الناطق الرسمي باسم المؤتمر الشعبي العام- اليمن
التاريخ: الإثنين, 23-ديسمبر-2024 الساعة: 01:05 م
ابحث ابحث عن:
فنون ومنوعات
الثلاثاء, 30-يناير-2007
المؤتمر نت - ميشائيل: قصة رجل تحول جنسياً الى امرأة المؤتمرنت -
ميشائيل: قصة رجل تحول جنسياً الى امرأة
حتي وهم أطفال يشعرون أنهم في غير جسمهم ويبقون ينتظرون فرصة إجراء عملية جراحية تحقق التحول. منذ عامين تحول صبي في الثانية عشرة من العمر إلي فتاة وبذلك يكون أصغر شخص في ألمانيا خضع لعملية التحول. الصبي سابقا والفتاة اليوم اسمها كيم تبلغ 14 سنة من العمر وجهها أنثوي جدا وشعرها أشقر طويل تحلم بالسفر يوما إلي باريس عاصمة الموضة الأوروبية وتصبح مصممة أزياء. وقد طلبت دهان غرفتها في منزل والديها باللون الوردي وأقامت فيها ورشة صغيرة لتصميم الأزياء وطبعا آلة للحياكة. لقد ملت الفتاة كيم في الغضون المقابلات الصحفية والأسئلة التقليدية المضجرة وزيارة عيادة الطبيب النفساني وتريد الانصراف لحياتها تحت اسم كيم بعد أن كان اسمها حين كانت صبيا: تيم.

ولدت كيم صبيا ونمت عضلاتها مثل الصبي لكن شعورها كان مختلفا وقالت: كان واضحا بالنسبة لي منذ البداية أنني في الجسم الخطأ. في العام الثاني حاول تيم ارتداء ثياب شقيقته الكبري وكان يحب لعبة(باربي) كثيرا ويلعب البنات وكان يقول أنه فتاة لكن الأبوين تجاهلاه في البداية آملين أن تنتهي هذه المرحلة ويعي تيم أنه صبي. لكن بعد عامين واصل تيم القول أنه فتاة يرفض الذهاب إلي الحلاق يتصرف كفتاة وفي إحدي المرات انزوي في غرفته وفكر بأن يجري جراحة التحول. من هنا بدأ الأبوان يفكران جديا بأن تيم يعاني من مشكلة.

وجد الأبوان عبر الإنترنت قصص رجال ونساء خضعوا لعمليات تحول في الجنس وكانوا قبل ذلك غير سعداء في أجسامهم وما تنبه إليه الأبوان أن معظم هؤلاء الأشخاص لم يكونوا مرضي جنسيا بل كانوا يعملون في مناصب هامة مثل السياسة والطب والهندسة والفن والتعليم. بدأ الأبوان يفكران جديا بإجراء عملية جراحية لتيم وكان السؤال هل ينتظران حتي يصبح راشدا أم تجري العملية علي عجل. تصرفات تيم جعلتهما يستعجلان إجراء العملية. في الغضون تشير إحصائيات إلي أن في ألمانيا ستة آلاف شخص خضعوا لعمليات تحول الجنس.

كان هم الأبوين ضمان مستقبل غير معقد لتيم ودفعتهما التحريات التي أجرياها إلي التفاؤل. فقد اطمأنا أن التحول في الجنس من أنثي إلي ذكر والعكس لا علاقة له بالشواذ.



بعد بلوغ تيم سن الثامنة كان قد عاش سنواته الأولي وترعرع في حضن الأسرة كفتاة إذ لم يتصرف كفتاة فحسب بل كان في البيت يرتدي الفساتين ويهوي رقص الباليه وكان طالبا نشيطا في المدرسة لكن هذا الوضع عرضه دائما للسخرية والإهانة من قبل زملاؤه في الصف الذين كانوا ينادونه بالشاذ.

يقول والد تيم سابقا والفتاة كيم الآن: لقد تعودنا التعامل مع تيم كفتاة في البيت وأستطيع أن أصف حياتنا اليوم بأنها عادية. خضع تيم للجراحة قبل وقت قصير علي مرحلة المراهقة حين بدأ الصوت يتغير ولم يكن عند تيم نية أن يصبح مثل أولئك الصنف من الرجال الذين يضعون الباروكة ويتبرجون مثل النساء للشغف الجنسي. وقالت والدة كيم: إذ يعاني طفلك من مرض في القلب فإنك ترسله إلي أخصائي في القلب وحين يكون طفلك بين الجنسين يكون لكل طبيب رأي!

سمع الأبوان الكثير من الانتقادات، من الأقارب والأصدقاء، وتكرر السؤال: كيف يمكنكما عمل ذلك لطفل؟ بدأت حياة الأسرة تتغير وتحت الضغط فكر الأبوان جديا بإرسال تيم إلي مصحة للعلاج النفسي. بدأت تيم يعاني لأنه لم يجد من يفهم طبيعة مرضه ووجد كافة الأسئلة التي طرحها الأطباء عليه مهينة مثل: هل تشعر بانجذاب لصبية؟ أجاب تيم علي كل الأسئلة متحملا العناء.


يقول بيرند مينبورج خبير علم النفس في المستشفي الجامعة في هامبورغ أن قصة كيم كلاسيكية وقليل من أطباء النفس في ألمانيا ودول أخري لهم تجارب مع هذه الحالات. يقول مينبورج أن العوارض تبدأ في سن مبكرة وسرعان ما يبدأ الطفل في الكلام لكن هذه العوارض تختفي عند الغالبية بعد فترة لكن هناك نسبة عشرة بالمائة تقريبا تواصل التصرف وكأنها تنتمي للجنس الآخر. ويري مينبورج ضرورة استخدام تحليلات مختبرية مثل تخطيط الرأس وصور الأشعة لأعضاء الجسم عوضا عن الجلسات مع طبيب النفس الذي لا يعتمد علي نتائج المختبر. ويجمع الطب علي دور الهرمونات في الجسم محذرا من أن ليس كل حالة تتطلب إجراء عملية جراحية لتغيير الجنس. والمثير كما يؤكد مينبورج أن المرضي الذين يقصدونه منذ وقت أقل سنا عن السابق ويعتقد أنه بعد نشر وسائل الإعلام الألمانية قصة الفتاة كيم من المنتظر أن يزيد عدد الأشخاص الذين يقصدون عيادته للأخذ بنصيحته. وينصح مينبورج في البداية أن يجري الأخذ بنصيحة طبيب نفساني ليس لأن هذا السبيل الأفضل بل لأنه قد يوفر عملية جراحية غير ضرورية. قبل وقت قصير أمضي مينبورج بعض الوقت مع فتاة من مدينة هامبورج قالت أنها لا ترغب بأن تكون فتاة وبعد وقت قالت الفتاة أن والدها اعتدي عليها جنسيا عدة مرات مما شجعها علي تغيير الجنس وفي النهاية أقنعها مينبورج بالعدول عن الفكرة. منذ عقد السبعينيات يدرس مينبورج ظاهرة التحول في الجنس بألمانيا واتضح له أن البيئة في البيت تلعب دورا هاما في مقتبل عمر الطفل الذي يجب أن يمنع من مس ما يخص الأم والشقيقة وغالبا ما يكون العوارض الأولي حين يلجأ الطفل إلي تجربة حذاء الأم والسير بالكعب العالي أو ارتداء فستان أو استعمال أحمر الشفاه.

لكن هناك حالات لا يستطيع الوالدان معالجتها ويحتاجان إلي طبيب نفساني وربما لأخصائي جراحي ويشير إلي أن بعض الأطفال يولدون بهرمونات الجنسين مما يعرضهم لاحقا لمشكلات أهمها التعبير عن حزنهم لعدم الشعور بارتياح في أجسامهم حتي أن البعض انتحروا ويقول مينبورج: يكون أفضل لو تم اكتشاف الهرمونات في سن مبكرة وإجراء جراحة مبكرا حتي لا يعاني الطفل من مشكلات نفسية ويوفر أولياء الأمور عن أنفسهم الكثير من المشكلات. ويعتقد مينبورج أن مسببات المرض اثنان: المحيط الأسري والهرمونات.

الخبراء الهولنديون الأكثر خبرة في هذا المضمار فقد أجريت اختيارات قام بها فريق من الجراحين وأطباء النفس علي 350مريضاً استمرت عدة سنوات تبين عند إعلان النتائج أن الكثير منهم عانوا من مشكلات نفسية عندما أصبحوا راشدين نتيجة التخبط بين الجنسين ومنهم من أدمن علي المخدرات ومن أصيب باكتئاب ومن فكر بالانتحار.

كانت هولندا قد تحولت في تلك الفترة إلي أهم محطة في العالم لإجراء عمليات التحول الجنسي وبدأ الأطباء يستخدمون زرع الهرمونات في أجسام الشباب الذين يرغبون في التحول لجنس آخر وهي نفس المعاملة الطبية التي تلقتها كيم في ألمانيا ولم يشعر أحد من المرضي بأسف لاختيار الخضوع للتحول.

تقول تانيا بفايل أنها أجهشت بالبكاء حين عرض التلفزيون الألماني قبل عامين قصة فتاة شبيهة إلي حد ما بقصة الفتاة كيم وكان صاحب العلاقة الذي يأمل بإجراء عملية تحول رجل أعمال من جنوب ألمانيا. وقالت تانيا أن الناس لا يعرفون ما يعنيه أن تولد وفي جسمك أنثي وذكر. ولدت تانيا كطفل ذكر وقالت مرة لجدتها أنها تحب أن تصبح يوما فتاة. لكن المحيط الاجتماعي لم يسمح بذلك فترعرعت تانيا في جسم رجل يدعي ميشائيل تزوج وأنجب وحين ولد ابنه أرون رغب أن يكون الشخص الذي قام بالإنجاب. حين بلغ عقده الرابع قرر أن يخضع لعملية تحول. فهمت أسرته المشكلة وساندته وبعد العملية تحول ميشائيل إلي تانيا وأصبحت الأخيرة أقوي بكثير من ميشائيل التي قالت: حاولت أن أكون زوجا جيدا لكني لم أستطع. تخطط تانيا الآن للطلاق والحفاظ علي العلاقة مع الزوجة السابقة كصديقة وقالت: كنت أود لو وفرت علي نفسي كل هذا العناء بأن أكون رجلاً.

في الغضون ينصح مينبورج مرضاه بالخضوع مبكرا لعلاج الهرمونات نظرا لما تحقق من نجاح من خلال كيم وتانيا. إذ تشق كيم طريقها كي تصبح مصممة أزياء وتحظي في المدرسة بمعاملة كفتاة وبوسعها اليوم استخدام حمام السيدات. الراية




أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر