المؤتمرنت -و كالات -
إنذار من موجة تسونامي في المحيط الهادئ
تسبب زلزال قوي جدا شدته 2ر7 درجة قبالة ساحل تايوان الثلاثاء باطلاق انذار باقتراب تسونامي (مد بحري) في المحيط الهادئ, على ما اعلن مركز الانذار باقتراب المد البحري في هذه المنطقة. وكانت وكالة الارصاد الجيولوجية الامريكية على موقعها على الانترنت ان زلزالا شدته 2ر7 درجة هز منطقة قبالة ساحل جنوب تايوان ولكن لم ترد تقارير فورية عن وقوع أضرار.

ونقلت قناة سكاي نيوز البريطانية عن وكالة الارصاد الجوية اليابانية أن الزلزال أثار أمواج مد متجهة صوب الفلبين. لكن المكتب المركزي للارصاد الجوية في تايون قال ان شدة الزلزال 7ر6 درجة وان مركزه بين غرب وجنوب غربي شبه جزيرة هنجتشون.

وقال مركز منطقة المحيط الهادي للتحذير من أمواج المد العاتية انه من غير المتوقع أن تحدث أمواج مد بالرغم من أن من الممكن أن تحدث أمواج مد محلية.
وأعلن خبراء استراليون ان هزة ارضية بقوة خمس درجات على مقياس ريشتر وقعت الثلاثاء قبالة السواحل الغربية لاستراليا. ووقعت الهزة في الساعة 2,29 بالتوقيت المحلي (7,29 تغ) على عمق 10 كيلومترات وحدد مركزها على بعد 800 كلم جنوب غرب مدينة برث بحسب المركز الاميركي لرصد الزلازل. ولم تؤد الهزة على ما يبدو الى اضرار او ضحايا.

واحيت آسيا الثلاثاء بصلوات ذكرى ضحاياها بعد مرور عامين على المد البحري الذي اسفر في 26 ديسمبر/كانون الاول 2004 عن مقتل اكثر من 220 الف شخص ودمر سواحل نحو عشر بلدان في المحيط الهندي.

وفي اتشيه الذي تكبد افدح الخسائر مع 168 الف قتيل ومفقود, احيا السكان ذكرى هذه المأساة بينما يشهد الاقليم فيضانات اودت بعشرات الاشخاص وشردت الآلاف. وكانت موجات تسونامي العملاقة التي تسبب بها زلزال شديد بلغت قوته 9,3 درجات على مقياس ريشتر دمرت 800 كلم من ساحل الارخبيل وشردت 600 الف شخص.

وقطعت اعمال اعادة البناء الممولة من هبات اجنبية شوطا بعيدا رغم ان هناك الكثير لانجازه, اذ اكدت مصادر رسمية واخرى في منظمات غير حكومية ان خمسين الى سبعين الف اندونيسي لا يزالون يقطنون منازل جاهزة تفتقر الى الشروط الصحية. وفي جزيرة بالي التي لم تضربها موجات تسونامي, شارك عشرات الاف السكان في اختبار تحذيري من هذه الموجات.

وتسعى دول المحيط الهندي منذ عامين الى التزود بنظام وقائي من شأنه انقاذ الاف الاشخاص. لكن هذا المشروع لم ينجز بعد وخصوصا في اندونيسيا حيث اسفرت موجات تسونامي اضافية في يوليو/تموز 2006 عن 600 قتيل.

وفي تايلاند التي فقدت رسميا 5400 شخص نصفهم سياح اجانب, اقيم احتفالان دينيان صباح اليوم على شاطىء باتونغ في فوكيه وفي قرية الصيادين بان نام كين التي باتت مرادفا للكوارث منذ نحو مئة عام.

وقالت النروجية سوزان رومسلو (49 عاما) باكية "فقدت زوجي وطفلتي ابنة الخمسة اعوام جراء الموجة". وجنوبا في جزيرة فوكيه, وقف الجميع دقيقة صمت في الساعة 10,10 (3,10 ت غ) على شاطىء باتونغ في حضور نحو الف من السياح والسكان المحليين.

وفي سريلانكا حيث قتلت الكارثة 31 الف شخص وشردت نحو مليون اخرين, اعلنت السلطات "يوم امن وطني" لحض السكان على التعامل مع الكوارث الطبيعية. ومن المقرر ان يزيح الرئيس ماهيندا راجاباكسي الستار عن تمثال لبوذا في مدينة بيراليا (جنوب) حيث ابتلعت الموجة العملاقة نحو الف شخص كانوا يستقلون قطارا.

واذ اقر الرئيس العام الفائت بأن الجهود لمساعدة الناجين كانت غير كافية, عبر عن أمله في أن تركز البلاد على "تعجيل ورشة اعادة البناء". وفي مقابل اعادة البناء السريعة نسبيا في تايلاند, يحول الفساد من جهة والحرب بين الجيش السريلانكي ومتمردي التاميل من جهة اخرى دون منح مساعدة اجنبية للضحايا تناهز مليارات الدولارات.

وفي هذا الاطار, انتقد الامين العام للامم المتحدة كوفي انان اليوم الحكومة السريلانكية والمتمردين, داعيا اياهما الى وقف اعمال العنف والاسراع في اعادة البناء بعد عامين من كارثة تسونامي. وقال انان في بيان اصدره في الذكرى الثانية لهذه المأساة "لا احد كان يستطيع تفادي التدمير الذي تسببت به موجات تسونامي, ولكن علينا معا وضع حد لتصاعد العنف الذي يهدد مجددا شعب سريلانكا".

واقرت كولومبو باعادة بناء نصف المنازل المدمرة او المتضررة والبالغ عددها مئة الف. وفي ارخبيلي اندمان ونيكوبار الهنديين, تجمع مئات الاف الاشخاص في الكنائس ووقفوا دقيقة صمت, وقال مارتن لوثر العضو في المجلس القبلي في نيكوبار "نصلي منذ الصباح ونضيء شموعا احياء لذكرى احبائنا الذين رحلوا".

وبلغ عدد القتلى والمفقودين جراء تسونامي نحو 3500 في هذين الارخبيلين الواقعين قبالة السواحل الجنوبية الغربية للهند واللذين يضمان اكثر من 500 جزيرة, علما ان عدد القتلى في الهند وحدها تجاوز 16 الفا.