المؤتمر نت – خاص – ترجمة نزار العبادي - فنانة يمنية في (ويلز) تعود الروابط القوية بين اليمن وإمارة (ويلز) إلى تاريخ قديم كان فيه سكان (ويلز) يشحنون الفحم إلى عدن لتجهيز السفن البريطانية المتوجهة نحو الشرق الأقصى بالوقود . ومنذ ذلك الحين أصبحت الجالية اليمنية في (ويلز) كواحدة من أقدم الجاليات التفاعلية في المملكة المتحدة .. فما كان من أصدقاء الجالية اليمنية واليمن أيضاً إلا أن يحتفوا بتلك العلاقات والروابط من خلال إسهامهم في المهرجان اليمني الذي أقيم في (ويلز) عام 1997م ، ومن ثم في عام 2001م تقدم المجلس البريطاني في ويلز بالتماس لتقديم المزيد من الدعم لجهود توسيع أطر التبادل الفني بين البلدين .
لقد استقر الرأي في ذلك على تأسيس تبادل معرفي عبر مقر الإقامة لثلاث سنوات في الموطن الأصلي بالاستعانة بمكاتب المجلس البريطاني في كلا البلدين للتعريف بالبرنامج وإدارته . ولم يكن البرنامج قاصراً على التبادل الفني بقدر ما يتعداه إلى الأكاديمي أيضاً ، وإن المعاهد التي ستحتضنه في البلدين ستكون بمثابة المراكز التي يمكن من خلالها الاستزادة في التعلم وإثراء الفكر والنتاج الفني بالمصادر الجديدة .
وعلى هذا الأساس أبدى معهد (كارديف) بجامعة ويلز – قسم الفن والتصميم ، وكذلك معهد (سوانسي) للتعليم العالي – مدارس الفن والتصميم ، استعدادهما لاستضافة أو تبني برنامج التبادل المعرفي من بلد الإقامة ، وبعد زيارة استطلاعية من صنعاء في عام 2002م كانت نجوين العاطف من معهد عدن للفنون هي أول فنانة يمنية تستهل البرنامج ، ولقيت هذه الزيارة ترحيباً واسعاً من قبل الجمعية اليمنية – البريطانية ، علاوة على أن المعهدين المعنيين بالتجربة قدما دعماً بتجهيزات ومواد وعلى نحو سخي جداً .
وصلت نجوين العاطف إلى المملكة المتحدة في 30 مارس 2003م ، وأمضت أول ثلاثة أسابيع لها في معهد كارديف من جامعة ويلز ، وعملت هناك في قسم الرسم على الخامات (القماش) فضلاً عن السيراميك ، وفي كلا القسمين أتيحت أمامها فرصة العمل مع إختصاصيين بالرسم والسيراميك ، وكان بمقدروها إنتاج نماذج من الأعمال التي تستحق أن تصطحبها معها إلى اليمن أثناء عودتها ، علاوة على ترك نسخ منها في المملكة المتحدة ، اما في معهد (سوانسي) للتعليم العالي فإنها أيضاً استطاعت توسيع خبراتها بالتصميم لتترجم بعض أفكارها على الزجاج كواحدة من المجالات التي يهتم بها المعهد بصورة كبيرة .. كذلك عملت بالتصوير وكان ذلك واحداً من اهتماماتها الأساسية التي ربما تكون قد استمدتها من خلفياتها في أعمال التصاميم الصناعية (حيث أن أحد مشاريعها في اليمن هو إنتاج تصاميم لمعدات تقنية حديثة لمساعدة المعاقين مثل كراسي الموقين وغيرها من الأدوات) .
ومن خلال المركز الذي يحتله (أنيس شمسان) – وهو أحد اليمنيين الذي يعيشون في بريطانيا منذ سنوات ، ولديه خبرة عمل مع جماعة المعوقين القاصرين في كارديف وبرمنجهام معاً استطاعت نجوين أيضاً القيام بزيارة لصالات عرض كبرى في برمنجهام وليفربول ولندن ، وفي لندن استضافتها الجمعية اليمنية – البريطانية على الغداء يوم 9 إبريل ، وكان السفير اليمني في بريطانيا قد حضر الدعوة أيضاً .
إن نجاح الخطوة الأولى لبرنامج التبادل المعرفي من مقر الإقامة أصبح بالامكان الإسهام والإفادة بشكل كبير من المهارات الواسعة التي اكتسبتها نجوين من عملها في (كارديف وسوانسي) وفي الوقت ذاته كانت نجوين تتمتع بقدرات تكيفية رائعة وبشكل يصعب تصديقه لمن بمثل وضعها خلال أول زيارة لها خارج الوطن والعالم العربي .. كما أنها كانت سفير اليمن المتألقة بفنها ، وبما تتمتع به من مهارة وإدراك حسي ، ويقظة ، وطاقات كامنة .
إن الخطوة الثانية لبرنامج التبادل المعرفي من مقر الإقامة ستحدث في اليمن في أواخر عام 2003م ، أو أوائل عام 2004م مع فنان تم اختياره من واحد من معاهد ويلز .
إننا ينبغي علينا شكر كل من بيل هيبر بيرسي ، بات وتشارلز آيثي ، جنيفر سينسر دافيز ، دوغلاس جوردون ، وجوليان باكستون .. على مساهمتهم في إنجاح الزيارة ، كما نخص بالشكر كريس أونيل ، وجون هاويس في كلا المعهدين .. ونذكر أيضاً كيم في (كارديف) وأندريه ليجنز في (سوانسي) بجانب خديجة وأدريان في المعهد البريطاني في صنعاء .
نحن جميعاً نتطلع للخطوة التالية والتي ستكون زيارة خارجية من ويلز إلى اليمن أواخر هذا العام الجاري أو أوائل العام المقبل .
ملاحظة : (توني دييس – كاتب هذا المقال – هو نفسه مدير المجلس الثقافي البريطاني بإمارة ويلز)
حقوق الترجمة محفوظة (للمؤتمر نت)
|