الناطق الرسمي باسم المؤتمر الشعبي العام- اليمن
التاريخ: السبت, 23-نوفمبر-2024 الساعة: 11:50 م
ابحث ابحث عن:
كتب ودراسات
الإثنين, 22-يناير-2007
المؤتمر نت -  المؤتمرنت -
العقدة والعقيدة.. قصة الشيعة في العراق
عن مكتبة مدبولي للنشر والتوزيع، صدر كتاب( العقدة والعقيدة...قصة الشيعة في العراق) للكاتب والصحفي العراقي سيف الخياط، وهو التجربة الثانية له في اصدار الكتاب حيث صدر له قبل عامين كتاب ( كيف حكموا العراق؟) والذي كان توثيقا جريئا لواحدة من اخطر سنوات العراق وحقق صدى اعلاميا طيبا.

لجأ سيف الخياط في محاولته معالجة اوضاع الشيعة والبحث عن اجابات للاسئلة الكثيرة حول مواقف الشيعة بعد سقوط نظام صدام حسين والتي شكلت لغزا محيرا للكثيرين، الى تكنيك جديد في البحث نأى به عن التأرخة الجامدة والتحليل التقليدي الى محاولة متابعة الحدث ثم الغوص في تحليله، ليتكامل تاليا مع جملة المباحث الاخرى، فقد علم انه بازاء موضوع كبير وخطير لا يمكن الامساك به بسهولة وبمساحة كتاب يداري وضع القاريء اليوم، الا من خلال هذا الاسلوب الذي امسك بالحدث بعد سقوط بغداد، ليمسك بالفكرة او القضية من خلاله.

في الفصل الاول تحدث عن رد فعل الغالبية الشيعية المضطهدة من قبل النظام السابق عند سقوط هذا النظام، وهو الرد الذي اتسم بالهوسية والفوضوية وعدم الانضباط، كما لم يبد الشيعة مظاهر للفرح بسقوط جلادهم وانما قتلوا واحدا من المراجع التنويرية الشيعية المعارضة وهو السيد عبد المجيد الخوئي كما قاموا بحصار بيوت المرجعيات وحاولوا طرد السيد السيستاني الى ايران موطنه الاصلي، ناهيك عن اشتراكهم الكثيف بعمليات النهب والسلب التي طالت مؤسسات الدولة وحتى الاملاك الشخصية، ويعود بنا الخياط الى التاريخ ليستعرض امثلة حصلت في ظروف مشابهة، كما يأتي على ذكر حالات لقتل علماء او ابناء علماء الشيعة، وهذا الفصل اعتبر استهلالا طرح من خلاله تساؤلات ستجيب عنها الفصول اللاحقة.

في الفصل الثاني جاء على ذكر اولى بوادر المخاوف من اقتتال شيعي – سني، على الاساس المذهبي، هذه المخاوف حركتها ما سمي حينها بمبادرات الصلوات المشتركة حيث يرى الخياط ان هذه الصلوات ما هي الا علامة على اقتراب الشحن الطائفي الى مرحلة الاستعار، وبالتالي فهو يصنف من خلال الفصل الشيعة والسنة على اساس التطرف والاعتدال ونبذ الطائفية الى صنوف ثلاث مع احتمالية انتقال الافراد من التصنيفات.

ومن الاحداث البارزة التي شهدها العراق بعيد سقوط النظام مباشرة وفاة الخطيب الشيعي الابرز وهو الشيخ احمد الوائلي وما رافق ذلك من تشييع شعبي ربما كان الاضخم في تاريخ العراق، ويقوده هذا الحدث الى البحث في الخطاب الشيعي، والدعاية والفكرة، ثم يعود ليعطي نظرة تاريخية غير مفصلة عن بداية نشوء التشيع والاحداث التي رافقت ذلك والتي شكلت عقدا عقائدية لا زال الشيعة يعانون اثارها حتى اليوم، كما وافانا بمعلومات طريفة عن المدرسة الخطابية الشيعية بالغة التأثير.

ثم ينتقل بعدها الى تكثيف الاضواء الاعلامية على المرجعيات الشيعية باعتبارها المؤثر الاكبر على الشارع الشيعي الذي يشكل الغالبية العراقية، وينطلق بعيدا ليبحث اصول الفقه والمدرسة الشيعية الحوزوية وتدخلاتها السياسية ثم يعود بنا الى الزمن الحاضر حيث ظهور النظير او الضد النوعي السني ممثلا بهيئة علماء المسلمين ليكافيْ الحوزة الشيعية، وليؤشر بداية الصراع على الشارع فقهيا.

ومن هذا الفصل الى فصل اخر حيث الحوزة الناطقة والحوزة الساكتة، وفيها عالج قضية ظهور تيار اسماه التيار المقتدائي، منبثقا عن تيار ثوري اصيل هو تيار السيد الصدر الذي قارع الدكتاتورية.

ويستمر الكاتب في ايراد فصوله واحدا تلو الاخر في لعبة الكشف التدريجي، كانما نحن ازاء لوحة تتسطر الوانها بالتدريج، فنقف في فصل جديد امام مبحث فكري خالص عن دوغما الشيعة، او العقدة والعقيدة وهو واحد من اخطر الفصول واشدها سبكا وعلمية.

يذهب الخياط بعدها الى مراجعة الشيعة عندما يلعبون ديمقراطيا ويستعرض تاريخا سياسيا للعمامة والجماهير كان مليئا للاسف بالاخطاء التي ذهب جرائها دم الشيعة رخيصا، وبين احتلالين، البريطاني بدايات القرن العشرين والاميركي بدايات القرن الواحد والعشرين، قدر الخياط انهم اخطئوا كثيرا، ولم يستغلوا الفرص المتاحة وكانت جل مظلوميتهم بسبب من هذه الاخطاء لكنه يدق ناقوس الخطر هذه المرة، اما اشد ضربات الناقوس شدة فكان في فصل القبتان والفتنة وفيه جاء على احداث القتال الطائفي وظهور ارهاب المتطرف الشيعي كرد فعل على ارهاب المتطرف السني.

ولم ينس الخياط التطرق الى علاقات الشيعة الخارجية والداخلية، ففي فصل الاخ في المظلومية يكشف النقاب عن رؤية غريبة لدى كل من الشيعة والكرد لبعضهما، لكنهما يتحدان ازاء نظام واحد رغم ان الفقه الشيعي يصور الكرد نوعا من الجن، وليس البشر.

اما الاخ العدو، ايران فقد انفرد بفصل غاية في الاهمية، كشف من خلاله الدور الذي تمارسه ايران في العراق وهو دور لا يخدم الشيعة ولا السنة وهو فصل سياسي مهم وكبير.

واخيرا يطلق الخياط صرخته في وجه الشيعة التي ينتمي اليهم، في محاولة لافاقتهم عن غفوتهم ولكي ينظرون الى الجانب المشرق من الحياة قبل الجانب الاسود والمظلم والتي تحاول العمامة المستفيدة من الظلامية فرضه بالقوة، وهو رسالة نجدها مخلصة وان كانت قاسية.

بلغة رشيقة وقلم أخاذ وعبارات دقيقة قدم الخياط كتابه قصة الشيعة في العراق، وهي قصة جديرة بالقراءة والفهم لكي لا نقف عاجزين امام حل اللغز الشيعي، كما حمل الكتاب الكثير من الطرائف والنوادر التي صورت الاوضاع على حقيقتها وفق طريقة شر البلية ما يضحك، واعتقد جازما ان الكتاب سيثير ضجة كبيرة لجرأته على تهديم التابو الشيعي.




أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر