المؤتمرنت - مصر:دار تقريب المذاهب تعود بتحريم التكفير بعد توقف أنشطتها لأكثر من 40 عاما، دعت "دار التقريب بين المذاهب الإسلامية" في مصر في بيان لها لتحريم تكفير المذاهب بين المسلمين وخاصة بين السنة والشيعة.
ويأتي هذا البيان تمهيدا لإحياء دور الدار للتقريب بين السنة والشيعة المقرر والإعلان عن إعادة أنشطتها رسميا أواخر الشهر الجاري برئاسة الشيخ محمود عاشور وكيل الأزهر الشريف ومشاركة الشيخ عبد الله تقي الدين القمي من كبار علماء الشيعة في إيران.
وشددت الدار اليوم الثلاثاء علي أن تحريم التكفير لأي من أتباع المذاهب السنية أو الشيعية "باعتبارهم أهل قبلة واحدة"، وقالت "بالرغم من مضى عهد تكفير المسلم لأخيه المسلم وولى بغير رجعة، إلا أنه قد بدأ يعاود الظهور من جديد، وفي هذا الوقت الذي نواجه فيه قوى جارفة مارقة تهدد الجميع في عقائدهم وكيانهم، واصفة ذلك بأنه جهل ينال من المسلمين أكثر من أعدائهم".
واستنكرت دار التقريب "مساهمة بعض المسلمين سواء عن جهل أو عصبية في المخطط، الذي يعتمد على الخلط المتعمد بين الاختلافات المذهبية والصراعات السياسية"، واعتبرت أن ما يحدث في مأساة العراق اليوم من قتل وتهجير بين أبناء الشعب الواحد باختلاف مذاهبهم وأعراقهم لا يقتصر فقط على السنة والشيعة منهم كما يصوره البعض، وأشارت إلي أن "كثيرا ما يكون هناك اقتتال بين فصائل الشيعة بعضها وبعض والعكس".
وحذرت من أن "الخطر الذي يواجهه المسلمون في العراق ليس من السنة على الشيعة، ولا من الشيعة على السنة بل من أعداء الإسلام على الأمة كلها"، وأكدت "أنه لا خيار إلا الاتفاق على أهداف ومبادئ مشتركة للعيش سويا لصالح الجميع، خاصة وانه لن يختفي أهل السنة غدا ولا أهل الشيعة كذلك".
استبعاد الجانب السياسي
وفي إشارة إلى استبعاد التدخلات السياسية عن عمل الدار في التقريب بين المذاهب الإسلامية قالت الدار أنه "بغض النظر عن أية اعتبارات سياسية بين مصر وإيران (والتي انقطعت العلاقات الدبلوماسية بينهما منذ الثورة الإيرانية) فإنه عليهما واجب ومسئولية مضاعفة في إحداث الألفة المذهبية لما لهما من دور ريادي وتاريخي في دعوة التقريب بين المذاهب الإسلامية".
وحذرت من خطورة تطورات الأحداث المؤسفة على الساحة الإقليمية خاصة ما يجري من أحداث دامية على الأرض العراق التي تستهدف بث روح الشقاق والخلاف بين السنة والشيعة.
وطالبت جميع المراجع الدينية في العراق سواء السنة أو الشيعة بالقيام بدورها في " التهدئة وإيقاف حمامات الدم والمجازر شبه اليومية لإحباط أي مخططات تهدف لإيقاع الفتنة بين أبناء الشعب العراقي بجميع طوائفه".
وأعربت في الوقت نفسه عن قلقها من استمرار تهييج القلوب بشكل يؤدي إلى إشعال الفتنة الطائفية، والتقسيم في العراق مما يؤذن بفوضى مدمرة وحروب لن يكون فيها غالب..بل كل المسلمين فيها مغلوب بجميع طوائفهم".
كما حذرت من أن استمرار الوضع الحالي في العراق سيؤثر على البلدان العربية، خاصة حيث لا توجد بلد من البلدان الإسلامية عربية كانت أم غير عربية تخلو من أقليات سواء كانت مذهبية أو عرقية.
التكفير وراء التقريب
وعن سبب التحرك في هذا التوقيت لإحياء لجنة تقريب مذهبي إنشائها الشيخ الأزهر الراحل محمود شلتوت، والشيخ تقي الدين القمي من كبار علماء الشيعة في إيران منذ نحو 4 عقود قال الشيخ عاشور: " إن ذلك سببه أن الناس الآن أصبحوا يكفرون بعضهم البعض بسبب المذهب، وظهر ذلك واضحا مع الأحداث الطائفية الحالية في العراق، فظهرت الطائفية بمشاكلها وفتنتها، واستعلت الطائفية على كل الأصوات".
وتابع: "لذا كان من الضروري أن تتزايد الجهود لمواجهة تلك الطائفية التي تحاول التسلل إلى كل البلاد الإسلامية، فكان التفكير في لجنة التقريب التي هي امتداد للجنة التقريب التي أنشئها الشيخ شلتوت والشيخ القمي".
وعن هدف اللجنة والدور الذي ستحاول القيام به قال عاشور: "الهدف هو التقريب بين المذاهب الإسلامية جميعا والربط بينها، ومحاولة وضع حد لعدة أمور أصبحت مثار حديث الناس الآن بين السنة والشيعة ".
ودار التقريب التي تم تجميدها لكون أن قضية التقريب بين المذاهب الإسلامية غير مطروحة وبشدة علي الساحة ، يتم احياء نشاطها الآن كجمعية أهلية تشارك فيها مجموعة من علماء من الأزهر الشريف بالإضافة إلي مسلمين من الشيعة. كما يوجد بها من سلطنة عمان من سيمثل الشيعة الإباضية وهو الشيخ أحمد بن سعود أمين عام دار الإفتاء في سلطنة عمان. وكالات
|