المؤتمرنت - الخليج - لندن تصعد وتجمد علاقاتها مع إيران جمدت بريطانيا علاقاتها مع ايران بسبب ازمة البحارة المحتجزين، وتوعد رئيس الوزراء توني بلير “بتصعيد” الضغوط على الجمهورية الاسلامية، وكشفت لندن ادلة تظهر ان البحارة كانوا في المياه العراقية عند احتجازهم الجمعة الماضي، واعتبرت الصور التي بثها التلفزيون الايراني عن البحارة المحتجزين “غير مقبولة”، ورفضت طهران الادعاءات البريطانية، وقالت انها ستفرج عن المرأة الوحيدة بين المحتجزين، وفيما تضامنت الدول الغربية مع حليفتها المملكة المتحدة، واعلنت تركيا والعراق كلاً على حدة عن جهود وساطة.
واعلنت وزيرة الخارجية البريطانية مارجريت بيكيت امام البرلمان تجميد العلاقات مع ايران، وقالت “دخلنا الآن مرحلة جديدة من النشاط الدبلوماسي (...) ونحتاج الى تركيز كل جهودنا الثنائية خلال هذه الفترة على حل هذه المسألة”. واضافت “سنجمد علاقات العمل الثنائية الرسمية الاخرى مع ايران”. وتابعت “سنبقي الجوانب الاخرى لسياستنا تجاه ايران تحت المراجعة الدقيقة ونواصل العمل بحذر، ولكن يجب الا يشك احد في جدية تعاملنا مع هذه الاحداث”. واشارت الى ان لندن تلقت تأكيدات من السلطات الايرانية ان اعتقال عناصر البحرية البريطانية لا علاقة له بقضايا اخرى على المستوى الثنائي او الاقليمي او الدولي.
واوضح المتحدث باسم الخارجية ان تجميد العلاقات سيشمل كل الاتصالات بين الحكومتين باستثناء تلك المتعلقة بالافراج عن البحارة المحتجزين، اضاف ان “كل الزيارات بين ايران وبريطانيا ستتوقف، كما سيتم تعليق منح التأشيرات للمسؤولين الايرانيين” واشار الى ان “دعم الحكومة البريطانية لنشاطات اخرى سيتوقف ايضا، ومن بينها دعمها للبعثات حول التبادل التجاري مع ايران”.
وكان بلير قد اكد تصميم حكومته على زيادة الضغوط على ايران، وقال “لا مبرر على الاطلاق” لاحتجاز العسكريين. واضاف ان هذ العمل “غير مقبول اطلاقا، وخاطئ وغير قانوني”. وتابع ان بريطانيا تتصل “بجميع حلفائها الرئيسيين” لبحث المسألة “وزيادة الضغوط” على الحكومة الايرانية للافراج عن البريطانيين المحتجزين.
واعلن وزير الخارجية الايراني منوشهر متقي ان بلاده ستفرج الاربعاء (امس) او الخميس (اليوم) عن المرأة الوحيدة من بين الجنود. واعلن رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان ان دبلوماسيين أتراكاً قد يلتقون العسكريين البريطانيين، وقال عقب لقائه متقي على هامش القمة العربية في الرياض “توقعوا تطورا ايجابيا في اي لحظة” في الازمة ولم تؤكد وزارة الخارجية البريطانية عقد مثل هذا الاجتماع ودعت الى التعامل مع هذا التصريح “بحذر”. واعتبر المتحدث باسم الخارجية الايرانية عدم وجود حاجة لوساطات من اي دول ما دام السفير البريطاني في طهران وسفير ايران في لندن قائمين على رأس عملهما. وشدد نائب رئيس مجلس الشورى الايراني(البرلمان) محمد رضا باهونار على ضرورة اعتذار بريطاني قبل الافراج عن الجنود.
ولا تزال ايران وبريطانيا تختلفان حول الموقع الذي احتجز فيه البحارة. واعلنت وزارة الدفاع البريطانية ان عناصرها كانوا على مسافة حوالى 1،7 ميل بحري (3،15 كيلومتر) داخل المياه الاقليمية العراقية، واستدلت بمعطيات جمعت عبر الاقمار الصناعية وخرائط لتأكيد ذلك. وقال الادميرال تشارلز ستايل ان البحرية الايرانية نصبت “كمينا” للعناصر البريطانيين معتبرا ان اعتقالهم “غير مبرر وغير جائز”. الا ان السفارة الايرانية في لندن اكدت ان البريطانيين “دخلوا بطريقة غير مشروعة” مسافة 0،5 كلم داخل المياه الاقليمية في انتهاك للحدود الدولية الايرانية، ما يبرر احتجازهم.
وقالت الخارجية البريطانية ان الصور التي بثها التلفزيون الايراني الناطق باللغة العربية “العالم” عن البحارة البريطانيين المحتجزين في ايران “غير مقبولة بتاتا”، مجددة القول انهم اعتقلوا في المياه العراقية حيث كان يحق لهم ان يكونوا موجودين. وعرض تلفزيون العالم الايراني الناطق بالعربية تسجيلا مصورا للجنود وهم يتناولون الطعام. كما عرضت القناة الايرانية صورة قريبة لرسالة بالانجليزية قالت ان فاي تورني (26 عاما) المرأة التي اعتقلت ضمن عناصر البحرية، كتبتها الى عائلتها قالت فيها انهم اعتقلوا بعدما “بدا انهم دخلوا المياه الايرانية”. واضافت “اننا نلقى اهتماما جيدا، الناس وديون ومضيافون”.
وجدد البيت الابيض دعمه لرئيس الوزراء البريطاني في جهوده للافراج عن البحارة المحتجزين، وقالت متحدثة باسم البيت الابيض دانا بيرينو “نحن الآن الى جانب حلفائنا البريطانيين وخلف توني بلير في جهوده من اجل الافراج عن الجنود الخمسة عشر المحتجزين لدى الايرانيين”. واعربت المستشارة الالمانية انجيلا ميركل الرئيس الحالي للاتحاد الاوروبي عن دعم بلادها والكتلة الاوروبية لبريطانيا واعتبرت احتجاز الجنود غير مقبول.
|