المؤتمرنت - وكالات - إيران تتراجع عن إطلاق مجندة بريطانية تراجعت إيران عن عرض بإطلاق المجندة الوحيدة بين 15 بحارا بريطانيا احتجزتهم قبل أسبوع في مياه شط العرب بسبب ما سمته الموقف البريطاني الخاطئ.
وقال رئيس المجلس الأمن القومي الإيراني علي لاريجاني إن قرار إخلاء سبيل المجندة قد علق.
وذكرت إيران سابقا أنها قد تخلي سبيل المجندة فاي تورني (26 عاما), وطلبت من الحكومة البريطانية الاعتذار كخطوة نحو حل الأزمة, وهو ما رفضته لندن التي أكدت أن "الاحتجاز كان خاطئا تماما وغير قانوني وغير مقبول".
تحت غطاء التفتيش
وأضاف لاريجاني أن طهران تفاجأت كون لندن "بدل التحقق في الموضوع من وجهة نظر قانونية حولت الموضوع إلى عمل إعلامي", واتهمها بالاعتداء على سيادة الدول تحت غطاء تفتيش السفن الذاهبة إلى العراق, وحذرها من أن موقفها إذا استمر على حاله فإن "القضية ستجد طريقها إلى العدالة", في إشارة إلى إمكانية محاكمة البحارة.
ورفض ناطق باسم الخارجية البريطانية التعليق على تراجع إيران عن إطلاق المجندة, قائلا إن بريطانيا ستواصل عملها لضمان إطلاق سراح كل المحتجزين.
إقرار فإنكار
وقال الناطق للجزيرة نت إن لندن تريد الوصول إلى بحارتها "دون عوائق", وقد قدمت بيانات تؤكد أنهم كانوا في مياه العراق قبل احتجازهم, وجابهت بها الحكومة الإيرانية التي أقرت بذلك بدايةً قبل أن تتراجع وتقدم بيانات خاصة بها تتحدث عن خرقهم المياه الإيرانية.
غير أن الناطق رفض التعليق على كون مياه شرط العرب هي أصلا متنازع عليها, والمنطقة التي تتحدث عنها بريطانيا ربما اعتبرتها إيران خاضعة لسيادتها.
وأضاف أن بريطانيا تتحرك داخل مجلس الأمن وفي إطار أوروبي لتأمين إخلاء سبيل البحارة, وأن أية خطوة قادمة تتوقف على موقف إيران التي قال الناطق إنها لا تحاول ربط الموضوع بأزمتها النووية, حسب ما ذكر سفيرها في لندن عند استدعائه في الخارجية البريطانية.
وعرضت إيران أن يلتقي الدبلوماسيون البريطانيون البحارة, لكن فقط عند اكتمال التحقيق معهم, وعرضت صورا لهم، وقالت المجندة البريطانية التي بدا وجهها منقبضا "لا شك أننا دخلنا مياههم الإقليمية".
الضغط البريطاني
وطلب سفير بريطانيا في إيران زيارة البحارة, لكنه لم يتلق ردا لحد الآن حسب سفارة بريطانيا في طهران, في وقت تسعى فيه بلاده لتحريك مجلس الأمن بعد أن جمدت علاقاتها مع إيران.
وينص مقترح بريطاني على إعراب المجلس عن "الأسف لاستمرار احتجاز الحكومة الإيرانية البحارة", مشيرا إلى أنهم احتجزوا "بينما كانوا يقومون بدورية في المياه الإقليمية العراقية بصفتهم عناصر في القوة المتعددة الجنسيات عملا بقرار مجلس الأمن رقم 1723".
وقال منسق السياسة الخارجية الأوروبية خافيير سولانا إن كامل الاتحاد الأوروبي يعتبر احتجاز البحارة "أمرا غير مقبول", داعيا طهران لخطوات لإنهاء الأزمة.
وتوقع سفير بريطانيا في طهران بين عامي 2002 و2006 ريشارد دالتون أن تحتد الأزمة قائلا إنه لا يرى أي حل في الأفق.
وقال دالتون لـ"بي بي سي" إن الأكيد أن زيادة الضغوط في الوقت الحالي سيزيد الأمر سوءا ولن يساعد "الأسرى", وإن كيفية بداية الأزمة لم تعد مهمة والمهم كيفية الخروج منها
|