المؤتمرنت - رويترز - الفلبين تدرس الاسلام بالمدارس الحكومية أثناء غارة في عام 2002 على مدرسة دينية بالمنطقة الشمالية بالفلبين وهي دولة تقطنها أغلبية كاثوليكية عثرت قوات الامن على بنادق وقنابل بدائية وخنادق خاصة بتدريبات عسكرية.
واصاب الكشف البلاد بصدمة في ظل استمرار التمرد الاسلامي في الشمال فيما كانت ذكريات الهجوم على مركز التجارة العالمي في نيويورك ما زالت حاضرة في الأذهان.
وبعد خمس سنوات يقول مسؤولون ان متشددين اسلاميين مازالوا يمثلون تهديدا للفلبين مضيفين ان البعض ربما تعرض لغسيل مخ في المدارس المحلية التي تمولها منظمات إسلامية في الشرق الاوسط.
والان تحاول الحكومة وبعض افراد الجالية المسلمة تهميش نفوذ المتشددين بعرضهما تعليم الاسلام للشبان في المدارس التابعة للدولة ووضع منهج ديني معتدل للمدارس الخاصة تلتزم به.
وبعض مسؤولي الامن الذين يقلقهم ان يكون لتنامي النفوذ الاجنبي في المدارس المحلية آثارٌ أمنية خطيرة على البلاد التي تشهد تمردا اسلاميا نشطا منذ نحو 40 عاما يصفون هذا العمل بانه خطوة مهمة.
ويقول ريكاردو بلانكافلور وكيل وزارة الدفاع والمدير السابق لقوة مكافحة الارهاب "تخضع ثمانية فقط من هذه المدارس لسيطرة الحكومة. لانريد ان تصبح مدارسنا معملا لتفريخ الارهابيين."
ودخل الاسلام الدولة الفقيرة الواقعة في جنوب شرق اسيا في القرن الثالث عشر قبل نحو 200 عام من وصول المسيحية الكاثوليكية على يد الاسبان في اواخر القرن السادس عشر.
ويقدر تقرير الحرية الدينية العالمي الذي اصدرته وزارة الخارجية الامريكية في عام 2006 عدد المدارس الاسلامية في البلاد بنحو الفين ويوجد أكثر من نصفهم داخل المجتمعات المسلمة في جزيرة مينداناو الجنوبية.
وهناك 40 مدرسة فقط مسجلة لدى وزارة التعليم. ويمول مانحون اجانب ومحليون نحو 1200 مدرسة. ولا تسيطر مانيلا على كيفية استخدام الاموال.
وصرح فيكتور كوربوس وهو رئيس سابق للمخابرات يحاضر حاليا في كلية عسكرية في الولايات المتحدة لرويترز "ينشرون الاسلام المتشدد تحت عباء الحرية الدينية. نحن نصطلي بنارنا."
واعتقل بعض طلبة المدرسة التي كانت هدفا لغارة عام 2002 في احد اسوأ هجمات المتشددين في الفلبين اثر تفجير عبارة في فبراير شباط 2004 مما اسفر عن مقتل أكثر من مئة شخص قرب خليج الفلبين.
ونفى ماماروس بورانسينج الذي يقوم بتدريس الدين الاسلامي وهو وكيل بوزارة التعليم ان المدارس حقل لتدريب الارهابيين.
وتابع "نحن نتحدى اسلوب التفكير ونصلح النظام في مدارسنا لنشر ثقافة السلام والوحدة الوطنية."
ومنذ عام 2005 اعدت وزارة التعليم منهجا دراسيا جديدا لتعليم اللغة العربية والدراسات الاسلامية في مدارس الدولة في المناطق التي بها اغلبية مسلمة خارج جزيرة مانداناو الجنوبية التي يقطنها ثلاثة ملايين مسلم.
وطلب من حوالي ألف مدرسة خاصة في جميع انحاء البلاد تمول من الداخل او من تبرعات من الخارج تدريس منهج الدراسات الاسلامية الذي وضعته الدولة.
وفي العاصمة مانيلا بدات الحكومة تجربة المنهج الجديد في 37 مدرسة ابتدائية وثانوية تديرها الدولة اغلبية طلبتها من المسلمين.
وقال حميد عبد الله (10 سنوات) "في البداية كان تعليم العربية صعبا. يجب ان اتعلمها كي أقرأ القران."
ونحو 70 بالمئة من الطلبة في مدرسة حميد من المسلمين ويشارك معظمهم في دروس في نهاية الاسبوع لتعليم العربية والقيم الاسلامية.
ويقول احد الفي مدرس تدربوا في وزارة التعليم لتدريس الدين الاسلامي "نعلمهم المبادئ فقط لفهم لغة القران. لا يسمح الدستور بتعليم الدين في مدارس الدولة."
وتلحق الاسر المسلمة الاكثر ثراء ومن بينها اسر دبلوماسيين من بعض الدول العربية التي لها سفارات في مانيلا اطفالهم بمدارس خاصة تركز على تدريس الدين الاسلامي.
وتلقى مدرسة الافق الجديد الاسلامية في باسيج سيتي اقبالا من اسر تجار مسلمين اثرياء ودبلوماسيين ومن يسعهم دفع ما بين 25 الف بيزو (نحو 500 دولار) الى 50 الف بيزو كمصاريف تعليم سنوية.
وتقول شرما ساباري صاحبة المدرسة "بدأنا تعليم الكتب الدراسية المحلية في فصول العلوم والرياضيات والقراءة ولكن معظم مواد القراءة الخاصة بالاسلام تأتي من الولايات المتحدة والكويت" واضافت ان مدرستها ساهمت في تطوير المنهج الجديد الذي وضعته مانيلا.
ورغم المصاعب ويقول بارونسينج وساباري انهما سيواصلان العمل والمطالبة ببرنامح معتدل لتعليم الاسلام للاقلية المسلمة في الفلبين.
وقال بارونسينج "لا نريد ان يصبح اطفالنا المسلمون غرباء فعليا في بلادهم وفي نفس الوقت لا نريد ينشأوا وهو يجهلون حضارتهم ودينهم."
وتابع "وضعنا بذور التسامح والتفاهم. ربما ينهي القتال ويدعم السلام ويوحد البلاد في المستقبل."
|