المؤتمر نت - متابعات - اكتشاف مستوطنة أثرية في اليمن تعود إلى ما قبل الألف الأول قبل الميلاد ريام محمد مخشف - كشفت تنقيبات أثرية جديدة في محافظة مأرب التاريخية مؤخرا عن وجود قبور تختلف تماما عن قبور معبد " أوام " الأثري التاريخي ، وتخالف تقريبا عن جميع أنماط القبور المعروفة حتى الآن .
وذكرت وكالة الأنباء اليمنية ( سبأ ) اليوم ان فريق البعثة الأثرية الألمانية قد كشف خلال شهر أكتوبر الجاري
مستوطنة سبئية قديمة تعود إلى ما قبل الآلف الأول قبل الميلاد في سد الجفينة بمدينة مأرب التاريخية .
وأشار تقرير صادر عن الهيئة العامة للآثار والمتاحف اليمنية إلى ان نتائج أعمال الحفريات والتنقيبات الأثرية
التي أجرتها البعثة الأثرية الألمانية التابعة لمعهد الآثار الألماني بالتعاون مع الهيئة خلال شهر أكتوبر الجاري أسفرت اكتشاف مستوطنة قامت على هامش حضارة مدينة مأرب السبئية ، تدل على ان هذه المستوطنة لم تكن
المدينة الرئيسية وإنما مستوطنة عامة تعود إلى العصر السبئى المبكر.
وأوضح التقرير أن طول المستوطنة الجديدة يبلغ 350 متر.. فيما يتراوح عرضها ما بين 50-70 متر بارتفاع
حوالي 6 أمتار .
و تكشف المستوطنة الأثرية الجديدة من خلال منازلها البسيطة والغير واسعة عن نموذجا معماريا يختلف تماما عن النموذج المعروف في المعابد والمدن اليمنية القديمة .. كما أظهرت التنقيبات في معابد المستوطنة المكتشفة اختلاف القطع الأثرية التي تحتويها عن بقية القطع في معابد المستوطنات الأخرى ، مما يدل على ان هذه القطع لم تقدم كقرابين للآلهة.
وذكر التقرير ان ثلاث مراحل استيطان ، شيدت مباني المرحلة العليا منها بأحجار بركانية غير مهندمة ، بينما
شيدت مباني المرحلة التي تليها باللبن، وكذا بالنسبة للمرحلة الثالثة..و أن المستوطنة انتهت في القرن السابع
أو السادس قبل الميلاد ، وأنه لا يوجد ما يدل على أنها استخدمت بعد هذا التاريخ. وأشار التقرير إلى أنه تم جمع عينات للتحليل يمكن من خلالها معرفة أنواع و أوصاف المواد الغذائية و تحديد أنواع المحاصيل الزراعية ، وتحدد أنواع الحيوانات التي شكلت جزء من غذاء الإنسان في ذلك الوقت ،لا سيما وان هناك إلى جانب الجمال والأغنام والماعز حيوانات أخرى غير معروفة عكستها العديد من الدمى الفخارية المكتشفة داخل المستوطنة الجديدة. و أكد التقرير ، ان الطبقات التي أخذت منها العينات لم تتعرض للعبث في أي مرحلة من المراحل ، وان مئات "المجارش" التي تم العثور عليها على سطح المستوطنة الجديدة وداخل منازلها بالإضافة إلى مخازن
وأواني خزن المواد السائلة تكشف نمط الحياة التي عاشها الإنسان في ذلك الوقت.
إلى ذلك أوضح الدكتور/يوسف محمد عبد الله وكيل وزارة الثقافة والسياحة ورئيس الهيئة العامة للآثار المتاحف أن بعض الكسرات الفخارية التي تم العثور عليها في مستوطنة الجفينة تتشابه مع الكسرات التي تم العثور عليها في (ريبون) في وادي حضرموت ومنطقة (يلا) في خولان الطيال مما يدل على أننا أمام احد المواقع الأثرية التي ترجع في تاريخها الى العصر السبئي المبكر. وقال.." أن عدم تعرض الطبقات الأثرية للعبث ستتيح فرصة دراستها بشكل جيد الى جانب ان نتائج التحليل بواسطة كربون 14 المشع ستقدم تسلسل زمني دقيق نحن بحاجة ماسة إلية خاصة فيما يتعلق ببداية نشوء الحضارة السبئية " . وأشار رئيس الهيئة
العامة للآثار والمتاحف إلى ، انه إذا كانت المستوطنة والقبور المنتشرة حولها تمثل البداية لمملكة سبأ ، فإن
سد الجفينة يمثل أخر المراحل الحضارية لليمن القديم ، وأن تقنية الحجارة المغطاة بالقضاض ترجع الى مرحلة
متأخرة ومما يدل على ذلك أحجار البلق التي استخدمت في بناء مصارف السد، والتي يبدو واضحا أنها لم تعد خصيصا للغرض الذي استخدمت لأجله وإنما نقلت من مواقع أثرية لا تبعد كثيرا عن موقع السد ، ويؤكد ذلك العثور على جزء من نقش مدون على قاعدة تمثال اهدي للآلة " ذو سماوي" ، بالإضافة إلى النقوش التي نسخها " جلازر " عند زيارته لـمأرب العام 1888م من سد الجفينة يدل على ذلك وعلى أن بناء السد كان بعد أن تخلت تلك المعابد أو بدأت في التخلي عن تأدية وظائفها الدينية . وتشير المصادر التاريخية الى أن مدينة مأرب القديمة الواقعة على الضفة اليسرى لوادي أذنة كانت هي العاصمة التى مارس من خلالها الملوك السبئيين ومساعدوهم مهامهم وأنشطتهم المختلفة .
|