المؤتمر نت – ذمار- عبد الكريم النهاري - مقبرة صخرية بذمار تجسد تقاليد الموتى قديماً أكد مدير فرع الهيئة العامة للآثار والمتاحف والمخطوطات بذمار – أن اكتشاف المقبرة الصخرية بذمار جاء عبر أحد المواطنين عندما تفاجئ بتسرب المياه من مزرعته ،حيث دفعه فضوله إلى معرفة مصير المياه التي انتهت بجرف تبين فيما بعد أنه مقبرة قديمة.
وأضاف المهندس علي ضيف الله السنباني في حديث لـالمؤتمرنت أنه تلقى عند الساعة 3.30 بعد ظهر يوم الجمعة الماضي 22 ديسمبر الجاري بلاغ من عضو المجلس المحلي بذمار والأمين العام للمجلس المحلي بمديرية ميفعة عنس شرق ذمار يفيد باكتشاف موقع أثري .
وقال :" إن المقبرة الصخرية عبارة عن كهف تحت مستوى سطح الأرض وعرض فتحة الكهف (90) سم وبارتفاع (70) سم والكهف ذو شكل طبيعي تدخلت يد الإنسان بإقامة الدعائم الحجرية دعامتين على اليمين من المدخل مبنية بشكل طبيعي واستخدمت مادة الطين كمادة رابطة بين الأحجار في كلٍ من الدعامتين .
موضحاً أن الكهف الذي يمتد إلى الداخل (11) متر يتكون من قسمين يفصلهما جدار هدم نصفه حديثاً حيث وأن الكهف بشكل مدبب ووجه ممتلئ بالأتربة والأحجار ، ووجدت بعض الكسر العظمية بعضها محترق لا يمكن تحديد نوعية العظام بالداخل. وأضاف مدير فرع الهيئة العامة للآثار والمتاحف والمخطوطات :" وجدت عدد من الجماجم والعظام المتناثرة كانت قد أخرجت من قبل الأهالي منها فك علوي لجمجمة إنسان وجزء من جمجمة حيوان قد يكون من الأبقار إلى جانب إناء فخاري مكتمل ذو ثلاثة مقابض مخرومة وفوهة مستديرة مصنوع بشكل متقن وارتفاعه (12) سم وفتحه الفوهة (4.5) سم إلى جانب إناء آخر مفتوح ودقيق الصنع بقاعدة مستديرة ولكن مكسور" .
وأشار إلى أن الفريق لم يصل إلى الموقع إلا وقد دخل الأهالي وعبثوا بما يحتويه الكهف ، حيث قام الفريق بتقييم الوضع وتم إسقاط المقبرة الصخرية وحددت فيها أساليب البناء بداخله والتي كانت تستخدم إما جدران من الأرض إلى السقف إضافة إلى دعائم ترتفع من الأرض إلى السقف على أساس أنها تحمل السقف وهذه كانت آلية بناء أو تقنية خاصة في المباني القديمة التي سقوفها تتسع ولابد أن تدعمها دعائم .
وقال السنباني إن التقييم المبدئي يؤكد بنسبة (95%) أنها مقبرة صخرية ، منوهاً إلى أن الأواني الفخارية كانت للماء والعسل أو الخمر إلى جوار الموتى إيماناً بوجود حياة بعد الموت والبعث والخلود ، حيث كان يوضع جوار الموتى الطعام والشراب باعتقاد أن الموتى سينهضون ليأكلوا ويشربوا" .
منوهاً أن المنطقة التي وجدت فيها المقبرة الصخرية من المناطق الأثرية الهامة بجبل " اللسي" والتي سبق الكشف فيها عن مقابر من هذا النوع أسفل الجبل في عام 1984م في منطقة ورقة في موقع مشهور من قبل أحد العلماء الأثريين الذين استطاعوا أن يتوصلوا إلى بعض المخرجات ، منها مقبرة سليمة لم يتم العبث بمحتوياتها ، مضيفاً:" عادة لا يتم إبلاغ المكتب بالمواقع الأثرية إلا بعد تصفيتها من قبل الأهالي .
وبحسب السنباني فإن منطقة قاع شرعة واللسي من أهم المناطق الحضارية المشهورة وفيها اكتشافات سكانية تعود إلى العصور الحجرية بحسب الدراسات والتي تدرس فيها فترة العصر البرونزي أي ما قبل (3000-5000) سنة ، حيث أظهرت الدراسات أن منطقة المرتفعات الوسطى من اليمن فيها كثافة غير عادية من السكان والمستوطنات بمساحة (10) هكتار أي أكبر من القرى الموجودة الآن في عنس والحداء .
وأشار إلى أن قاع جهران يوجد فيه موقعا أثريا في منطقة "شناظب" مساحة (15-20) هكتار ، ويعد مدينة عظمى تكبر مدينة ذمار القديمة وبحدود مدينة صنعاء القديمة ".
|