الناطق الرسمي باسم المؤتمر الشعبي العام- اليمن
التاريخ: الأحد, 24-نوفمبر-2024 الساعة: 12:36 ص
ابحث ابحث عن:
قضايا وآراء
الأحد, 14-يناير-2007
المؤتمر نت - احمد الربعي احمد الربعي -
الانفعال.. ومصالحنا الكبرى
متى ندرك في هذا البلد ان الدنيا من حولنا قد تغيرت؟ متى نتصرف بشكل منطقي ومسؤول يفكر في مصالحنا من خلال عقولنا، ولا يفكر بالإثارة من خلال عواطفنا؟
صدام ذهب إلى غير رجعة، اندحر من بلدنا، وحاسبه شعبه بغض النظر عن التفاصيل الكثيرة التي رافقت ذلك، وعلينا ان ننتبه إلى إصلاح بيتنا الداخلي والكف عن الاعتقاد ان الشأن العراقي مازال شأنا كويتيا، فلقد كان الشأن العراقي مرتبطا بوجود صدام وما شكله من تهديد لحياتنا، وكانت هناك ملفات عالقة كالحدود والأسرى وغيرها، اما اليوم فنحن أمام عراق جديد يجب ان تكون قراءتنا له مختلفة، ورصدنا لتطوراته مختلفا، وردود أفعالنا تجاهه مختلفة.
ماذا يعنينا في الكويت أن يبكي وينوح أيتام صدام عليه؟ وماذا يعنينا ما تفعله النقابات الأردنية وحركة حماس والجمعيات التي يسيطر عليها الإخوان المسلمون في مصر وكل الذين تشتم منهم روائح الكوبونات النفطية؟ بل وماذا يعنينا ان تنزل ليبيا أعلامها ثلاثة أيام مترحمة على الطاغية؟ ومنذ متى كانت ليبيا ومن وراءها بقايا الأحزاب القومجية والإسلامية لاعبا أساسيا في أي قضية؟ وما قيمة كل هؤلاء الذين يتظاهرون ويحتجون ليل نهار، أليسوا هم الذين دافعوا عن صدام وانتهى في حفرته الشهيرة؟ أليسوا هم الذين نفخوا الناس بأوهام انتصارات وهمية فكانت النتيجة مأساوية عليهم؟!
ما لنا وللآخرين؟ لماذا ندس أنوفنا في كل قضية خارجية؟ والى متى نعتقد اننا محامون في الشأن العراقي، ولماذا نريد ان نوتر علاقاتنا بدول عربية لان في هذه الدول مجانين يؤذون أنفسهم ودولهم قبل ان يؤذونا؟
ما الذي يدفع أحد نوابنا الى مهاجمة الرئيس حسني مبارك على خلفية قضية داخلية مصرية بين الحكومة والإخوان المسلمين المصريين، وهل نحن وكلاء عن إخوان مصر، بل وهل لأحد منا الحق للتدخل في شأن داخلي مصري؟!
لقد حان الوقت للاهتمام بتنظيف غرفنا، والاهتمام ببيتنا وببلدنا وترك الآخرين يفعلون ما يشاؤون، ويمارسون الجنون بكل ألوانه، ولقد حان الوقت ان نفصل بين مصالح وطننا والانفعال السياسي، فلقد أثبتت التجربة اننا نجحنا وهم فشلوا، ونحن أدرنا أمورنا بكثير من الهدوء فحققنا ما نريد، وهم ظلوا يهتفون بالشعارات فانتهوا الى هذه النهايات المأساوية!
ليتنا ندرك ان السياسة الخارجية يجب ان تترك لمتخذي القرار، وان هذه السياسة يجب ان ترتبط بالمصالح الاستراتيجية والاقتصادية للوطن وليس بالانفعالات والتصعيد، وعلينا ان نتذكر اننا لسنا أوصياء على الآخرين، وليس مهمتنا ان نمنع احدا من ان ينتحر وهو بكامل وعيه.
د. أحمد الربعي




أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر