الناطق الرسمي باسم المؤتمر الشعبي العام- اليمن
التاريخ: الأحد, 24-نوفمبر-2024 الساعة: 12:59 ص
ابحث ابحث عن:
قضايا وآراء
الثلاثاء, 16-يناير-2007
المؤتمر نت -              نبيل الصوفي -
«المحاكم الاسلامية» الصومالية تستعد لمعاودة حربها؟
بعد أيام على إعلان الحكومة الصومالية الموقتة والقوات المسلحة الأثيوبية التي تساندها «الصومال دولة بلا محاكم إسلامية» أعلن الجيش الأميركي أن طائراته وجهت ما وصفه «ضربات خاطفة متعددة الأهداف ضد عناصر القاعدة في منطقة القرن الأفريقي».

وكانت جينداي فرايزر مساعدة وزيرة الخارجية الأمريكية للشؤون الإفريقـيـة سبقـت طائرات بلادها المقاتلة في الحديث عن «دعم خلية «القاعدة» في الشمال الإفريقي لقوات المحاكم». كما عاد الحـديـث عن ملف قادة «القاعدة» الأفارقة الذين ساهموا في تفجير سفارتي الولايـات المتحدة في نيروبي ودار السلام عام 1998، ومنهم أبو طلحة السوداني والكيني صالح علي نبهان، والأول ورد اسمه في إفادة أمام هيـئـة محلفيـن ضـد أسـامة بن لادن بوصفه خبير متفجرات سودانياً تـعـتـقـد المخابرات الأمريـكيـة بأنـه زعيم تنظيم «القاعـدة» في شـرق أفريقيا.

وفيما يواصل الجيش الأميركي تعزيز قواته البحرية جنوب البحر الأحمر، اضطرت الحكومة الصومالية الى تجاوز كبريائها بعد إعلانها الصومال «خاليـة من ميـليـشيـا المحاكم»، وطلبت الى برلمانها المقيم في بيداوا دعمها في «إعلان حال الطوارئ».

وأعلنت كل الدول المحيطة بالصومال وبخاصة كينيا وجيبوتي واليمن تشديد الإجراءات الأمنية على حدودها «منعاً للتسلل» سواء من الصومال أو إليه. كما دعا الرئيس اليمني علي عبدالله صالح الأمم المتحدة إلى لعب دور في إخماد بؤر التوتر في العالم «بعيداً من تأثير أي قوى عالمية»، وجدد الدعوة إلى «حوار مع قادة المحاكم». وهي الدعوة التي تعلن أميركا دعمها شريطة أن يقتصر الحوار على «المعتدلين في المحاكم»، والذين بحسب جينداي فرايزر عليهم أن «يظهروا في العملية السياسية الصومالية».

بدوره قال وزير الخارجية الجيبوتي إن «الحملات العسكرية جُرِّبت في الصومال سابقًا ولم تنجح، ولم تؤد بالصوماليين إلا الى مزيد من الخراب والدمار».

وتعكس هذه الوقائع قلقاً حقيقياً من بدء «الفلتان الأمني» في الصومال، خصوصاً أنه لن يكون هذه المرة مجرد صراع بين أمراء الحرب بسبب ما يعتبر في أوساط اثيوبية احتلالاً «مسيحياً» من قبل أثيوبيا دولة الكنيسة الأقوى في إفريقيا تاريخياً.


مشايخ المحاكم أحياء وسلاحهم في أيديهم

ويزداد القلق مع نجاة قادة المحاكم من القتل أو الاعتقال خصوصاً منهم مجموعة «الشباب» التي كانت توصف بالمجموعة الأكثر تنظيماً داخل تحالف المحاكم.

وأبطلت «حسابات» الحكومة الصومالية في شأن التركيبة القبلية والوجود الإثيوبي، عمليات جمع الأسلحة من المواطنين، و»كل ماهو في المواطنين فإنه قريب من المحاكم» إذا ما تصاعد التذمر القبلي من الوجود الإثيوبي. وعلى الأقل «سيجمع المسلحين المختلفين هدف واحد» حسب رئيس البرلمان الصومالي الموقت، الذي رفض العودة من جيبوتي إلى الصومال منذ تفجر الأحداث الأخيرة، قائلاً إن بلاده صارت «محتلة».


قوات حكومية صومالية
وكان القائد الأول لتحالف المحاكم شيخ شريف، الذي جدد تأكيده أن قواته «ستنسحب من أمام القوات الإثيوبية، إلى الشوارع الجانبية على طول الأرض الصومالية وعرضها»، كمقدمة لـ «تغيير الاستراتيجيات»، قد أبقى ملف سلاح قواته مجهولاً، مع حديث عن سلاح تركته المحاكم في أيدي المواطنين، علماً بأنه لا أثيوبيا ولا الحكومة الصومالية حددت «مصير السلاح» في بلاد أمراء الحرب. بل إن وزير إعلام حكومة الصومال اعترف أن الحكومة «لا تعرف أماكن قادة المحاكم».

ويفهم من ذلك أن كل أداوت المحاكم سليمة، سواء السلاح أو القيادات التي توزعت على المنافي المحيطة من جيبوتي الى اليمن وكينيا، إضافة إلى الذين اختفوا عند التخوم الصومالية التي قد تكرر أميركا قصفهم في حجة مقاتلة «قاعدة أفريقيا».

في هذه الأثناء صرّحت قيادات من تحالف المحاكم الإسلامية الى «الحياة» ان التحالف ينتظر «موقف الحكومة النهائي من الحوار معه» وإلا فإنه سيبدأ «شن حرب عصابات».

وقال قيادي فضل عدم ذكر اسمه لـ «الحياة» في اليمن حيث يعيش مع اثنين آخرين من زملائه وهم وصلوا الى اليمن مع عشرات من اتباعهم إن «المحاكم التي فرضت عليها التطورات العسكرية الميدانيـة الانـسحاب بكل عددها وعدتها، تنتظر «موقف الحكومة من التحديات الميدانية التي قال إنها تتزايد كل يوم».

واعتبر ان «إعلان حال الطوارئ إجراء له وجهان»، الأول: رغبة الحكومة في تغليب التعامل الأمني مع كل مخالف، أما الثاني فهو «إقرار حكومي» أن الإعلان عن «انتهاء العمليات العسكرية مجرد وهم».

وهو موقف يتفق مع ما أعلنه رئيس البرلمان الصومالي شيخ شريف حسن شيخ آدم الذي قال إنه «قرار غير شرعي».


فرنسا من العراق إلى الصومال

وفي سياق التطورات على أرض الصومال يجدر لفت الانتباه إلى الموقف الفرنسي، الذي يشبه الموقف من غزو العراق. ففرنسا التي يرفض قادتها الحديث عن «قاعدة في الصومال»، تؤكد أن حل المشكلة الصومالية يبدأ بتشجيع العالم الفرقاء الصوماليين لينجزوا حلاً في الحوار بين بعضهم البعض»، وليس :عبر أي تدخل عسكري».
* نقلا عن الحياة




أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر