الناطق الرسمي باسم المؤتمر الشعبي العام- اليمن
التاريخ: السبت, 23-نوفمبر-2024 الساعة: 11:21 م
ابحث ابحث عن:
قضايا وآراء
الأحد, 18-مارس-2007
المؤتمر نت - الحرب على الارهاب روزا بروكس -
بوش وأخطاء الحرب على الإرهاب
تزامنت حملة الانتقادات الموجهة إلى مكتب وزير العدل والرئيس بوش، بسبب ما وصف بأنه فصل سياسي لثمانية من ممثلي الادعاء الأميركيين، مع إعلان وزارة الدفاع الأميركية في العاشر من مارس الجاري عن وثيقة جلسة استماع، اعترف فيها المعتقل خالد شيخ محمد، بمعتقل جوانتانامو، بتدبيره لهجمات 11 سبتمبر. ولكن علينا الآن أن نعود مرة أخرى إلى تقييم سوء أداء إدارة بوش في حربها المعلنة على الإرهاب. فما أسوأ أداءها فيما يتعلق بالمتهم "خالد شيخ محمد"! والسبب أنه لم يعترف بتدبيره لهجمات سبتمبر فحسب، و"من ألفها إلى يائها" -كما جاء في اعترافاته- وإنما اعترف كذلك بتدبير ما يزيد على 30 عملية إرهابية أخرى، ابتداءً من قطع رأس الصحفي "دانيل بيرل"، وصولاً إلى عملية كان هدفها اغتيال الرؤساء الأميركيين السابقين. واختصاراً، فليس هناك من خطة إرهابية سابقة، لم يعترف بها "خالد شيخ محمد". غير أنه وإذا ما خططت الإدارة لإعادة توجيه الاهتمام والحوار العام مجدداً إلى مسألة الإرهاب وخالد شيخ محمد وأمثاله، فربما ترتد استراتيجية كهذه إلى نحرها. ذلك أن أوضح ما كشفت عنه اعترافات خالد شيخ محمد هذه، هو تراجع الإدارة عن قرارها اللاحق لهجمات سبتمبر، بإعلان الحرب على تنظيم "القاعدة" بالذات.
وإنه لغني عن القول بالطبع، إنه لا مناص من العمل العسكري في بعض الأحيان، لمكافحة الجماعات والتنظيمات الإرهابية، التي تنطلق عملياتها وقواعدها من دول أجنبية. لكن إذا ما عدنا إلى الحقيقة، فقد كان إعلان الحرب على الإرهاب من جانب الإدارة، وصفة لكارثة حتمية متوقعة على أميركا، لكونها انتهت إلى تعويل مفرط وغير مثمر على العامل العسكري، على حساب العامل السياسي. والأسوأ من ذلك، ارتباط الإعلان عن هذه الحرب في نهاية الأمر، بأخطاء فادحة في جمع المعلومات الاستخباراتية، وبالاعتقال السري للمشتبه بهم، وتعريضهم لممارسات التعذيب وانتهاك الكرامة الإنسانية. والأكثر مفارقة وإثارة للسخرية، أن الحرب المعلنة على الإرهاب، قدمت قادة إرهابيين من أمثال "خالد شيخ محمد" بصفتهم محاربين يدافعون عن عقيدتهم وأفكارهم أمام صلف الماكينة العسكرية الأميركية، وجبروت الدولة العظمى المنافقة، من وجهة نظرهم.
ولذلك فقد سارع المتهم "خالد شيخ محمد" لاستغلال ما أسماه "لغة الحرب" بقوله: "لست سعيداً بمصرع 3 آلاف في أميركا.. غير أنه علينا أن نقتل. فأميركا ليست مختلفة في ذلك عن تنظيم القاعدة. ولكم أن تنظروا كم قتلت أميركا من الأبرياء، خلال عمليات قصفها الجوي"... ذلك هو ما قاله لهيئة القضاة العسكريين في سجن جوانتانامو. ومضى المتهم كذلك إلى القول: "أنا أعلم أن الأميركيين يعذبوننا، وأعلم أن ذلك مخالف للقانون. ولكنهم يقولون إن لكل قانون استثناء، ومن سوء حظكم أنكم كنتم ذلك الاستثناء. إذن فإن هذا الاستثناء ينطبق أيضاً على تكتيكات تنظيم القاعدة". بل مضى المتهم إلى أكثر من ذلك، بتشبيه نفسه بجورج واشنطن، بقوله: "لو اعتقل البريطانيون جورج واشنطن، فإنهم لن يترددوا في اعتباره عدواً مقاتلاً لهم". وربما انطبق هذا الوصف الأخلاقي في تمجيد الذات والإعلاء من شأنها، على النحو الذي ذهب إليه خالد، على شخصيات أخرى، كانت ضحية لسياسات إدارة بوش في مرحلة ما بعد 11/9، غير أن صدوره من "خالد شيخ محمد" وأمثاله من كبار الإرهابيين والمجرمين، إنما فيه خطر كبير على مفهوم الحرب والأخلاق معاً.
وكل الذي كان يبحث عنه خالد وأمثاله، هو مسرح للعنف والجريمة، يلمع فيه نجمه الإرهابي، ويتمكن فيه من تشبيه نفسه بمقاتل من أجل الحرية، مثلما كان عليه حال جورج واشنطن. وها قد أتيح له هذا المسرح الذي يريد، بوقوفه أمام محكمة عسكرية في جوانتانامو، ليقدم نفسه على أنه "عدو مقاتل" في الحرب التي يشنها تنظيم "القاعدة" على الولايات المتحدة. وبإعلانها لهذه الحرب الهلامية الفضفاضة على الإرهاب، إنما حققت إدارة بوش لخالد وأمثاله، ما أرادوا وصبوا إليه تماماً!

كاتبة ومحللة سياسية أميركية - وجهات نظر






أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر