الناطق الرسمي باسم المؤتمر الشعبي العام- اليمن
التاريخ: الثلاثاء, 03-ديسمبر-2024 الساعة: 10:09 م
ابحث ابحث عن:
قضايا وآراء
الثلاثاء, 23-يناير-2007
عدنان علي -
لعن الله موقظها
كعادته، وضع السيد حسن نصر الله النقاط فوق الحروف، وكان كلامه على قناة المنار حول الفتنة الطائفية التي يجري إشعال نارها في المنطقة بدءاً من العراق وصولاً إلى لبنان، في محله ويرتقي لأن يكون دليل عمل ومنهج تفكير لكل مشتغل بالشأن العام ولكل مواطن عربي.

زرع الفتنة بين السنة والشيعة هو آخر سلاح تلجأ إليه الولايات المتحدة وإسرائيل ومن يدور في فلكهما بعد أن لاحت نذر الفشل لمشاريعهما في المنطقة بسبب الممانعة التي تبديها القوى المخلصة في فلسطين ولبنان والعراق.

الماكينة الإعلامية الغربية التي تتغذى بين الفينة والأخرى بتصريحات سياسية مدروسة من داخل المنطقة وخارجها، تصور الوضع في العراق كصراع بين شيعة يشكلون رأس حربة لإيران وسنة مضطهدين.. يعدم «زعماؤهم» السابقون بالمشانق ويلاحق الحاليون ويجرمون ما يدفعهم لطلب الغوث من الأمة الإسلامية على غرار عقد مؤتمر لنصرة أهل السنة في اسطنبول مؤخراً.

والمفارقة أن «الوسيط» الوحيد تقريباً بين الخصمين المفترضين هنا، أي الشيعة والسنة هو الاحتلال الأميركي الذي يطرح نفسه كضامن لسلامة العراقيين وفي وجه المتعصبين من أبناء الطائفتين.

والواقع أن الحكومة العراقية لم تقم حتى الآن بما يكفي للنأي بنفسها عما يتردد من ضلوع قوى وميليشيات مشاركة في الحكومة في أعمال التطهير الطائفي التي تشير معطيات عديدة إلى أنها تجري على قدم وساق في العاصمة بغداد التي ظلت عنواناً للتعايش بين كل الطوائف والإثنيات وباتت اليوم شبه مقسمة على أساس طائفي إلى منطقتين: الرصافة شرقي دجلة، والكرخ غربي النهر.

هذه الحكومة مطالبة بما هو أكثر من ذلك، بأن تكون حكومة لكل العراقيين وتطهر كافة المؤسسات بما فيها الجيش وقوات الأمن من العناصر الطائفية التي تعمل لحسابات ضيقة ومشبوهة.

والموقف العربي ليس أحسن حالاً، وبالإجمال لا يزال يكتفي بترديد التهويمات الأميركية بشأن الخطر الإيراني والخطط الإيرانية للسيطرة على العراق وهي مقولات لم تثبت صحتها حتى الآن، في حين من الثابت أن العراق الذي يقع منذ سنوات فريسة الاحتلال الخارجي، يتعرض اليوم وبسبب هذا الاحتلال لخطر داهم يمس وحدة ترابه ووحدة شعبه ومستقبل كيانه بعد أن شرع الاحتلال الأبواب لكل رياح الشر كي تهب عليه، بما في ذلك تسلل قوى ظلامية تطمس عن عمد أو جهل بين المقاومة المشروعة والمطلوبة للاحتلال الأجنبي، والعمليات المجنونة والإرهابية التي تستهدف مدنيين أبرياء أو أماكن عبادة على غرار تفجير مرقد الإمامين العسكريين في سامراء، وهو عمل استتبع بأعمال ثأرية تركت بصماتها لاحقاً على التعايش الأهلي في كل أنحاء العراق. ويجب أن نشير هنا إلى تقارير عديدة جديرة بالاهتمام أكدت أن عملاء للمخابرات الإسرائيلية يقفون وراء هذا الاعتداء بهدف النفخ في نار الفتنة الطائفية التي هي مصلحة إسرائيلية في المقام الأول.

لا شك أن الفكر الطائفي الذي قد يتحول في أية لحظة إلى عنف طائفي هو أعظم خطر يواجه العراق والبلاد العربية، بل هو أشد خطورة من العدوان الخارجي والاحتلال الأجنبي لأن الأخير حتى لو ألحق أضراراً وخسائر مادية، فإنه يوحد الشعب، ومصيره إلى زوال طال الزمن أم قصر، أما الاحتراب الداخلي فهو مرض خبيث لا يلبث أن يستعيد المحطات السوداء من التاريخ وتتبعه فتن وسفك للدماء لا تمحى مراراتها في وقت قصير، بل تتراكم وتضاف إلى ما سبق من مخازن الأحقاد والحزازات التاريخية.

ولا شك أنه تقع على علماء الأمة وقادتها مسؤولية خاصة لدرء هذه المخاطر عبر جبر الخواطر وتهدئة النفوس والبحث عن القواسم المشتركة وعدم تضخيم الخلافات والمرارات انطلاقاً مما يوحد ولا يفرق بين أبناء الشعب الواحد.

كما تقع على الإعلام العربي والفضائيات بشكل خاص مسؤولية كبيرة أيضاً كي لا تتحول إلى منبر للاستئصاليين والجهال ممن امتهنوا التكفير والتخوين وتعميق العداوات والبغضاء بين الناس.




أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر