الناطق الرسمي باسم المؤتمر الشعبي العام- اليمن
التاريخ: الأربعاء, 27-نوفمبر-2024 الساعة: 06:00 م
ابحث ابحث عن:
قضايا وآراء
الأحد, 24-ديسمبر-2006
المؤتمر نت -   بقلم / مُحمَّد حسين العيدروس -
قُوَّة الدولة مُنطلق الرهان الدُّولي
بقليلٍ مِنَ التأمُّل في الساحة الوطنية، نجدُ أنَّ الحقيقة الأُولى في ما تعيشهُ اليمن في الوقت الحاضر، أنَّها لَمْ تشهد حراكاً وطنياً بحجم ما تشهدهُ اليوم على مُختلف الأصعدة، أمَّا الحقيقة الثانية فهي بقدر قُوَّة الحراك الداخلي، هُناك ما يُوازيه مِنَ الجُهد المبذول على الصعيد الخارجي، وأنَّهُ بحجم ما يتحقَّق على أرض الوطن يتحقَّق مَعَ الخارج.

وفي المقاييس السياسية العالمية فإنَّ حجم الحراك الوطني وتوازنهُ يُعدُّ أحد مُؤشِّرات قُوَّة الدولة وفاعلية أدواتها السياسية التي تُديرها، مثلما هو مُؤشِّرٌ على أنَّ كُلَّ ما تَقْدُم عليه القيادة السياسية قائمٌ على تخطيطٍ مُسبقٍ وواضح، وليس اجتهاداً وليد اللَّحظة التي يتحقَّق فيها، ومعنى ذلك أنَّ قيادة اليمن السياسية ماضيةٌ في تنفيذ برنامجها الانتخابي، وأنَّ فخامة الأخ علي عبداللَّه صالح، رئيس الجمهورية، تبنَّى رهاناتٍ يُدرك جيِّداً أنَّهُ قادرٌ على تحقيقها، وأنَّهُ يمتلك الإرادة والإمكانيات لتحويلها إلى واقعٍ حقيقيٍّ يلمسهُ كُلُّ مواطن.

وعلى الرغم مِنَ التحدِّيات الماثلة أمامنا في الوقت الراهن على الصعيد التنموي - بدءاً بمُكافحة الفساد، وانتهاءً بالانفتاح الاستثماري وخلق تنميةٍ قويةٍ تُوفِّر موارد بديلةً للثروات النفطية وغيرها مِنَ القضايا التي مضت القيادة السياسية في التعامل معها - إلاَّ أنَّنا نجد أنَّ اليمن لَمْ تنغلق على همومها الوطنية، بعيداً عَنْ تفاعلات المُجتمع الدُّولي وتطوّراته، بَلْ حملت قضايا الأُمَّة كجُزءٍ مِنْ همَّها الوطني، فأولى فخامة الأخ الرئيس اهتماماً عظيماً للمجريات على الساحة الفلسطينية، وظلَّ يُجري الاتّصالات مَعَ القادة الفلسطينيين مِنْ أجل حثِّهم على الجلوس في طاولة الحوار وحلّ الخلافات الداخلية سلمياً، وَقَدْ أتى ذلك بالتزامن مَعَ جُهدٍ يمنيٍّ على الصعيد اللُّبناني والعراقي، ثُمَّ الصومالي، الذي انتهى بتوقيع إعلان عدن بَيْنَ الفُرقاء، وَقَدْ حظيت هذه الجُهود بمُباركة الجامعة العربية والمُجتمع الدُّولي، لكونها تصبُّ في صالح السلام العالمي.

وَمَعَ أنَّ المُبادرات اليمنية، على الصعيد السلمي، ليست بالأمر الجديد، لكنَّها شدَّت أنظار العالم إلى حقيقة ما يُمكن أنْ تقوم به اليمن في مالو كانت تمتلك مِنَ الإمكانيات المادِّية ما يعمل على تسريع خطاها التنموية وتعزيز بناها المُؤسَّسية التي تُعتبر الأساس في ترسيخ الاستقرار الوطني للدولة، وَمِنْ هُنا وجدنا أنَّ الحديث في وسائل الإعلام الدُّولية تركَّز، خلال الأسبوع الماضي، وبشكلٍ مُكثَّف، على ما تقوم به اليمن مِنْ أدوارٍ في نزع فتيل التوتُّرات الإقليمية وإشاعة الثقافة السلمية في المنطقة، الأمر الذي بدأ الإعلام الخارجي، في أثره، يربط بَيْنْ ما هو جارٍ وَبَيْنَ ما تحقَّق في مُؤتمر المانحين في لندن، وَمِنْ ثَمَّ استخلاص حقيقةٍ كُبرى في هذا الاتّجاه مفادها أنَّ قُوَّة اليمن تُشكِّل قُوَّةً مُضافةً إلى جُهود ترسيخ السلام العالمي.

هذا الربط الجميل والمنطقي بَيْنَ التنمية في اليمن وَبَيْنَ جُهود السلام، لَمْ يأتِ مِنْ فراغ، وَلَمْ يتأسَّس على شعاراتٍ تمَّ ترديدها خلال الانتخابات الرئاسية والمحلِّيَّة، بَلْ جاء على أساس التجربة والنتائج الملموسة على أرض الواقع، فاليمن واجهت الكثير مِنَ التحدِّيات الصعبة، وفي مُقدِّمتها استهدافها مِنْ قُوى الإرهاب، ثُمَّ انعكاس بعض موروث الثقافة البالية المُتمثِّلة في الاختطافات، على مُستوى استقرارها، وَقَدْ أدرك المُجتمع الدُّولي حينها أنَّ الموارد المادِّية الضعيفة لليمن تُعدُّ أحد الأسباب الرئيسية لظهور مثل هذه التحدِّيات، كونها لا تستطيع اقتناء التكنولوجيا الحديثة، التي تحدُّ مِنَ الأنشطة الإرهابية، أو الموارد التي تُموِّل بها مشاريعها التعليمية والتوعوية ومشاريع مُكافحة الفقر، التي مِنْ شأنها أنْ تقضي على الموروثات والظواهر السلبية في بعض السلوك الاجتماعي.

لقد أسهمت جميع الخطوات الكبيرة، التي قطعتها الحكومة على صعيد برنامج الإصلاحات الاقتصادية والمالية والإدارية، وكذا الدعومات التي توفَّرت لها مِنْ قِبَل الدُّول المانحة على فتراتٍ مُختلفة، بعد أنْ تعاظمت الثقة بالنهج الديمقراطي السلمي للدولة، في الحدِّ مِنَ الأنشطة المُزعزعة للأمن والاستقرار، وَمِنْ ثَمَّ دفعت بالكثير مِنَ الجهات إلى تنمية استثماراتها في اليمن، الأمر الذي ضاعف الجُهد اليمني على مُستوى مدِّ جُسور الشراكة مَعَ الدُّول الأفريقية والآسيوية ضمن مُحيطها الإقليمي، ولعب أدواراً سياسيةً كبيرةً في المنطقة، خاصَّةً على صعيد تعزيز الثقة بالخيارات الديمقراطية كبدائل للقُوَّة في صُنع السلام.

إنَّ أحد أسباب نجاح فخامة الأخ علي عبداللَّه صالح، رئيس الجمهورية، في قيادة اليمن، في بُعد النظر هذا، يكمن في بناء جدلية العلاقة بَيْنَ السياسة والاقتصاد واستيعاب حجم تأثير كُلٍّ منهما على الآخر، فيما يكمن العامل الآخر في الربط المُوفَّق بَيْنَ السياسة في الداخل والخارج ومدى تأثير بعضهما على بعض، فكان الوضوح وبُعد النظر وبرمجة الأهداف الوطنية في سياقها المرحلي المُتعاقب، مُرتكزاتٍ حقيقيةً للدولة اليمنية وأمنها واستقرارها. وفي تقديري أنَّ هذه الصفات النادرة التي يتمتَّع بها فخامة الأخ الرئيس في تخطيطه لمُستقبل اليمن وحجم الإعجاب الذي أثارتهُ في المُجتمع الدُّولي، هي الضمان الذي يجعلنا واثقين مِنْ تحوُّل برنامجه الانتخابي إلى واقع، وواثقين بأنَّ الغد سيُشرق بآمالٍ واسعةٍ في أعين أجيالنا القادمة.





أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر