المؤتمرنت - ايلاف - اسرائيل ترفض المبادرة العربية اكد نائب رئيس الوزراء الاسرائيلي شيمون بيريز ان اسرائيل ترفض القبول بالمبادرة العربية بصيغتها الحالية مشددا على ضرورة اجراء مفاوضات. واوضح بيريز في تصريح للاذاعة الاسرائيلية العامة "ثمة وسيلة وحيدة لتجاوز خلافاتنا وهي التفاوض". واضاف "من المستحيل القول: عليكم ان تقبلوا بما نعرضه عليكم كما هو. المفاوضات لن يكون لها معنى في حال وافقت اسرائيل على هذه المبادرة". وتريد اسرائيل ان تدخل تعديلات على بنود المبادرة المتعلقة بحق اللاجئين الفلسطينيين بالعودة وبحدود الدولة الفلسطينية التي ستقام في المستقبل. واكد بيريز "لا بديل للمفاوضات (..) لن يتوصل الفلسطينيون والعرب ونحن الى اي نتيجة من خلال الاملاءات".
لكنه اعتبر ان "المبادرة العربية كنقطة انطلاق للمفاوضات تشكل خطوة ايجابية". وقال وزير الشؤون الاجتماعية وعضو الحكومة الامنية المصغرة العمالي اسحق هرتسوغ ان "اسرائيل لديها مشكلة مع هذه المبادرة خاصة بشأن حق عودة اللاجئين". واضاف "من المستحيل ان تقبل اسرائيل كذلك المواقف العربية بحرفيتها بشأن حدود" الدولة الفلسطينية المقبلة.
وكانت تل أبيب قد تابعت بتمعن ما ستتمخض عنه قمة الرياض من نتائج، كما أن محلليها السياسيين وخبراءها راقبوا لهجة خطاب الزعماء العرب . وكان بيريز قد دعا العرب امس العرب إلى التفاوض المباشر وعرض المواقف، قائلاً: "ينبغي على إسرائيل التحدث مع أي جهة تقبل بمبادرة سلام. إن تسوية الخلافات لا تكون عبر الأمالي، بل من خلال مفاوضات مباشرة، حيث يعرض كل طرف مواقفه.
وكان وزراء خارجية الدول العربية قد صادقوا على المبادرة العربية للسلام أول من أمس، وتقرر عدم إدخال أي تعديلات عليها، إلا أن هناك إحتمالاً بإتخاذ قرار حول تشكيل جهاز خاص لبعث الروح في هذه المبادرة. وهذا ما لمحت إليه الإذاعة الإسرائيلية الثانية في تقرير لمراسلها عيران زينغر، الذي أضاف: "إستمعنا إلى تصريحات تتناسب مع هذه الرغبة في تل أبيب، على لسان نائب السفير الأردني في إسرائيل الذي قال إن القادة العرب إتخذوا قرارًا إستراتيجيًا لتسوية سلمية مع إسرائيل، فهناك إجماع واسع في العالم العربي حول هذا الموضوع". معربًا عن أمله في أن تدفع قمة الرياض المبادرة العربية للسلام إلى الأمام.
وفي السياق ، قال مصدر سياسي رفيع المستوى في وزارة الخارجية الإسرائيلية إن لا مجال أبدًا لتوقع إمكانية إتخاذ الزعماء العرب في هذه القمة أي قرار حول تعديل مبادرة السلام العربية، وبطبيعة الحال لن تلغي بند حق العودة للاجئين، وبالتالي ينبغي على إسرائيل أن توضح أنها لا تعتزم على الإطلاق التحدث حول هذا الموضوع، ولن يجري أي نقاش حول عودة لاجئين إلى أرض إسرائيل، لأن الأمر يتعلق بوجود دولة إسرائيل.
وأضاف أن إسرائيل ترى التشابه والإلتقاء في المصالح بين السعودية ودول الخليج في ظل المخاوف من تعاظم المد الشيعي المحيط بها، وبالتالي على إسرائيل إغتنام هذه الفرصة من أجل مساعدة الملك السعودي على قيادة إجراءات معينة لإستئناف العملية السياسية. وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي إيهود أولمرت قد صرح أن المبادرة السعودية تنطوي على عناصر جديرة بالدراسة والتقدم إلى الأمام. وأضاف المسؤول في وزارة الخارجية أن السعودية تقدم الدعم الإقتصادي للعديد من الأطراف، والأموال الطائلة لا سيما للجهات المعتدلة. وتتحدث الأوساط السياسية في وزارة الخارجية عن معطيات تبعث القلق للسعودية، فالأردن على سبيل المثال يعاني من مشكلة وجود أكثر من 800 ألف لاجئ من العراق، منهم العديد من العناصر "الإشكالية"، إضافة إلى الأوضاع الاقتصادية الأردنية.
معارضة شديدة للتطبيع
وحسب إذاعة الجيش الإسرائيلي، فإنه من المقرر أن يصادق المشاركون في القمة العربية غدًا على مبادرة السلام العربية من عام 2002، بهدف إحياء علمية السلام بين إسرائيل والفلسطينيين، إلا أنهم لن يتخذوا قرارات عملية إزاء ما يتعلق بتطبيع العلاقات مع إسرائيل، إذ إن هناك معارضة شديدة لأي بادرة حسن نية إزاء إسرائيل.
وتقول الإذاعة: "فقد صرح وزير الخارجية السوري عشية القمة أن خطوة كهذه ليست ضرورية، لأن مصر والأردن تربطهما علاقات طبيعية بإسرائيل، وإن إسرائيل هي التي ينبغي عليها أن تكون واقعية _على حد تعبيره_ وتقوم بإعادة الأراضي التي إحتلتها عام 1967، إذا كانت ترغب حقا في أن تكون جزءًا من المنطقة".
أما البيان الختامي للقمة فيبدو أنه سوف يتضمن بندًا حول كون مبادرة السلام العربية هي الأساس الوحيد للسلام، ليس بين إسرائيل والفلسطينيين فقط، وإنما لحل النزاع العربي الإسرائيلي كله، إلى جانب الدعوة للإستقرار في كل من العراق ولبنان، فإنه سيتم التأكيد أيضًا على المشروع النووي الإيراني، والدعوة إلى حل الأزمة من خلال المفاوضات، كي تصبح المنطقة خالية من أسلحة نووية.
من جهة أخرى قال زعيم المعارضة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو: "إن المبادرة السعودية ليست مقبولة، حيث تطالب بمناقشة ما يدَّعون أنه حق العودة، ونحن من جانبنا لا نتحدث أو نناقش قضية وجودنا، فهذا ليس مجالاً للتفاوض بشأنه، وبالتالي ليس هناك حق عودة للاجئ فلسطيني واحد… صفر… وهذا ما ينبغي أن نوضحه للسعودية والعالم العربي".
أما شمعون بيريس فقال: "نحن نثمن التحرك الحاصل في السعودية، إلا أن هذا ليس كافيًا إذ أن السعودية ليست على إستعداد للإعلان صراحة عن مواقفها بشأن المفاوضات، وأنا أعتقد أن هناك فارقًا بين قيادة سيارات وقيادة قارب، ففي القارب يجلس القائد في الخلف، في حين أنه في السيارة يجلس في الأمام، ونحن من جانبنا نثمن السعوديين لو أنهم إنتقلوا من المقعد الخلفي إلى الأمام.
|