د. عبد الله هلال - القدس العربي - في قمة الرياض:الزعماء العرب يغلقون تلفوناتهم في وجه بوش بعد أن انكشفت النوايا الحقيقية للسفاح جورج بوش، وأحرج أصدقاءه ضاق العرب من التصرفات الفاجرة للسفاح بوش وعصابته في العراق، ومحاولته الهيمنة علي المنطقة العربية وإعادة تشكيلها بما يغير وجهها الحضاري والإسلامي، بالإضافة إلي الانحياز الأمريكي الأعمي للعدو الصهيوني.
وزاد من غيـــــظ العرب ما يقوم به العدو الصهيوني (بضوء أخضر أمريكي) من تخريب وحفريات حول المسجد الأقصي مجددا دون أن تحتج أي جهة دولية أو حتي تلوم العدو، ولم تجد الحكومات العربية وسيلة لتجميل الموقف الأمريكي أو إخفاء العداء الصريح للعرب والمسلمين، خصوصا بعد محاولات التدخل الدولي في دارفور ولبنان، وافتضاح تعذيب العراقيين وقتلهم بالهوية وعدم العثــــور علي أسلحة التدمير الشامل المزعومة... ووجــــدوا أن الأمور يمكن أن تتطور ضد استقرار الأنظمة.. فتـــجرأ العرب وأيقنوا أن الرب واحد والعمر واحد، واجتمعت القمة في الرياض، ولم تتخلف عن الاجتماع حكومة واحدة.
في الليلة السابقة للاجتماع نشطت الدبلوماسية الأمنية الأمريكية بقيــــادة العانس رايس، وحاولت منع القمة فلم تفلـــــح، حاولت التدخل في صياغة القرارات وفشلت.. اضطر السفـــاح الأكبر بوش للتدخل وحاول الاتصال بالحـــكومات العربية هاتفيا ليفاجأ بالجميع يغلقون الهاتف في وجــهه كرد فعل طبيعي لعدائه وانحيازه.
وفي اجتماع القمة المنتظرة.. اختفت الخطب الرنانة، واتفق الجميع علي العمل معًا لإنقاذ القدس وتحرير العراق، ولأول مرة عرضت علي القمة دراسات جادة وإحصاءات حقيقية عن تطور الصراع مع العدو الصهيوني، ومقارنة بالجداول والأرقام والرسوم البيانية للمواقف العسكرية والعلمية والاقتصادية والاجتماعية بيننا وبين العدو، واكتشف العرب فجأة، أنهم أقوي بكثير من الكيان الصهيوني، وأن لديهم من الأوراق ما يضعهم في موقف الند مع القوي العالمية.. لذلك فقد صدرت القرارات الآتية، وكُلف أمين عام الجامعة العربية بالالتزام بالمواعيد المحددة، وتنفيذ كل قرار في موعده:
القرار الأول: يشهد التاريخ للعرب بالسبق في إرساء أسس الحق والعدل والحفاظ علي السلام العالمي.. ورغبة منهم في انتشار ثقافة السلام والتفاهم فقد قررنا البدء بالطرق السلمية لتحرير الأرض المغتصبة في فلسطين (والعراق) ونعلن أن قرار التقسيم الذي صدر عن المنظمة الدولية عام 1947هو الأساس (رغم جوره) للتعامل مع هذه المنظمة ومع العدو الصهيوني.
القرار الثاني: تحدد يوم أول تموز (يوليو) 2007 موعدا لتنفيذ قرار التقسيم.. وإذا لم ينفذ فقد تحدد يوم 2 تموز (يوليو) 2007 موعدا لإعلان عدم الالتزام العربي بأية قرارات للأمم المتحدة وإسقاط الحصار المفروض من هذه المنظمة عن الدول العربية وغيرها، وقطع العلاقات ووقف التطبيع مع العدو الصهيوني.
القرار الثالث: تحدد يوم أول آب (أغسطس) 2007 موعدًا للانسحاب الجماعي العربي من هيئة الأمم المتحدة إذا لم تطبق البند السابع علي العدو الصهيوني وتلزمه بالانسحاب من الأراضي المحتلة.
القرار الرابع: تنذر الدول العربية كافة دول العالم لتختار بين العلاقات مع العرب أو مع الصهاينة، وتحدد يوم أول ايلول (سبتمبر) 2007 لوقف الاستيراد من أية دولة لا تقطع علاقاتها مع العدو الصهيوني.
القرار الخامس: تحدد يوم أول تشرين الاول (أكتوبر) 2007 موعدا لوقف تصدير النفط لأية دولة لها علاقات مع العدو الصهيوني.
القرار السادس: إذا لم تفلح هذه الطرق السلمية في دفع دول العالم المحبة للسلام للتدخل وإجبار العدو علي الانسحــــاب وتنفــــيذ قرار التقسيم، فقد تحدد يوم أول تشرين الثاني (نوفمبر) 2007 موعدًا لإعلان عدم الالتـــــزام العربي بقرار التقسيم والتمسك بتحرير كامل التراب الفلسطيني بالجهاد وتشجيع المقاومة الوطنية والإسلامية، وتجتمع القمة مجددا يوم 2 تشرين الثاني (نوفمبر) 2007 لإعلان الجهاد وتكوين جيش عربي موحد.
القرار السابع: تطالب الدول العربية قوات الاحتلال الأمريكي وقوات الدول المتحالفة معها بالرحيل من العراق فــــــي موعد أقصاه 15 حزيران (يونيو) 2007، وفي حالة عدم الاستجابة فقد تحدد يوم 16 حزيران (يونيو) 2007 لقطع العلاقات العربية مع هذه الدول ووقف الاستيراد منها، وبدء المقاومة العربية جنبا إلي جنب مع المقاومة العراقية لقوات الاحتلال، وحتي تحرير العراق.
القرار الثامن: ترفض الدول العربية التدخل الدولي في أي من دارفور أو لبنان، وتعلن تمسكها بحل المشكلات العربية عربيا، ونظرا لأن مشكلة دارفور هي مشكلة اقتصادية بالأساس فقد قررت القمة العربية تخصيص 200 مليون يورو لرفع مستوي المعيشة في إقليم دارفور.
جاءت هذه القرارات كالبلسم الشافي.. وسعد بها العرب أجمعين، وتجرأت دول كثيرة وأعلنت تأييدها للحق العربي، ولكن سعادتي أنا لم تدم.. فقد اكتشفت فجأة أن كل ذلك عبارة عن رؤيا رأيتها في المنام... وندمت علي استيقاظي!.
* كاتب من فلسطين
|