فاضل التركي * -
جيمس راندي المذهل وكاشف الخوراق
بدأ اهتمامه بكشف الخوارق منذ كان في بدايات المراهقة. كان حاضرا في عرض لأحد السحرة الذي طلب مساعدة أحد الحضور في عرضه. وكان راندي طبعا يود ذلك، وهو الذي بدأ يتعلم الحيل السحرية بنفسه. عندما رفع راندي يده، قال له الساحر: “آه، أيها الشاب، أنت نفسك ساحر، أليس كذلك؟” ويالدهشة راندي!
بعد انتهاء العرض، اقترب راندي من الساحر وسأله كيف عرف ذلك! أخبر الساحرُ راندي أنه لم يعرف؛ وإنما هي العادة. فإن صدق ما يقول، نسب ذلك الى قدراته السحرية وإن أخطأ، كان ذلك من باب الدعابة.
ولد جيمس راندي في تورينتو بكندا عام 1928 م. يعرف شهرة بـ”راندي المذهل”!
جيمس راندي، أحد السحرة الكبار وشكيّ ومعارض كبير للعلوم الزائفة وخوارق الطبيعة.
وقد شهد جيمس راندي الكثير من الخدع التي تقدم على أنها خوارق للطبيعة. أحد أقدم مشاهداته، هو رؤية رجل دين يستخدم طريقة “خطوة-أسبق” one-ahead ليقنع رواد الكنيسة بقدراته السماوية.
كان جيمس راندي أحد مؤسسي CSICOP – جمعية التحقيق العلمي لادعاءات الخوارق. ولكن راندي قدم استقالته منها لأن هذه الجمعية حاولت الابتعاد عن الاتهامات والمحاكمات التي يقيمها مدعو الخوارق ضد راندي. وهذا لم يغير شيئا في العلاقة المتينة التي تربط راندي بهذه الجمعية التي ما زال يكتب الى اليوم بعض مقالاته في مجلتها.
كتب راندي كتبا تنتقد الافكار والاعتقادات وادعاءات الخوراق. يستخدم راندي الأدوات والأجهزة في فضح الخدع والمخادعين الذين يستخدمونها من أجل مصالحهم الشخصية.
وراندي يكشف حتى عن المشاريع التي يكتنفها الخداع. أحد أشهر هذه المشاريع، مشروع الألفا – مشروع ممول بـ 500000 دولار لدراسة الخوارق. كشف راندي عندها عن قدرته على القيام بمشروع بحثي لمدة سنة للخوارق بتمويل ذاتي. أصبحت خدعة مشروع الألفا محتقرة بعدها، وأوضح راندي بذلك أن الكثير من المشاريع على المستوى الجامعي في موضوع الخوارق تكتنفها النواقص والعيوب. وأصبح البعض ينظرون إلى المشروع الذي فضحه راندي بأنه غير أخلاقي وقال الآخرون أن ما قام به راندي هو تصرف قانوني في كشف تقنيات البحث السيئة.
وكان ترصّدُ راندي إلى بيتر بوبوف – المعالج بالإيمان – سببا في سقوطه وذهاب تأثيره وشعبيه على العوام.
يمكنك نقرهذه الوصلة لتشاهد بنفسك راندي وهو يكشف هذا المعالج ويكشف خارقا آخر من أشهرهم في العالم يحني الملاعق والمفاتيح ويعرف ما في ذهنك. ويريك راندي بعض السحر أيضا وكيف تقوم بكل هذا وأكثر بنفسك.
صنع راندي لنفسه اسما بهذا العمل الفريد من كشف الزيف والخداع والخوارق مما أغدق عليه الكثير من الدعم المالي.
عام 1987، اصبح راندي أمريكي الجنسية. وفي عام 1996 اسس راندي معهد جيمس راندي التعليمي والمعهد يدعم البحث في ادعاءات الخوراق ويحاول أن يضعها موضع الاختبار في شروط تجارب محكمة ويقدم جائزة 1000000 دولار – مليون دولار – لأي فرد يمكن أن يعرض قدرة خارقة وسط شروط علمية متفق عليها. لم يسطع أحد حتى الآن تجاوز الاختبار الأولي.
معهد جيمس راندي التعليمي الذي يعمل فيه عاملان مع راندي ويقدم راندي ما يكسبه من محاضراته وكشوفاته لهما رواتبا ويقتصان له من هذا المكشب راتبا له ودعما ماديا للمعهد.
يعمل مع راندي الكثير من المتطوعين من كل أنحاء العالم وهم على أهبة الاستعداد للقدوم إليك أينما كنت بالمليون دولار إن كان لديك عملا خارقا ويسلطو عليه التحليل العلمي، ولو حصل أنه خارق بالفعل، فالمليون دولار هي ملك لك !
المليون دولار له شروطه واتفاقياته. يتفق راندي مسبقا مع المتقدم مسبقا على الشروط التي تؤدي الى نجاح التجربة والشروط التي تؤدي الى فشلها. ولا يقبل راندي أي متحدٍ يمكن أن يعتريه أصابة أو يتعرض للموت من جراء الاختبار.
لدينا في عالمنا الثالث – رغم قلة الانتاج – الكثير من الخوارق والقصص والحكايات المعتبرة التي لا يمر يوم دون أن تضيف عليه الدهشة ورهبة التصديق.
جيمس راندي المذهل أحد أشهر شارحي الخوارق مذهبي الدهشة عنها وما أحوجنا في عالمنا الخارق لهؤلاء المذهلين.
*موقع الدروب