الناطق الرسمي باسم المؤتمر الشعبي العام- اليمن
التاريخ: الأحد, 24-نوفمبر-2024 الساعة: 12:22 ص
ابحث ابحث عن:
قضايا وآراء
الأربعاء, 27-ديسمبر-2006
المؤتمر نت : /امين الوائلي -
مع التحية إلى أهل بيروت
يقضي آلاف اللبنانيين أعياد رأس السنة الميلادية والأضحى المبارك في ساحتي " الشهداء " و" رياض الصلح " في قلب العاصمة بيروت ، وقريباً منهم أو إلى جوارهم .. في أورقة وغرف السراي الحكومي يعتصم الرئيس فؤاد السنيورة وعدد من أعضاء وزارته منذ بدء المعارضة اللبنانية تحركها والنزول إلى الشارع .
أعياد بيروت هذه السنة ستكون استثنائية .. ولا أحد يعرف لماذا لا يتشارك الأشقاء اللبنانيون في " قداديس الميلاد " واحتفالات رأس السنة والأضحى بحيث يجتمع المعتصمون الذين في السراي وفي الساحات ساعة من نهار أو ليل للاحتفال معاً وتناسي احتقانات المأتم السياسي لبعض الوقت ، وأحسب أن خطوة كهذه من شأنها أن تحدث أثراً إيجابياً في الحياة اللبنانية عموماً .. وربما أن السياسيين في جانبي الفرقاء سوف يتذكرون عظمة روابط تجمعهم وتوحدهم ، قياساً إلى حسابات لحظية في السياسة هي التي أفرزت مشهداً بيروتياً غاية ما فيه أن الواحد اللبناني هو ذاته الواحد المتجاور في الساحات والسراي .

أنهم أقرب إلى بعضهم البعض من أي لحظة ومناسبة أخرى سابقة أو لاحقة فقط عليهم أن يقيسوا المسافة الفاصلة بين الساحة والسراي الحكومي ، ليست شيئاً يذكر قياساًَ إلى الحالة التي يكون فيها الجميع في منازلهم وفي الظروف العادية هم الآن أقرب !

لا استطيع إلا أن اسمع خفق قلوب الأشقاء اللبنانيين وهم يحدثون أنفسهم في هذه اللحظات : ليس إلا جدار بيننا فلماذا لا نهده ونلتقي ؟ نستريح ونريح .

المعادلة اللبنانية المعقدة والشائكة تحمل في رحمها بذور الحل ، بل لعلي لا أجازف إذا قلت بأنها هي الحل عينه لان يجد الفرقاء الأشقاء بداً من الالتقاء وإحياء مناسباتهم الوطنية والدينية معاً و جميعاً كما كانوا دائماً .

طال الوقت أم قصر لن يبقى اللبنانيون إلى الأبد معتصمون في الساحات والسراي ، ولا بد من أن تنجلي هذه اللحظة والغمة ويعودون إلى الحوار والتراضي وخيراً لشركاء الحياة والوطن في لبنان أن يفعلوا ذلك الآن لأنهم – حتماً – سوف يفعلونه لاحقاً بعد ما يبلغ منهم التعب والعند مبلغاً يضطرهم إلى البحث عن أقصر طريق إلى الراحة والتراضي .

لا توجد في قواميس الدنيا بأجمعها وصفة سحرية لحل المعادلة أو المعضلة اللبنانية إلا هذه : إحداث فتحة في الجدار الهش الفاصل بين السراي والساحة ورؤية كم كانت المسافة ضئيلة والحاجز وهمي حتى يجتمع الواحد بواحدة وتعود بيروت إلى حياتها على قاعدة شراكة وطنية كانت ولا تزال هي قدر اللبنانيين .. ولن يجدوا منه مهرباً أو آخر غيره يعيد التشكيل من الصفر .

لبيروت الصاعدة من جراحاتها .. كبرياءً وأملاً وأخوة لها أبدع ما تبدعه قلوبنا من آمال وأمانٍ وصلوات .

وللأخوة الأشقاء في لبنان أصدق التحايا والتهاني بالأعياد المباركة المجيدة وأخلص الدعوات بأن يسارعوا إلى ما فيه خيرهم وصلاح أمرهم .

في الختام كما في البدء : لن يجد اللبنانيون غيرهم ليخرجهم مما هم فيه وهم في قرب لا يعكره سوى جدار وهمي فاثقبوه .




أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر