الناطق الرسمي باسم المؤتمر الشعبي العام- اليمن
التاريخ: الأحد, 24-نوفمبر-2024 الساعة: 12:02 ص
ابحث ابحث عن:
قضايا وآراء
الثلاثاء, 13-مارس-2007
المؤتمر نت - الرئيس الفرنس جاك شيراك إلين سيكولينو -
انتخابات الرئاسة الفرنسية... وتركة شيراك المُحيّرة
بعد أزيد من أربعة عقود في السياسة واثني عشر عاماً في منصب رئيس الجمهورية، أعلن جاك شيراك أول من أمس الأحد اعتزاله السياسة، غير أنه لم يدعم نيكولا ساركوزي، المرشح الرئاسي وزعيم الحزب الذي أسسه شيراك. ففي خطاب قصير وشخصي إلى الأمة بُث على شاشات التلفزيون ومحطات الإذاعة، أعلن شيراك أنه لن يسعى إلى ولاية رئاسية ثالثة في انتخابات الشهر المقبل قائلاً: "في نهاية الولاية الرئاسية التي منحتموني إياها تأتي اللحظة التي أخدمكم فيها بشكل مختلف"، مضيفاً "لن أطلب أصواتكم من أجل ولاية رئاسية جديدة".
خطاب شيراك كان وداعياً، ولم يكن ذا طابع سياسي؛ وبدا فيه رئيس الجمهورية أفضل حالاً مما كان عليه في الآونة الأخيرة. وقد عدَّد فيه شيراك ما اعتبرها إنجازات تحققت خلال فترته الرئاسية قائلاً: "إنني فخور بالعمل الذي حققناه سوياً". أما الأسف الوحيد الذي عبّر عنه، فكان الرغبة في "التخلص من المزيد من المحافظة والأنانية من أجل الاستجابة بسرعة أكبر لطموحاتكم". واختتم خطابه، مثلما درج على ذلك، بعبارتي "عاشت فرنسا! عاشت فرنسا!".
والواقع أن إعلان شيراك إنهاء مشواره السياسي لم يشكل مفاجأة حقيقية؛ غير أن اللافت أنه لم يقل شيئاً بخصوص تركة أو مستقبل حزب "الاتحاد من أجل الحركة الشعبية" الحاكم الذي أسَّسه، كما أنه لم يدعم أياً من المرشحين في الانتخابات الرئاسية التي لا تفصلنا عنها سوى ستة أسابيع. وفي هذا الإطار، قال شيراك: "في ما يتعلق بالاستحقاقات الانتخابية، ستتاح لي فرصة التعبير عن اختياراتي الشخصية"، من دون أن يسهب في الكلام.
يُذكر هنا أن علاقة شيراك وساركوزي، الذي يشغل أيضاً منصب وزير الداخلية، تميزت بالتشنج بالرغم من انتمائهما لنفس الحزب؛ ذلك أن أياً منهما لم يتوقف طيلة السنوات القليلة الماضية عن انتقاد الآخر. والحال أن استطلاعات الرأي تشير إلى أن دعم شيراك لساركوزي من شأنه أن يرجح كفة هذا الأخير ويمنحه مزيداً من القوة والزخم. وفي هذا السياق، عبَّر "ساركوزي" في حوار نشرته صحيفة "لوجورنال دو ديمانش" الأسبوعية يوم الأحد عن ترحيبه بدعم شيراك له قائلاً: "في حال منحني دعمه، فمن شأن ذلك أن يشكل حدثاً سياسياً مهماً". غير أن "ساركوزي" الذي سعى إلى النأي بنفسه عن شيراك، أشار في الوقت نفسه إلى خلافاته معه قائلاً: "إنني سأعمل في السياسة بشكل مختلف، لأنني مختلف عن جاك شيراك".
وقد بدأ شيراك، البالغ 74 عاماً، مشواره السياسي في 1962 كمستشار لجورج بومبيدو، رئيس الوزراء وقتها؛ وانتُخب عضوا في البرلمان لأول مرة من "كوريز" وسط فرنسا قبل 40 عاماً من اليوم. ومنذ ذلك الوقت، وهو يشغل مناصب سياسية؛ حيث شغل منصب رئيس الوزراء مرتين، وكان عمدة لمدينة باريس طيلة 18 عاماً.
شيراك، الذي كان محل إشادة وانتقادات، سيغادر منصب رئاسة الجمهورية بتركة مختلطة؛ إذ من المرجح أن يتذكره المؤرخون باعتباره الزعيم الأوروبي الذي عارض الحرب الأميركية في العراق في 2003، وأول زعيم فرنسي يقر بمسؤولية الدولة الفرنسية في القتل النازي لليهود إبان الحرب العالمية الثانية. كما أنه نجح في إصلاح الخدمات الصحية وأنظمة المعاش، وألغى الخدمة العسكرية الإجبارية. بيد أن قراره حل البرلمان في 1997 أدى إلى اقتسام صعب للسلطة مع الحزب الاشتراكي عُرف بـ"التعايش". وفي 2005 تدنت شعبيته كثيراً في عندما رفض الشعب الفرنسي في استفتاء دستور الاتحاد الأوروبي المقترح؛ كما اندلعت احتجاجات في أوساط السكان العرب والأفارقة المسلمين؛ وتعرض لما وصف بـ"وعكة صحية" قيل على نطاق واسع إنها ذبحة صدرية بسيطة.
ويغادر شيراك منصبه بعدما لم يتمكن من الوفاء بما تعهد به في 1995 من وضع حد لـ"الشرخ الاجتماعي" الموجود بين الأغنياء والفقراء. ولكنه يترك فرنسا أفضل حالاً نوعاً ما من الناحية الاقتصادية مقارنة مع ما كانت عليه عندما وصل إلى سدة الرئاسة في 1995؛ إذ مازال معدل البطالة يبلغ 9 في المئة في حين يقدر النمو الاقتصادي بـ2 في المئة.
ويأتي إعلان شيراك اعتزال السياسة في وقت تتواصل فيه مفاجآت الحملة؛ فقد وضع استطلاع للرأي أجراه معهد "إيفوب"، ونُشرت نتائجه الأحد الماضي، "فرانسوا بايرو"، زعيم حزب "الاتحاد من أجل ديمقراطية فرنسية"، في نفس مرتبة المرشحة الاشتراكية سيجولين رويال بـ23 في المئة لكل واحد منهما، وذلك لأول مرة؛ في حين ظل "ساركوزي" في المرتبة الأولى بـ28 في المئة. هذا ومن المقرر أن يلتقي المرشحان اللذان يحتلان المركزين الأول والثاني في انتخابات الثاني والعشرين من أبريل في جولة انتخابية ثانية في السادس من مايو المقبل.
وتشير استطلاعات الرأي التي أجريت مؤخراً إلى أن "بايرو"، وهو مزارع وعضو في البرلمان ومؤرخ من جنوب غرب فرنسا سبق له أن عمل وزيراً للتربية من 1995 إلى 1997، سيتغلب على "ساركوزي" أو "رويال". بالمقابل، يُجهل حتى الآن ما إن كان "جان ماري لوبان"، زعيم حزب "الجبهة الوطنية" اليميني المتطرف، سيترشح لهذه الانتخابات، إذ يقول إنه لم يحصل بعد على التوقيعات الخمسمائة الضرورية للمسؤولين المنتخبين محلياً، مثلما ينص على ذلك القانون الفرنسي. أما في حال تمكن من الترشح، فتتوقع استطلاعات الرأي أن يحصل "لوبان"، الذي فاجأ فرنسا باحتلاله المرتبة الثانية في الجولة الأولى من انتخابات 2002 متقدماً على المرشح الاشتراكي، على 13 في المئة من الأصوات خلال الجولة الأولى من انتخابات هذا العام. غير أن عدداً من المسؤولين الذين دعموا ترشح "لوبان" في 2002 تعرضوا لانتقادات شديدة بعد تمكنه من بلوغ الجولة الثانية، وهو ما يفسر ترددهم في دعمه هذه المرة من جديد.
ــــــــــــــــــــــ
مراسلة "نيويورك تايمز" في باريس






أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر