المؤتمرنت - أعمال مؤتمر القمة العربية الـ(19) تبدأ غدا بالرياض تبدأ صباح غد الاربعا بالعاصمة السعودية الرياض أعمال القمة العربية التاسعة عشرة وسط آمال عربية واسعة بإعادة اللحمة للأسرة العربية الواحدة وتفاؤل بخروجها بنتائج إيجابية يلمسها الجميع و ترقى إلى مستوى تطلعات الشعوب العربية تجاه القضايا المصيرية لعالمنا العربي في هذه المنطقة المضطربة من العالم
ويناقش أصحاب الجلالة والفخامة والسمو قادة الدول العربية خلال اجتماعات القمة التي تستمر يومين العديد من الملفات والقضايا العربية الساخنة وفي مقدمتها تطورات القضية الفلسطينية والوضع في العراق ولبنان ودارفور والصومال وانتشار أسلحة الدمار الشامل في المنطقة بالإضافة الى الملفات الاقتصادية والاجتماعية المهمة
ويؤكد القادة العرب أهمية القمة العربية في الرياض ويعلقون عليها أمالا عريضة كونها تنعقد في ظروف استثنائية تحتم على الأمة العربية التضامن ووحدة الصف اكثر من اى وقت مضى .
ومن المقرر ان يرأس فخامة الاخ علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية وفد اليمن المشارك في أعمال القمة العربية التاسعة عشرة والمقرر انعقادها يومي الأربعاء والخميس القادمين بالعاصمة السعودية الرياض
وكان الأمير سعود الفيصل وزير الخارجية السعودي اكد فى تصريحات صحفية أن قمة الرياض أفضل مناسبة لتجمع عربي يمكن من خلاله اتخاذ موقف عربي يمكن أن يواجه القضايا التي تهم الأمة العربية وحماية مصالح أوطانهم وشعوبهم.
وقال ( أن الرسالة التي نأمل أن تبعث الى القمة العربية هي أن الهوية العربية بخير وأن قادتنا يملكون القدرة على اللقاء معا بمصداقية وجدية وأنه ليس هناك مستحيل لتجمع ارادتهم.)
وعن ورقة الأمن القومي العربي قال ( ان هذه الورقة تم اعدادها من قبل الأمانة العامة لجامعة الدول العربية والجميع مهتم بها ليس المملكة العربية السعودية فحسب ).
وتتطلع المملكة العربية السعودية الى أن تكون القمة العربية القادمة في الرياض مجسدة لتطلعات الشعب العربي ، وأن يتحلى تعاملها مع القضايا العربية بالمصداقية ، وأن تتصدى بواقعية وشفافية للتحديات التي تواجه الوطن العربي ، وأن تعيد اللحمة للأسرة العربية ، وتكرس الهوية الثقافية والحضارية للمجتمع العربي وتدفع بالتكامل الاقتصادي وتسهيل التبادل التجاري بين الأقطار العربية ، وأن يكون بيان الرياض انطلاقة حقيقية وعملية وصادقة للعمل العربي المشترك .
وكان وزراء الخارجية العرب ناقشوا في اجتماعهم امس جملة من القضايا الأساسية وفي مقدمتها القضية الفلسطينية والصراع العربي الإسرائيلي وسبل تفعيل عملية السلام ومواضيع اخرى تتعلق بمكافحة الإرهاب وإقامة منطقة خالية من أسلحة الدمار الشامل وفي مقدمتها السلاح النووي الاسرائيلي .
و أوضح وزير الخارجية اليمني ابوبكر القربي انه تم بحث مختلف القضايا المتعلقة بفلسطين والعراق والصراع العربي الاسرائيلي واصفا الجلسة بانها عكست التمسك بالمبادرة العربية الخاصة بعملية السلام
وقا ل وليد المعلم وزير الخارجية السوري في تصريح للصحفيين عقب الاجتماع ان الوزراء العرب ناقشوا أيضا المواضيع المتعلقة بالأمن القومي العربي وكذلك المواضيع المتعلقة باجتماعات المجلس الاقتصادي العربي . وحول مبادرة السلام العربية أكد السيد وزير الخارجية انه تم ادخال بعض التعديلات المناسبة بحيث ينص هذا المشروع على جوهر المبادرة بكل ما تضمنته مشيرا الى انه تم تكليف اللجنة الوزارية العربية المعنية بهذه المبادرة بالتحرك على الساحة الدولية من اجل تفعيلها حيث تقرر تشكيل وفود عربية فرعية للاتصال بالأمين العام للامم المتحدة وأعضاء مجلس الامن وأعضاء الرباعية الدولية والمجتمع الدولي لشرح المبادرة واهميتها لاحلال سلام عادل وشامل في المنطقة .
وفيما يتعلق بالموقف الامريكي المتعلق بفرض عقوبات على سورية أكد الوزير المعلم وجود اجماع عربي كامل على رفض هذا الموقف الامريكي وضرورة رفع العقوبات عن سورية واصفا الجلسة بانها كانت ايجابية وقد سادتها روح من التضامن والتآخي العربي وتبادل لوجهات النظر البناءة التي أدت الى اقرار كل ما عرض من مشاريع قرارات على جدول الاعمال وبالاجماع .
و بدوره وصف وزير خارجية العراق هوشيار زيباري المشاركة السورية في اجتماع وزراء الخارجية العرب بانها كانت فعالة ومؤثرة مؤكدا ان التعاون السوري العراقي جيد وعلى أرفع المستويات . وقال زيباري ان الاجتماع المغلق كرس لبحث مبادرة السلام العربية وتطورات الوضع في العراق حيث تم التأكيد على دعم جهود الحكومة وبرامجها من اجل تحقيق المصالحة ومكافحة الفتنة الطائفية .
من ناحيته وصف وزير الخارجية المصري احمد ابو الغيط المساهمة السورية في الاجتماع الوزاري بانها كانت ممتازة . كما وصف ابو الغيط الاجتماع بانه كان ناجحا بكل المعايير حيث تم الاتفاق خلاله على جميع القرارات التي سترفع الى القمة .
وأقر وزراء الخارجية العرب في ختام اجتماعاتهم التحضيرية للقمة العربية التاسعة عشرة مشاريع القرارات التي سترفع الى القادة العرب للنظر فيها واقرارها بما يهدف الى تعزيز التضامن العربي والعمل العربي المشترك وترأس الوفد السوري الى الاجتماعات السيد وليد المعلم وزير الخارجية.
وعلم مندوب وكالة سانا الى الرياض ان القرارات المرفوعة الى القادة العرب تتعلق بالجولان العربي السوري المحتل وتطورات القضية الفلسطينية ودعم حكومة الوحدة الوطنية الفلسطينية ورفع الحصار عنها اضافة الى الوضع في العراق والتضامن مع لبنان ودعمه ورفض العقوبات الامريكية احادية الجانب المفروضة على سورية والتمسك بمبادرة السلام العربية كما أقرتها قمة بيروت عام 2002 بكافة عناصرها ومبادئها .. وعقد القمم العربية التشاورية وبلورة موقف عربي موحد لاتخاذ خطوات عملية لاخلاء منطقة الشرق الاوسط من الاسلحة النووية .
وقد شملت القرارات ايضا على قرار بتفعيل مبادرة السلام العربية والتأكيد على تمسك جميع الدول العربية بهذه المبادرة كما أقرتها قمة بيروت عام 2002 بكافة عناصرها .. حيث جرى التأكيد في القرار على ان عملية السلام عملية شاملة لا يمكن تجزئتها وان السلام العادل والشامل في المنطقة لا يمكن ان يتحقق الا من خلال الانسحاب الاسرائيلي الكامل من الاراضي العربية المحتلة والفلسطينية بما في ذلك الجولان السوري المحتل حتى خط الرابع من حزيران عام 1967 والاراضي التي مازالت محتلة في جنوب لبنان والتوصل الى حل عادل لمشكلة اللاجئين الفلسطينيين يتفق عليه وفقا لقرار الجمعية العامة للامم المتحدة رقم 194 لعام 1948 ورفض كل إشكال التوطين وقبول اسرائيل بإقامة دولة فلسطينية مستقلة ذات سيادة وعاصمتها القدس الشرقية .
وتضمن القرار المتعلق بالعراق التأكيد على احترام وحدة وسيادة واستقلال العراق وهويته العربية والإسلامية ورفض اي دعاوى لتقسيمه مع التأكيد على عدم التدخل في شؤونه الداخلية . ويشير القرار الى ضرورة العمل على توسيع العملية السياسية بما يحقق مشاركة اوسع لمختلف مكونات الشعب العراقي وتسريع بناء وتأهيل القوات العسكرية والأمنية العراقية على اسس وطنية وصولا الى خروج القوات الأجنبية كافة من العراق .
ويؤكد القرار المتعلق بدعم حكومة الوحدة الوطنية الفلسطينية على الدعم الكامل لاتفاق مكة الذي نتج عنه قيام الحكومة الوطنية ودعمها ورفض التعامل مع اجراءات الحصار المفروض على الشعب الفلسطيني بكافة مظاهره ودعوة الدول والمنظمات الدولية الى رفع هذا الحصار فورا وتوفير الدعم لحكومة الوحدة الوطنية الفلسطينية والاعتراف بها والتعامل معها دون تمييز . وقد سادت اجتماعات وزراء الخارجية العرب اجواء ايجابية أظهرت الحرص على تعزيز التضامن العربي وخدمة المصالح العربية بما يمكن العرب من مواجهة التحديات الماثلة امامهم .
وأوضح وزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل انه تمت خلال جلسات عمل الاجتماع الوزاري التحضيري للقمة العربية التاسعة عشرة اليوم مراجعة واعداد مشاريع القرارات الواردة على جدول اعمال القمة لطرحها امام القادة العرب وبحثها واتخاذ القرارات المناسبة حولها .
وقال سعود الفيصل في مؤتمر صحفى مشترك عقده مع الامين العام لجامعة الدول العربية اليوم ان طبيعة الظروف بالغة الحساسية والدقة التي تشهدها الساحة العربية تتطلب موقفا موحدا لمواجهتها على المستويين الرسمي والشعبي والنهوض بمستوى ونوعية العمل العربي المشترك . وأشار الى ان مباحثات وزراء الخارجية العرب تركزت حول المستجدات والتطورات السياسية في فلسطين والعراق ولبنان والصومال ودارفور اضافة الى القضايا الاخرى الهامة بجوانبها الاقتصادية والثقافية والتعليمية والحضارية .
كما أشار الى ان وزراء الخارجية العرب ناقشوا وبشكل مركز في اجتماعهم مشاريع القرارات الخاصة بمعالجة الامن العربي بمفهومه الشامل وحل النزاعات البينية معربا عن ثقته بقدرة الجهد العربي على حل القضايا العربية في إطار البيت العربي بمنأى عن اي تدخلات خارجية .
وقال الفيصل انه تم ايضا طرح مشاريع القوانين المتعلقة بالقضايا التربوية والتعليمية والثقافية وتحصينها ضد كل المحاولات الرامية الى المساس بها معربا عن أمله في ان تتكلل جهود القادة العرب بالتوفيق لتحقيق تطلعات وامال شعوبهم في حفظ أوطانهم والنهوض بها وتعزيز امنها القومي وتكريس وحدتها وهويتها .
وفيما يتعلق بالوضع اللبناني أعرب الوزير السعودي عن التمنيات بعدم نقل الخلافات بين اللبنانيين الى القمة العربية بل السعي الى حل مشاكلهم بأنفسهم بعيدا عن اي تدخل خارجي قد يضر بمصلحة وطنهم مؤكدا ان العرب جميعا يسعون الى حل الخلافات التي تقض مضاجع اللبنانيين والعرب على حد سواء .
ودعا الوزير السعودي الى ان تكون منطقة الشرق الاوسط خالية من اسلحة الدمار الشامل مع الاحتفاظ بأحقية كل دولة في امتلاك الخبرة النووية لاستخدامها في الأغراض السلمية . ونوه الفيصل بأهمية الاتفاق الذي تم التوصل اليه بين حركتي فتح وحماس والتوصل الى تشكيل حكومة وحدة وطنية فلسطينية تستطيع تحقيق طموحات الشعب الفلسطيني في اقامة دولته المستقلة واستعادة حقوقه المشروعة . من جانبه أشار موسى الى وجود اليات خاصة بتفعيل مبادرة السلام العربية وتسويقها عبر الامم المتحدة . وفيما يتعلق بالوضع على الساحة اللبنانية أكد ان جهود الجامعة العربية ستستأنف بعد الانتهاء من اعمال قمة الرياض لمعالجة المشاكل وحل الازمة السياسية على الساحة اللبنانية .
وتنعقد القمة العربية في ظل ظروف اقليمية ودولية حساسة وفي مرحلة تتطلب رؤية عربية موحدة للتعامل مع القضايا الملحة حماية للمصالح العربية العليا . ويناقش القادة العرب خلال القمة القضايا العربية عامة وخصوصا القضية الفلسطينية والوضع في العراق ومبادرة السلام العربية كما اقرتها قمة بيروت عام 2002 التي يصر العرب على التمسك ببنودها كاملة كما يناقش القادة مسألة اقليم دارفور في السودان والوضع في الصومال اضافة الى مشاريع قرارات رفعها المجلس الوزاري الاقتصادي والاجتماعي العربي والوضع المالي للامانة العامة للجامعة العربية .
وعلى الرغم من ان سلسلة القمم العربية بدأت بمؤتمر قمة انشاص في مصر عام 1946 الا ان سجلات جامعة الدول العربية تعتبر مؤتمر القمة العربية الاول هو الذي عقد في القاهرة في الثالث عشر من كانون الثاني عام 1964 وكتب بيانها بماء الذهب وكانت القضية الفلسطينية هي القاسم المشترك وبين القمم الماضية عقد 11 مؤتمرا طارئا هي مؤتمرات القاهرة 1970 والرياض 1976 وفاس 1982 والدار البيضاء 1985 وعمان 1987 والجزائر 1988 والدار البيضاء 1989 وبغداد 1990 والقاهرة 1990 فالقاهرة ايضا 1996 والقاهرة 2000 اضافة الى 18 مؤتمرا عاديا . وقد صدر عن مؤتمرات القمم العربية السابقة نحو 247 قرارا كان اشهرها قرار قمة الخرطوم عام 1967 المعروف بقرار اللاءات الثلاث اي لا للاعتراف باسرائيل ولا للتفاوض ولا للصلح معها ومنذ مؤتمر قمة فاس عام 1982 وحتى مؤتمر قمة القاهرة عام 2000 لم يعقد اي مؤتمر عادي للقمة حيث كانت جميعها مؤتمرات طارئة الى ان عقد مؤتمر قمة عمان العادي في اذار عام 2001 الذي بحث المسألة الفلسطينية وعملية السلام ثم أقرت قمة بيروت في عام 2002 مبادرة السلام العربية واعتمدت قمة شرم الشيخ التي انعقدت في مصر عام 2003 موقفا موحدا برفضها بالاجماع شن هجوم امريكي على العراق بعد ذلك انعقدت قمة تونس في عام 2004 وتضمنت تعهدا تاريخيا من القادة العرب باطلاق اصلاحات في البلاد العربية . كما عقد أكثر من مؤتمر قمة عربية في عام واحد حيث شهد عام 1964 قمتين الاولى في القاهرة في كانون الثاني والثانية في الاسكندرية في ايلول وكذلك عام 1967 الذي شهد قمة الرياض في 16 تشرين الاول وقمة القاهرة في 25 تشرين الاول وعام 1990 الذي عقدت فيه قمة بغداد في 28 ايار وقمة القاهرة في 9 اب كما عقدت قمتان عربيتان عقب حربين مع اسرائيل الاولى في الخرطوم في 29 اب عام 1967 والثانية في الجزائر في 26 تشرين الثاني عام 1973 . وعلى الرغم من ان اكثر من قمة عربية أكدت ضرورة عقد القمة بصفة دورية منتظمة منذ قمة القاهرة عام 1964 وحتى قمة القاهرة عام 1996 الا ان اجتماعات القمة انقطعت اعوام 1966 و1968 و1971/1997و1975و1977و1983و1984و1986 واحتلت القضية الفلسطينية مكانا رئيسا في اولويات القمم العربية كافة منذ بدايتها وحتى الان فقد صدر عن البيان الختامي لقمة الجزائر في 22 و23 اذار عام 2005 اعلان الجزائر الذي أكد ضرورة التمسك بالتضامن العربي ممارسة ونهجا بما يكفل صون الامن القومي العربي واحترام سلامة كل دولة عربية وسيادتها ومنع التدخل في شؤونها الداخلية ومواصلة الجهود الرامية الى تطوير وتحديث جامعة الدول العربية وتفعيل الياتها ومتابعة انشاء برلمان عربي انتقالى وهيئة لمتابعة تنفيذ القرارات والتصديق على وثيقة استراتيجية للاسرة العربية وانشاء قمر صناعي عربي علمي لمراقبة كوكب الارض من النواحي البيئية ورصد الكوارث الطبيعية ومواصلة عملية الاصلاح بشكل متدرج بمنظومة العمل العربي المشترك ومنهجية عملها كما دعا اعلان الجزائر الى مواصلة مسيرة التطوير والتحديث في الدول العربية تعزيزا للممارسة الديمقراطية وتوسيعا للمشاركة السياسية والتأكيد على السعي لتحقيق التكامل العربي من خلال تفعيل اليات العمل العربي المشترك وانشاء منطقة التجارة الحرة العربية الكبرى وتنمية الشراكة والاستثمار
|