستانبول، خلال زيارته الرسمية لتركيا التي أعقبت تصريحاته المثيرة للجدل حول الإسلام.

وقال رئيس مؤتمر الرهبنة في أسبانيا، ريكاردو بلاسكيث، إنه من الممكن للمسلمين أن يؤدوا الصلاة داخل المسجد بشكل انفرادي، غير أن بلاسكيث ربط ذلك بالصدفة فقط حين قال: "إنه إذا دخل مسلمون إلى المسجد لرؤية المحراب مثلا وكان وقت الصلاة وأرادوا تأديتها داخل المسجد فلا ضرر في ذلك".

وأضاف المسئول الكنسي الأسباني في حوار أجرته معه وكالة أوروبا برس الإخبارية الخميس أنه يجهل إلى حد الآن أسباب منع الصلاة بشكل فردي في مسجد قرطبة، مع أن ذلك ممكن، حسب قوله.

وطالب رئيس مؤتمر الرهبنة بضمان الحريات الدينية ووقف حالة التوتر مع المسلمين التي وصفها بأنها جزء من الماضي وأضاف: "الصلاة في مسجد قرطبة ستتم مستقبلا".

نقص المساجد

وكان مسلمون أسبان دعوا من قبل في مناسبات كثيرة إلى السماح للمسلمين في البلاد بتحويل جزء من مسجد قرطبة التاريخي إلى مكان للصلاة في ظل النقص الكبير للمساجد وارتفاع عدد المسلمين الذين أصبح عددهم يفوق المليون، حسب إحصائيات رسمية.

وكان رئيس الاتحاد الإسلامي، الذي يرأسه الأسباني المسلم عبد السلام منصور إيسكوديرو، وهو من مدينة قرطبة، قد وجه سؤالا إلى ريكاردو بلاسكيث حول أسباب الاستمرار في منع الصلاة في مسجد قرطبة، في الوقت الذي توجه فيه بابا الفاتيكان نحو قبلة المسلمين في المسجد الأزرق في إستانبول التركية، حسب إيسكوديرو.

وتطالب هيئات وجمعيات إسلامية بفتح مسجد قرطبة للعموم، غير أن الكنيسة الكاثوليكية في أسبانيا رفضت هذا الاقتراح، فيما دعت أصوات متطرفة من اليمين الأسباني إلى "نسيان هذا الاقتراح بالمرة لأنه يذكر بالقرون الثمانية التي أمضاها المسلمون في شبه الجزيرة الإيبيرية".

وكان مسلمون قد حاولوا من قبل الصلاة قرب محراب مسجد قرطبة، غير أن حراس المسجد، الذي تحول اليوم جزء منه إلى كاتدرائية، منعوهم من ذلك.

وخلال مؤتمر عقد في أسبانيا للمرأة المسلمة قبل سنوات، حاولت مؤتمِرات مسلمات الصلاة داخل المسجد، غير أن الحراس منعوهن بالقوة ودفعوهن خارج المسجد مما أدى إلى إصابة امرأة، وصدرت بيانات إدانة من طرف الهيئات والجمعيات الإسلامية التي اعتبرت ذلك "دليل عدم تسامح".

لكل الديانات

ويقول مسلمو أسبانيا إنهم لا ينوون بالمرة المطالبة باسترجاع المسجد باعتباره إرثا أندلسيا، غير أنهم يريدون أداء شعائرهم الدينية داخله، وأنه يحق أيضا للمسيحيين أن يقيموا قداساتهم في جزء المسجد الذي تحول إلى كاتدرائية.

وتضيف هذه الهيئات أن المسجد فسيح ويمكن أن يتسع لكل الديانات والثقافات، وأنه يمكن بسهولة أن يخصص جزء منه لأداء الشعائر الإسلامية، بما فيها صلاة الجمعة، ويعتبرون أن ذلك، في حالة حدوثه، سيكون علامة قوية على تعايش الثقافات والأديان في وقت يسود فيه العنف ويزداد التنافر ين الثقافات والحضارات.

وكان مسجد قرطبة قد بني في سنة 92 للهجرة، حين أصبحت قرطبة عاصمة الحكم الأموي في الأندلس.

ويقول مؤرخون أسبان إن المسجد كان في البداية كاتدرائية تقام فيها القداسات المسيحية، وإن المسلمين بنوا جزءا ملاصقا للكاتدرائية وأقاموا فيه صلواتهم، في الوقت الذي كان المسيحيون يقيمون قداساتهم في الجزء الآخر، غير أنه مع الانتشار الكبير للإسلام في شبه الجزيرة الإيبيرية بين السكان الأصليين، فإن وجود جزء مسيحي لم يعد ذا معنى، وتحول إلى جزء طبيعي من المسجد.

غير أن بعض المؤرخين يقولون إن عبد الرحمن بن معاوية، اشترى الجزء المسيحي من المسجد مقابل إعادة بناء ما تضرر من كنائس المسيحيين خلال الفتح.

وكانت عمليات بحث وتنقيب بدأت قبل سنوات في عدد من زوايا مسجد قرطبة في محاولة البحث عن أصوله المسيحية الرومانية، غير أن هذه الأبحاث لم تسبب أي ضرر لأركان المسجد الذي تعتبره منظمة "اليونسكو" إرثا إنسانيا مشتركا ين جميع الثقافات والديانات".

وكان المسجد قد تعرض للنهب عقب الصراع الذي دار بين أمراء أندلسيين سنة 400 للهجرة، كما تعرض للتخريب عقب سقوط قرطبة في يد المسيحيين وسقوط الأندلس. غير أن المسجد تحول اليوم إلى واحد من بين أبرز التحف التاريخية التي يقصدها آلاف السياح يوميا ويدر على أسبانيا الملايين من الدولارات من عائدات السياحة مثله مثل قصر الحمراء في غرناطة.




أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر