المؤتمرنت/ القدس/ جاد نافع - عائلة شاؤول تستعطف الأسد تسليمها الرفات أفردت الصحف الصهيونية مساحات على صدر صفحاتها لنشر رسالة وجهتها عائلة أخطر جاسوس اسرائيلي زرعته الدولة العبرية في سوريا في عام 1962 م ، الذي اعدم في سوريا في 18 مايو/ أيار عام 1965 م.
وتدعو عائلة الجاسوس الإسرائيلي ( الياهو بن شاؤول كوهين ) المشهور بـ ( ايلي كوهين ) في رسالتها الموجهة للرئيس السوري بشار الأسد إلى تسليمهم رفاته لدفنها في" إسرائيل " .
ووقع على الرسالة ابنة الجاسوس " صوفي " كوهين ، إضافة إلى مائتي من الطلبة اليهود من خمسين بلدا بالعالم ، وناشدت الرسالة الرئيس السوري إلى القيام ببادرة إنسانية لبناء الثقة عبر إعادة رفات " كوهين" إلى عائلته في" إسرائيل " .
وبعد أن رتبت المخابرات الإسرائيلية لـ الجاسوس كوهين قصة ملفقه يبدو بها مسلما يحمل اسم (كامل أمين ثابت) وبعد وصوله دمشق وفي عام 1964م , زود الجاسوس كوهين قادته في تل أبيب بتفصيلات وافية للخطط الدفاعية السورية في منطقة القنيطرة, وفي تقرير آخر أبلغهم بوصول صفقة دبابات روسية من طراز تي ـ54, وأماكن توزيعها, وكذلك تفاصيل الخطة السورية التي أعدت بمعرفة الخبراء الروس لاجتياح الجزء الشمالي من إسرائيل في حالة نشوب الحرب .. وازداد نجاح كوهين خاصة مع بإغداقه الأموال على حزب البعث وتجمعت حوله السلطة واقترب من أن يرشح رئيسا للحزب أو للوزراء ؛ وقدم الجاسوس كوهين معلومات قيمة ساهمت في انتصار إسرائيل خلال حرب الأيام الستة.
واستطاع ( رفعت الجمال ) الجاسوس المصري الشهير بنفسه الملقب "رأفت الهجان" الذي زرعته الأجهزة الأمنية المصرية في إسرائيل ، استطاع كشف الجاسوس كوهين ..
وقال الهجان للمخابرات المصرية شاهدته مره في سهرة عائلية حضرها مسئولون في الموساد وعرفوني به انه رجل أعمال إسرائيلي في أمريكا ويغدق على إسرائيل بالتبرعات المالية، وقال الهجان في حينه : كنت على علاقة صداقة مع طبيبة شابه من اصل مغربي اسمها (ليلى) وفي زيارة لها بمنزلها شاهدت صورة صديقنا اليهودي الغني مع امرأة جميلة وطفلين فسألتها من هذا ، قالت انه (ايلي كوهين ) زوج شقيقتي ( ناديا ) وهو باحث في وزارة الدفاع وموفد للعمل في بعض السفارات الإسرائيلية في الخارج، .. لم تغب المعلومة عن ذهني كما أنها لم تكن على قدر كبير من الأهمية العاجلة، وفي أكتوبر عام 1964 م كنت في رحلة عمل للاتفاق على أفواج سياحية في روما وفق تعليمات المخابرات المصرية وفي الشركة السياحية وجدت بعض المجلات والصحف ووقعت عيناي على صورة "ايلي كوهين" فقرأت المكتوب أسفل الصورة، (الفريق أول علي عامر والوفد المرافق له بصحبة القادة العسكريين في سوريا والعضو القيادي لحزب البعث العربي الاشتراكي كامل أمين ثابت) وكان كامل هذا هو " ايلي كوهين " الذي سهرت معه في إسرائيل وتجمعت الخيوط في عقلي فحصلت على نسخة من هذه الجريدة اللبنانية من محل بيع الصحف بالفندق ، وفي المساء التقيت مع (قلب الأسد) محمد نسيم رجل المهام الصعبة في المخابرات المصرية وقلت له : ( كامل أمين ثابت ) احد قيادات حزب البعث السوري هو " ايلي كوهين الإسرائيلي " مزروع في سوريا وأخشى أن يتولى هناك منصبا كبيرا .. - قال: ما هي أدلتك؟ - قلت: هذه الصورة ولقائي معه في تل أبيب ثم أن صديقة لي اعترفت انه يعمل في ( جيش الدفاع الإسرائيلي) ..
وعقب هذا اللقاء طار رجال المخابرات المصرية شرقا وغربا للتأكد من المعلومة وفي مكتب مدير المخابرات في ذلك الوقت السيد صلاح نصر تجمعت الحقائق وقابل مدير المخابرات الرئيس جمال عبد الناصر ثم طار في نفس الليلة بطائرة خاصة إلى دمشق حاملا ملفا ضخما وخاصا إلى الرئيس السوري أمين حافظ .. وتم القبض على الجاسوس ايلي كوهين وسط دهشة الجميع واعدم هناك في 18 مايو عام 1965 .
|