الناطق الرسمي باسم المؤتمر الشعبي العام- اليمن
التاريخ: الإثنين, 23-ديسمبر-2024 الساعة: 12:15 م
ابحث ابحث عن:
فنون ومنوعات
السبت, 27-يناير-2007
المؤتمر نت -       محمود الخطيب -
هل تلاشى زمن الفن الجميل لمصلحة« الواوا»
بعد ان استغفلت ساحة الغناء ، اجساد لا علاقة لها بعالم الاغنية ، وأصبح "اللوك" هو المتحكم في نسبة رواج الاغنية وانتشارها وترديدها على الالسن ، بحيث اصبح الكم الكبير من "موديلات" الكليب هن السبب الرئيسي وراء رواج اي عمل فني ، بعيدا عن مثلث نجاح اي اغنية "الكلمات واللحن والصوت" ووجدان صانعي هذا المثلث وأحاسيسهم الصادقة المنبعثه من تجاربهم الشخصية ، اصبحت الاغنية حاليا مرتكزة في مضمونها على الهزل ، ومصطلح الأفيه الجاهز الذي يستسهل الناس حفظه وتداوله ، بحيث اصبح القائمون على صناعة الاغنية هم المتحكمون بالسوق ، وفق مصطلح "أنفق هزلا واكسب مالا" بأقصر الطرق ، كيف لا ، والجمهور بات يتقبل اي شيء ، وكل شيء ، كأنه مخدر الفؤاد ومسير العقل ، ولا يرفض اي إسفاف ، بل يتقبله ويجري نحوه.
اذكر.. عندما ظهرت نانسي عجرم قبل سنوات قليلة ، في كليبها "الجريء آنذاك" اخاصمك آه ، قامت الدنيا ولم يجد نقاد الاغنية اي تبرير لذلك الاسفاف والعري ، وناصب نواب بعض الدول العربية العداء لبنت عجرم ، التي دخلت بأغنيتها "قهوة للرجال" بثوب قصير وأكمام عارية ، ولكن نانسي بصوتها الجميل أغلقت هذا الملف الذي ذاع صيتها بعده ، لتؤكد "حسن نيتها" عندما أدخلت مفهوما جديدا لتصوير الفيديو كليب مع المخرجة اللبنانية نادين لبكي. ولم يكن ذلك سوى اشارة لباقي "النجمات" ، فلم يكد الجمهور يستفيق من ذهوله وهو يرى اغنية لاليسا ظهرت بها "بشرشف فقط" ، حتى ألفت اذن المستمع "آهات هيفاء وهبي" و"مناجاة دومنيك حوراني لعتريس" ، بحيث اصبحت الاغنية هذه الايام فقط "للنظر".
ويبدو ان الغيرة الفنية مما يجري ، التي كمنت وقيدت لفترة طالت عن الاربع سنوات في لبنان ، غافلت عاصمة الفن العربي وهوليوود الشرق القاهرة ، حتى استوطن الاسفاف الاغنيات المصرية الجديدة ، والتي يقودها ثله من "المغنين الجدد" ، بحيث صارت اغاني الزمن الجميل لام كلثوم وعبد الحليم وفريد الاطرش واسمهان وليلى مراد وغيرهم ، غريبة عن الاذن ولا تستساغ ، اذ عمد منتجو الافلام التي اطلق عليها "موجة افلام الشباب" الى اقحام الاغنية التي تصمم على مقاس الغريزة ، في اجواء هذه الافلام ، غير عابئين بالنتيجة التي من الممكن ان يثيرها ذلك ، فهل اغنيات كـ "اركب الحنطور واتحنطر" او "انا بحبك يا حمار" وغيرها ، تساهم في رفعة الفن وتقدمه ، واذا كان سعد الصغير قائد هذه الموجة من اغنيات "التوتو ني" سعيد بما يحققه من انتشار ، ما رأي الشارع المصري وفنانوه ونقاده ومنتجوه وصناع افلامه ، من موجات التحرش الجنسي التي شهدتها الشوارع المصرية ، وكتب عنها الاعلام طويلا ، بعد مشاهدة "الشباب المكبوت" لاغنية "العنب العنب" التي ذاعت بفضل جرأة سعد الصغير والراقصة دينا.
هذا الانتشار لهكذا اغاني ، سيساهم في تسميم الذوق العام ، وسيصل بفضل إغفاله وسهوله انتشاره الى كل البقع التي من الممكن ان تسبب مزيدا من الاسفاف الفني ، فلا بد من حد لوقفه ، بدلا من الزهو باستضافة هذا الهزلي او ذلك ، او التفاخر بأن اجهزتنا الخلوية ، عندما يأتينا عبرها اتصال.. تنهق بأغنية "بحبك يا حمار". الدستور




أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر