بقلم: نهاد اسماعيل -
الشنق يحتاج الى مهنية عالية!!
خبير الشنق البريطاني الاسبق واساليبه الدقيقة التي تضمن موتا سريعا نظيفا.
درس العراقيون المختصون في تنفيذ عملية الاعدام شنقا بحق صدام وبرزان وبندر اساليب الشّانق البريطاني البيرت بييربوينت Albert Pierrepoint والبراعة والتقنية الفنية التي توصل لها واوصلها لمرحلة الكمال والقمة في تنفيذ الشنق النظيف الخالي من الشوائب.
فشل شناقون بغداد من التطبيق الفعلي الصحيح للدراسة النظرية لأساليب الخبير.
البيرت بييربوينت كان معروفا بالدقة والحرص على التحضير المسبق مسلحا بكافة المعلومات عن السجين او المدان المحكوم بالشنق. البيرت سيتململ في قبره اذا سمع بانفصال رأس برزان عن جسده اثناء عملية الشنق. وسيصرخ بصوت عالي مستنكرا ما حدث لصدام وبرزان لو كان حيا.
البيرت مارس المهنة لسنوات طويلة كمساعد شناق وحتى تم تعيينه كرئيس الشناقين Chief Hangman عام 1946.
في مقال قصير عن اساليبه وتقنياته جاء في صحيفة التايمز البريطانية مؤخرا، أشار الكاتب ديفيد براون لأهمية ما يسمى "السقطة" أي المسافة التي يجتازها جسم المشنوق في سقوطه، وكذلك يأخذ بعين الاعتبار أهمية طول الحبل وسمكه لكي يفارق المشنوق الحياة بأدنى درجة من الألم وبفترة زمنية سريعة جدا تحسب بثواني قليلة جدا. قوة السقطة مع حبل أطول من اللازم تؤدي الى انقطاع الرأس كما حدث مع برزان التكريتي. واذا كان الحبل أقصر من اللازم سيخنق السجين ببطء.
لكي يضمن شنقا سريعا ونظيفا مع أدنى درجات الألم كان البيرت يقيس السجين المحكوم بالاعدام شنقا، كان يقيسه طولا وعرضا ووزنا ليحسب بدقة طول الحبل وسمكه. ويوجد مرجع رسمي اصدرته الحكومة البريطانية عام 1913 والذي يحتوي على جداول بمقاييس الحبل لتتناسب مع مقاييس الشخص المرشح للشنق. ويحتوي المرجع على تفاصيل السقطة المثالية للمقاييس والأوزان المختلفة للأشخاص الذين يزمع شنقهم.
للتأكد والحرص على نجاح عملية الشنق كان البيرت بييربوينت يعاين السجين في ليلته الأخيرة وفي حالات استثنائية واضطرارية نادرة كان يضطر الى النظر من خلال ثقب ليقدر حجم السجين ومرة دخل زنزانة مختفيا كأنه مأمور عادي في السجن ليأخذ فكرة عن حجم السجين.
كان البيرت يحتفظ بطاقية بيضاء كغطاء لرأس المشنوق وشريط قياس (مثل الذي يستعمل في تفصيل البدلات) لقياس السجين ولقياس السقطة والحبل وكان لديه حبال خاصة اختارها خصيصا ليكفل نجاح الشنق. وجاء البيرت من عائلة تختص بالاعدام منذ القرن التاسع عشر وتعلم الصنعة وهو شابا يافعا من والده وكان يمارس على دمى قبل ان يدخل المهنة رسميا كمساعد شانق في اوائل الثلاثينات..
خلال خدمته التي استغرقت 25 عاما كمساعد شانق وكرئيس الشانقين أعدم البيرت 433 رجلا و17 سيدة. وبعد محاكامات نورمبرغ شنق البيرت 200 مجرم نازي واستطاع شنق 27 منهم في يوم واحد وبدون أي مشكلة.
بعد أن تقاعد ألبيرت عام 1956 كتب في مقال: "في نظري حكم الاعدام لا يحقق أي هدف سوى الانتقام".
ألغيت عقوبة الاعدام في بريطانيا اوائل الستينات بعد اكتشاف ان ابرياء تم اعدامهم لجرائم اعترف بها آخرون.
* إعلامي عربي بفبم في لندن