بقلم: دان بليستش - ترجمة: خديجة السنيدار -
كل المؤشرات تدل على أن بوش يخطط لشن هجوم على إيران
يتضح الدليل الذي يؤكد على أن الرئيس بوش يخطط لشن حرب على إيران إلى جانب العراق وأفغانستان أكثر وأكثر – كما أن كل المؤشرات في خطاب طوني بلير الذي ألقاه يوم الجمعة الماضي تدل على أنه سوف يسعى للانضمام إلى بوش إذا كان مايزال في منصب يخوله بإرسال القوات البريطانية إلى ارض المعركة.
ويقول تيم روسيرت من قناة الـ إن. بي.سي. بعد لقاءه الرئيس:"هناك شعور قوي لدى الصف الأول في البيت الأبيض بان إيران سوف تتحول بشكل سريع نسبيا لتصبح قضية هامة – في البلاد وفي العالم- بطريقة ذكية جدا". وقد تولد هذا الشعور جراء إرسال بوش قوات إلى الخليج ليس لها علاقة بمحاربة المتمردين العراقيين. حيث اشتملت تلك القوات على صواريخ باتريوت المضادة للصورايخ وحاملة طائرات وسفن إطلاق صواريخ.
ويعتبر عدد من المحللين العسكريين أن إرسال تلك القوات مؤشرا على حرب وشيكة مع إيران. حيث أن الغرض من صواريخ باتريوت هي إسقاط الصواريخ الإيرانية. أما القوات البحرية التي تتضمن سفن بريطانية فيتم تدريبها على منع التدخل الإيراني لاستهداف السفن المحملة بالنفط في مضيق هرمز.
ويبدو أن الرئيس أخذ بتوصيات معهد أميركان انتربرايز التابع للمحافظين الجدد (AEI)، على الرغم من النصح الذي قُدم له فيما يتعلق بكيفية التعامل مع الوضع العراقي – خصوصا من قبل مجموعة دراسة العراق. وهذا يعزز فكرة أن كارثة العراق قد همشت المحافظين الجدد.
أما المحيط السياسيف كما يُنظر إليه من داخل البيت الابيض و داوننغ ستريت هو أننا نعيش حرباً خطره بنفس القدر التي كانت تمثله الحرب العالمية الثانية. ويوضح جون بولتون هذه النظرة عندما يقارن المشاكل الأميركية في العراق بالقتال مع اليابان بعد حادثة بيرل هاربر *(Pearl Harbor).
وقد طور دونالد رامسفيلد ومعهد اميركان انتربرايز استراتيجية تهدف إلى تغيير النظام في ايران بحيث لا تتطلب القيام باجتياح بري. ومع أن أسلحة الدمار الشامل سوف تُستخدم كذريعة لتنفيذ تحرك عسكري، إلا أن الهجمات لن تكون محدودة باستهداف بعض منشآت تصنيع السلاح. بل ستهدف إلى تقليص القدرة الإيرانية على الرد وشن هجمات مضادة وذلك باستخدام قاذفات القنابل لتدمير أكثر من 10.000 هدف في اليوم الأول من الحرب، فيما ستقوم القوات الخاصة بشن غارات جوية لتدمير ما تبقى.
وبعد ذلك، سوف تقوم الولايات المتحدة الأميركية بدعم تغيير النظام الحالي ، على أمل أن يتم استبدال نظام آيات الله بإيران اتحادية. وتقوم الحكومتان الأميركية والبريطانية الآن بدعم مجموعات ائتلافيه تسعى لتحويل إيران إلى دولة فيدرالية. وربما يكون هذا وهما أخر يتوهمه المحافظون الجدد، لكن ذلك قد لا يكون الهدف المقصود. بل المقصود هو جعل إيران تركز على مشاكلها الداخلية بحيث لا تكون قادرة على القيام بأي عمل في أي مكان أخر.
لقد قال بوش أنه سوف يدمر الشبكات الإيرانية والسورية في العراق. وهذا قد يتضمن مليشيا مقتدى الصدر، لكن هناك أيضا احتمال بان يتم استهداف كتائب البدر التي شكلتها إيران، والتي ترتدي الآن بزات الشرطة العراقية. وفي الجنوب، يبدو أن انسحاب القوات البريطانية إلى مطار البصرة بمثابة استعداد لتجنب ردة فعل شيعية أكثر من كونه عملية تسليم زمام السيطرة للحكومة العراقية.
ويوضح رئيس الاستخبارات القومية الأميركي، جون نيجروبونت، بان التهديد بإطلاق يد حزب الله على إسرائيل كان الرادع الرئيسي لشن هجوم أميركي على إيران. ومع ذلك فقد حقق حزب الله سياسيا نصرا كبيرا عندما صدّ الجيش الإسرائيلي في الصيف الماضي،الذي تضرر في الواقع كثيرا.
ويبدو أن النظام الإيراني مستعدٌ للمواجهة، ربما لأنه واثق من أن واشنطن مخادعة. وفي الشهر القادم سوف تحتفل إيران بمناسبة إكمال دورة الوقود النووي، في تحدي لقرارات الأمم المتحدة. ويتوقع أن يتساءل بوش وبلير عما سيفعله العالم من اجل منع حدوث محرقة جديدة لليهود. وقد قال لنا بلير في خطابه أننا لا نختار الحروب التي نخوضها. وربما هو بذلك يخبرنا أكثر مما ندركه.
- - - - - - - - - - - -
* بيرل هاربر ميناء في هاواي هاجمته القوات اليابانية بصورة مباغتة في السابع من ديسمبر عام 1941، وهو حدث غير مجرى التاريخ وأرغم الولايات المتحدة على دخول الحرب العالمية الثانية، وأسفر عن مقتل 2403 من الجنود الأميركيين و 68 من المدنيين وإغراق أو أتلاف 19 سفينة وبارجة حربية و تدمير 188 طائرة.
* صحيفة الجارديان اللندنية