علي السوداني -
اليكم الاسباب..لا تشنقوا صدام حسين؟
هذا مقترح لا ألزام فيه ولا اكراه عليه ولا انتاج سنة وفرمان يقتضيه . هو مشتق ومتماه ومستل من باب القياس والتقييس والمقاربة والتقريب والمقارنة بقرينة واقعة معلنة مشهورة على الملأ . مفيده ومختصره وزبدته وعصارته هي ان لا تشنقوا صدام حسين .
المقترح خالص النية وواضح الرؤية ويروم غلق واحدة من بوابات الجحيم التي قد تنفتح على البلاد ، والتسويغ سهل وبسيط ومسند ومبرهن ، فضحايا البلد في اربع سنوات قد تجتاز عديد ضحاياه في ثلاثة عقود ونصف ، ووزراء ورؤساء وافندية ومعممو ومجلببو بغداد الآن - جلهم- قتلوا وعذبوا واحرقوا ونهبوا وسلبوا حتى غصت خزائنهم والقمت بمال الرعية الحرام في الزمن الذي عجزت فيه امريكا العظمى عن كشف اي رقم حساب سمين مسجل على ذمة صدام والذين معه .
سيتساءل حشد منكم عن ثمن محفوظ بقوة القانون وبرحمة الخلق لدم وجرح الضحايا الذي هو فم يصيح ، وفي السؤال حق وحق اذا ما تم تعميمه على القتلة حينها والقتلة الآن .
في باب الجيرة والجوار وما بعد وقرب من الامصار ، ينبغي على ايران المسلمة ان تكتفي بمسؤوليتها الكبرى عن دماء الذين قضوا في حرب الاعوام الثمانية عندما كانت الثورة الايرانية سكرانة وثملة وحاملة لشعار تصدير الثورة وفي قلبها غل وكره من واقعة مطردة قائدها الأوحد من نجف العراق ، وحيث استوى على عرشه ، اصر على رعاية وسقاية الحرب حتى اوصلها الى اطول زمن وحيث استسلم متأخرا ، قال انه يتجرع اليوم كأس سم زعاف . على مقربة من هذا ، ثمة ذكر وتذكير بمسؤولية صدام حسين فأن تساوت المسؤوليتان - في اسوأ تقدير – فالنتيجة هي التعادل والتصالح والنسيان وطياراتنا لنا وطيور المحمرة لكم !
سينطبق ما مذكور قبل سطور على امريكا التي رشت العراقيين بأقذر اسلحة الدمار الشامل وقتلت منهم في الحصار وفي الحرب ازيد من مليون آدمي ناموا في اعظم مقبرة جماعية لطخت بالوحل اوادم القرن العشرين ، وفتشت ديارهم وقفارهم وغرف منامهم فلم تجد سلاحا ذريا او كيمياويا او جرثوميا ، وفي باب الأنتقام من كنس برجي نيويورك من فوق الأرض ، قالت المعلومة الثقة ان الكانسين كانوا من رعية سلة دول ليس بينها بلاد الرافدين ، وفي خانة وخيانة وشبهة الصلة بالقاعدة وبطالبان ،فأن دولتين ارضيتين كانت لهما علاقة دبلوماسية وحبية وتجارية مع حكم الملا عمر ، هما دولة الامارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية لكن امريكا الكذابة لم تدمغهما لا بالدكتاتورية ولا بالارهاب ولا بتهديد جزر القمر !
اما الكويت الملصوقة جنوب البصرة ، فبالود تذكيرها بأن من مات من رعية العراق بسبب حماقة يوم النداء قد تجاوز عديد سكنة الأمارة الاصليين والمقيمين والبدون ، كذلك تمددت خريطتها القلقة وغاصت واكلت من ارض وماء ونفط وسماء العراق الذي احترق وتشرذم وتقاتل وقتل بصورة تشفي قلوب قساة متصخرين !
ثمة مظلوميات محلية مشهورة ويعاقب عليها القانون ، لكن في حال العفو والمقارنة والمقاربة مع اليوم الأسود القائم ، ستتضح الرؤيا وسيسند قانون السماح بأضعاف قانون التهويل والمبالغة وتصنيع ” هولوكوستات ” سياسية بلدية جديدة !
العفو المقترح هنا ليس من باب اللزوم عند المقدرة ، بل هو من خانة ذنب اقترف في زمنين ، احدهما باد والثاني عاد ، واظن ان القوم السائرين على سجيتهم وسجاياهم لم يعد يهمهم ويشفيهم نسج حبل غليظ حول رقبة صدام حسين الذي يخيم الان عند سنته السبعين !
ادري ان مكتوبي هذا سيوجع رأسي ورؤوسكم ، وسيقرأ خارج مدونة ” عفا الله عما سلف ” وربما جرى تأويله وتفسيره وايصاله الى طقطوقة ان علي السوداني قد قبض سعر مكتوبه مالا وذهبا ولؤلؤا ، وانه شوهد البارحة في خلوة سرية مع عزة ابراهيم وكان قبلها قد التقى رغد صدام حسين في عمان ، وتهاتف مع ام عدي في قطر ، وشاف حميد سعيد في مقهى عمون ، وانصت بلذة عملاقة لآخر قصيد عبد الرزاق عبد الواحد ، وشارك في تلغيم عشر مفخخات طائرات ، وهو احد اهم منتجي شائعة موت ازيد من نصف مليون نفس بعد الاحتلال ، ونزله الصغير في عمان تنام فيه الليلة كل اجهزة الطرد المركزي التي استخدمها صدام حسين في صنع القنابل الذرية في معمل سلمان باك البائد