الناطق الرسمي باسم المؤتمر الشعبي العام- اليمن
التاريخ: الأحد, 24-نوفمبر-2024 الساعة: 12:38 ص
ابحث ابحث عن:
قضايا وآراء
الثلاثاء, 23-يناير-2007
المؤتمر نت - . ستيفانو كياريني* -
اقتراب تنفيذ اعدامات جديدة في بغداد
لا شك في ان المعركة الهادفة الى اعادة احكام السيطرة على العاصمة من قبل القوات الامريكية, ومليشيات الاحزاب الشيعية والكردية المشاركة في الحكومة, تمهيدا لاكتمال عملية التطهير العرقي الجارية بالنسبة للاحياء السنية الداعمة للمقاومة, كانت قد ادت الى زيادة مباشرة بعدد الضحايا المدنيين, في الوقت الذي يندلع فيه القتال من جديد في شارع حيفا, على بعد بضع مئات الامتار من المنطقة الخضراء. اما قوات المارينز من ناحيتها, فبدلا من ان تعمد الى فرض سيطرتها على المليشيات, فإنها تتصرف مثلهم باستمرار. فبمضي ايام قليلة على الغارة التي شنتها ضد القنصلية الايرانية في اربيل, قامت باقتحام السفارة السودانية وتفتيشها بعد ان قامت باحتجاز الحراس.

هذا, وليس هناك ما يدل على توقف المذابح التي تنفذ داخل الاسواق الشيعية, وعمليات التطهير العرقي ضد الطائفة السنية, والاشتباكات المسلحة بين المقاومة العراقية من ناحية والقوات الامريكية وتلك الحكومية, من الناحية الاخرى. وكان عدد الضحايا المدنيين الذين سقطوا في الفترة الاخيرة قد فاق الرقم 96 المأساوي, الذي اشارت اليه الامم المتحدة كمتوسط يومي بالنسبة لعام .2006 وهو ما يمثل سابقة محزنة لذلك الذي سيحدث عند وصول ما يزيد على 20 الف جندي امريكي الى بغداد, كان الرئيس بوش قد امر بارسالهم, مضافا اليهم ثلاثة الوية من قوات البشمركة الكردية (الذين لا تجيد غالبيتهم التكلم باللغة العربية). وكانت حكومة المالكي في غاية الوضوح بهذا الشأن: فسوف يتم بادىء ذي بدء اعادة السيطرة على الاحياء السنية, لتتبع ذلك عملية اخضاع المليشيات الشيعية للسيطرة. وبالمحصلة, فقد اعلن هؤلاء الاخيرون عن النية في مواصلة العمل بالملابس المدنية, ومن غير اظهار اسلحتهم, تاركين حرية العمل الميداني للامريكان على امل قيام اولئك بتنفيذ الاعمال القذرة عوضا عنهم, كما يفعلون هم منذ عام 2003 ضد المقاومة العراقية. وعلى اية حال, فإن بامكان فرق الموت وثاقبي الرؤوس بواسطة المثاقيب, النوم ملء الجفون, متخلين عن زيهم الموحد, الذي اصبح زيا لقوات الامن العراقية الجديدة التي كان حلف الناتو قد تكفل بتدريبها. وما يؤكد على ذلك هو تعيين الجنرال الشيعي المبغوض عبود قنبر كقائد لعمليات التطهير التي يتولى الجانب العراقي تنفيذها.

انه التعيين الذي ينفي كافة الاحاديث المتعلقة بمحاولة واشنطن, الظهور بمظهر المحايد, والسعي الى اشراك السنة في العمل السياسي. هكذا كما دللت بكل جلاء عمليات الاعدام التي نفذت بحق كل من الرئيس السابق صدام حسين, واخيه غير الشقيق برزان التكريتي (الذي تم فصل رأسه عن جسده), ورئيس محكمة الثورة عواد البندر, كما تسربت مؤخرا انباء تتحدث عن اقدام محكمة الاستئناف, بصورة مفاجئة, وبكامل السرية, على استبدال حكم المؤبد الصادر بحق نائب الرئيس العراقي السابق طه ياسين رمضان فيما يتعلق باحداث الدجيل, بحكم الاعدام, حيث اعتبر حكم المحكمة الجنائية مخففا الى ابعد حد. ومن المفترض ان يتم تنفيذ حكم الاعدام بالمسؤول في النظام السابق خلال الاسابيع الخمسة المقبلة. وجاء التأكيد على ذلك من قبل رئيس هيئة الادعاء جعفر الموسوي في تصريح صادر لصحيفة الحياة.

وغداة المجزرة التي ارتكبت على مدخل الجامعة المستنصرية في بغداد, الواقعة في شارع فلسطين, وسقط فيها ما لا يقل عن 200 طالب وطالبة ما بين قتيل وجريح, فإن عمليات التفجير كانت قد طالت مدينة الصدر التي تسكنها غالبية من الشيعة, وكذلك كركوك, الواقعة في الشمال, التي اخذت تشهد منذ مدة عمليات تطهير عرقي بغيضة تتولى تنفيذها المليشيات الكردية ضد السكان العرب والتركمان, حيث قام احد الانتحاريين بتفجير شاحنة ملغمة ضد احد مراكز الشرطة مما ادى الى تدميره بالكامل, وسقوط ما لا يقل عن عشرين عنصرا من افراد الشرطة والمليشيات. ومن بين الحوادث التي شهدتها العاصمة العراقية, مقتل ثلاثة من منتسبي الشرطة في الضاحية الجنوبية منها, وذلك عن طريق تفجير عبوة ناسفة مربوطة الى احدى اللافتات التي كتب عليها: »يمنع الدخول على الصفويين, وعلى المتعهدين بحمايتهم), ممن يحاولون التحرك ثانية. ويدور القتال في العاصمة وبغيرها من المناطق. وكانت اعنف الاشتباكات التي استمرت لما يزيد على ثمانية ايام قد وقعت في شارع فلسطين ذي الغالبية السنية, ويقع على الضفة اليمنى لنهر دجلة, ليس بعيدا عن المنطقة الخضراء. وقد سمعت اصوات انفجارات شديدة في المنطقة, في الوقت الذي تصاعد فيه عمود من الدخان الكثيف الاسود فوق الحي الذي اصبح يسمى »فلوجة بغداد«.

اما القوات الحكومية من جانبها فقد عمدت من جديد الى مهاجمة بعض البنايات التي تستضيف العديد من الاسر الفلسطينية في حي الجديدة البغدادي, مما تسبب بمقتل اثنين, واختفاء ستة آخرين وتبعا لما صرح به في غزة زكريا الأغا, احد المسؤولين في السلطة الوطنية الفلسطينية, فإن عدد الفلسطينيين الذي قتلوا خلال عام 2006 كان قد وصل الى 536 انسانا.

*المانيفيستو الايطالية /ترجمة: بديع ابو عيده/عن شبكة البصرة




أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر