المؤتمرنت- منير طلال -
الموروث الشعبي في الأدب اليمني .. الأسطورة نموذجا ً(2-3)
• الأساطير اليمنية في صدر الإسلام.
وهنا سوف أورد بعض أهم الكتاب الذين سجلوا بعض تلك الأساطير في مرحلة صدر الإسلام والدولتين الأموية والعباسية إذكاءً للروح الوطنية التي كادت أن تتفسخ في ظل هيمنة عرب وسط الجزيرة (قريش) ومن أشهرهم :
(كعب الأحبار –وهب بن منبه – عبيد بن شرية – علقمة بن ذي جدان – يزيد بن مفرغ الحميري – دعبل بن علي – دغفل الشيباني – أبن خلدون )
وأهم تلك الكتب والمؤلفات :
كتاب ملوك اليمن من التبابعة ، وكتاب أقياك اليمن وكتاب اليمن في أمر سيف بن ذي يزن وكتاب الملوك المتوجه من حمير وكتاب الملوك وأخبار الماضين وكتاب أخبار عبيدة بن شرية وكتاب الإكليل وكتاب صفة جزيرة العرب وكتاب التيجان وكتاب سيرة دغفل الشيباني .
تلك الكتب أثرت المكتبة العربية بالأساطير والحكايات اليمنية التي ما تزال تؤثر على واقعنا الاجتماعي إلى اليوم كالإيمان المطلق لدى أهل اليمن بالنسب القبلي إلى هود وقحطان وخلافه ، أو الاعتقاد بتلك البطولات كمسلمات أساسية عند غالبية العامة وشريحة لا بأس بها من المثقفين حتى أننا نجد بعض المؤلفات في تاريخ اليمن تصدر وهي تستند إلى تلك الأساطير كمراجع أساسية في تاريخ اليمن وهو أمر يدعو إلى الضحك والإستهجان.
أما جانب الحكايات الشعبية والأمثال والحكم والأهازيج فإنها تكاد لا تخلوا من مجموعة قصصية أو روائية أو مسرحية ذلك لأنها من مفردات حياتنا اليومية الأساسية ، وقد برع في هذا المجال كوكبة على رأسهم (محمد مثنى ، عبد الكريم الرازحي ، محمد الغربي عمران ، صالح باعامر ، عبد الله سالم باوزير ، أحمد محفوظ عمر ، أروى عبده عثمان ، صالح البيضاني ، وجدي الأهدل ، سالم العبد ، محمد القعود ، زيد الفقيه ، عبد الكريم المقالح ، أحمد سالم اليزيدي ، وآخرون).
فالشعب اليمني مازالت مفردات خطاباته اليومي على الحكايات والمثل والحكمة والأهازيج والزوامل ولهذا فإن أي عمل أدبي يتجاهل هذا الجانب الهام يصبح مجرد هباء لا علاقة له بهموم وطموحات الوسط الاجتماعي للأديب الذي يجب أن يكون ترجمات صادق لمجتمعه ومحيطه.
ولهذا نلاحظ أن كتاب السرد في التسعينات تجاهلوا فن الأسطورة تماماً ليهتموا ببقية فنون التراث الشعبي ،وهو أمر يحتاج إلى إعادة النظر منهم لإحياء فن الأسطورة الذي يكاد يندثر،فالأساطير اليمنية مازالت غنية بأحداثها وأسلوبها الدرامي الرائع والولوج إلى عامل الأسطورة سوف ينقل السرد اليمني إلى عوامل خصبة ورائعة بكل معنى الكلمة.
نموذج لمعلومات عن اسطورة الغول في بعض المصادر من تراثنا العربي حيث علي الكاتب ان يعود الي اكبر قدر من المصادر لتكون المادة الادبية غنية :المستطرف في كل فن مستظرف ج: 1 ص: 273.
قال أحد الشعراء:
لما رأيت بني الزمان وما بهم خل وفي للشدائد أصطفي .
فعلمت أن المستحيل ثلاثة لغول والعنقاء والخل الوفي ..المستطرف في كل فن مستظرف ج: 2 ص: .177
الغيلان والتغول للعرب في الغيلان والتغول أخبار وأقاويل يزعمون أن الغول يتغول لهم في الخلوات في أنواع الصور فيخاطبونها وتخاطبهم وزعمت طائفة من الناس أن الغول حيوان مشؤوم وأنه خرج منفردا لم يستأنس وتوحش وطلب القفار وهو يشبه الانسان والبهيمة ويتراءى لبعض السفار في اوقات الخلوات وفي الليل وحكي أن سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله تعالى عنه رآه في سفره الى الشام فضربه بالسيف وقال الجاحظ الغول كل شئ يتعرض للسيارة ويتلون في ضروب من الصور والثياب وفيه خلاف وقالوا إنه ذكر .
المستطرف في كل فن مستظرف ج: 2 ص: 178.
وأنثى الا أن أكثر كلامهم أنه أنثى وأما القطرب في قولهم فهو نوع من الأشخاص المتشيطنة يعرف بهذا الاسم فيظهر في أكناف اليمن وصعيد مصر في أعاليه وربما أنه يلحق الانسان فينكحه فيدود دبره فيموت وربما نذا على الانسان وأمسكه فيقول أهل تلك النواحي التي ذكرناها أمنكوح هو أو مذعور فان كان قد نكحه أيسوا منه وإن كان قد ذعر سكن روعه وشجع قلبه واذا رآه الانسان وقع مغشيا عليه ومنهم من يظهر له فلا يكترث به لشهامته وثبات قلبه. المثل السائر ج: 2 ص: 14.
وعلى هذا ورد قول تأبط شرا : بأبي قد لقيت الغول تهوي بسهب كالصحيفة صحصحان فأضربها بلا دهش قخرت صريعا لليدين وللجران فإنه قصد أن يصور لقومه الحال التي تشجع فيها على ضرب الغول كأنه يبصرهم إياها مشاهدة للتعجب من جراءته على ذلك الهول ولو قال فضربتها عطفا على الأول لزالت هذه الفائدة المذكورة فإن قيل إن الفعل الماضي أيضا يتخيل منه السامع ما يتخيله من المستقبل قلت في الجواب إن التخيل يقع في الفعلين معا ولكنه في أحدهماوهو المستقبل أوكد وأشد تخيلا لأنه يستحضر صورة الفعل حتى كأن السامع ينظر إلى فاعلها في حال وجود الفعل منه ألا ترى أنه لما قال تأبط شرا فأضربها تخيل السامع أنه مباشر للفعل وأنه قائم بإزاء الغول وقد رفع سيفه ليضربها وهذا لا يوجد في الفعل الماضي لأنه لا يتخيل السامع منه إلا فعلا قد مضى من غير إحضار للصورة في حالة سماع الكلام الدال عليه وهذا لا خلاف فيه وهكذا..صبح الأعشى في صناعة الإنشا ج: 1 ص: 462
ومنها الفول كانوا يزعمون أن الغول تتراءى لأحدهم في الفلاة فيتبعها فتستهويه وربما ادعى أحدهم أنه قابلها وقاتلها .
قال تأبط شرا :
ألا من مخبر فتيان فهم بما لاقيت عند رحا بطان
بأني قد لقيت الغول تهوي بسهب كالصحيفة صحصحان .
فقلت لها كلانا نضو أرض أخو سفر فخلي لي مكاني.
فشدت شدة نحوي فأهوت لها كفي بمصقول يماني ..الأغاني ج: 10 ص: 138
اسمه عمرو لقبه وسببه وتأبط شرا لقب لقب به ذكر الرواة أنه كان رأى كبشا في الصحراء فاحتمله تحت إبطه فجعل يبول عليه طول طريقه فلما قرب من الحي ثقل عليه الكبش فلم يقله فرمى به فإذا هو الغول فقال له قومه ما تأبطت يا ثابت قال الغول قالوا لقد تأبطت شرا فسمي بذلك .الأغاني ج: 10 ص: 140
إنما سمي تأبط شرا لأنه فيما حكي لنا لقي الغول في ليلة ظلماء في موضع يقال له رحى بطان في بلاد هذيل فأخذت عليه الطريق فلم يزل بها حتى قتلها وبات عليها فلما أصبح حملها تحت إبطه وجاء بها إلى أصحابه فقالوا له لقد تأبطت شرا فقال في ذلك شعره في غول تأبطها تأبط شرا ثم راح أو اغتدى توائم غنما أو يشيف على ذحل يوائم يوافق ويشيف يقتدر وقال أيضا في ذلك ألا من مبلغ فتيان فهم بما لاقيت عند رحى بطان وأني قد لقيت الغول تهوي بسهب كالصحيفة صحصحان فقلت لها كلانا نضو أين أخو سفر فخلى لي مكاني فشدت شدة نحوي فاهوى لها كفي بمصقول يماني فأضربها بلا دهش فخرت صريعا لليدين وللجران فقالت عد فقلت لها رويدا مكانك إنني ثبت الجنان فلم أنفك متكئا عليها لأنظر مصبحا ماذا أتاني..الأغاني ج: 10 ص: 145
حدثنا محمد بن حبيب عن أبي عمرو قالا كان تأبط شرا يعدو على رجليه وكان فاتكا شديدا فبات ليلة ذات ظلمة وبرق ورعد في قاع يقال له رحى بطان فلقيته الغول فما زال يقاتلها ليلته إلى أن أصبح وهي تطلبه قال والغول سبع من سباع الجن وجعل يراوغها وهي تطلبه وتلتمس غرة منه فلا تقدر عليه إلى أن أصبح..المزهر في علوم اللغة وأنواعها ج: 2 ص: 136.
الخيدع من أسماء الغول وهو أيضا السراب والذي لا يوثق بمودته..المزهر في علوم اللغة وأنواعها ج: 2 ص: 138.
العولق الغول وأيضا الكلبة الحريصة ,,النهاية في غريب الأثر ج: 1 ص: 202
في حديث أبي أيوب رضي الله عنه أنه ذكر الغول فقال قل لها تيسي جعار تيسي كلمة تقال في معنى أبطال الشيء والتكذيب به وجعاضر بوزن قطام مأخوذ من الجعر وهو الحدضث معدول عن جاعؤرة وهو من أسماء الضبع فكأنه قال لها كذبت يا خارية والعامة تغير هذه اللفظة تقول طيزي بالطاء والزاية ,,النهاية في غريب الأثر ج: 3 ص: 396.
الغول احد الغيلان وهي جنس من الجن والشياطين كانت العرب تزعم ان الغول في الفلاة تتراءى للناس فتتغول تغولا اي تتلون تلونا في صور شتى وتغولهم اي تضلهم عن الطريق وتهلكهم فنفاه النبي صلى الله عليه وسلم وابطله وقيل قوله لا غول ليس نفيا لعين الغول ووجوده وانما فيه ابطال زعم العرب في تلونه بالصور المختلفة واغتياله فيكون المعنى بقوله لا غول انها لا تستطيع ان تضل احدا ويشهد له الحديث الاخر لا غول ولكن السعالى السعالى سحرة الجن اي ولكن في الجن سحرة لهم تلبيس وتخييل ه ومنه الحديث اذا تغولت الغيلان فبادروا بالاذن اي ادفعوا شرها بذكر الله تعالى وهذا يدل على انه لم يرد بنفيها عدمها س ومنه حديث ابى اايوب كان لي تمر في سهوة فكانت الغول تجىء فتاخذه ..النهاية في غريب الأثر ج: 3 ص: 397.
ه وفي حديث عمارة انه اوجز الصلاة فقال كنت اغاول حاجة لى المغاولة المبادرة في السير واصله من الغول بالفتح وهو البعد ومنه حديث الافك بعد ما نزلوا مغاولين اي مبعدين في السير هكذا جاء في رواية س ومنه حديث قيس بن عاصم كنت اغاولهم في الجاهلية اي ابادرهم بالغارة والشر من غاله اذا اهلكه ويروى بالراء وقد تقدم س ه وفي حديث عهدة المماليك لا داء ولا غائلة الغائلة فيه ان يكون مسروقا فاذا ظهر واستحقه مالكه غال مال مشتريه الذي اداه في ثمنه اي اتلفه واهلكه ويقال غالة يغوله واغتاله يغتاله اي ذهب به واهلكه والغائلة صفة لخصلة مهلكها ه ومنه حديث طهفة بارض غائلة النطاء اي تغول سالكيها ببعدها ومنه حديث اب ذى يزن ويبغون له الغوائل اي المهالك جمع غائلة وفي حديث ام سليم راها رسول الله صلى الله عليه وسلم وبيدها مغول فقال ما هذا قالت مغول ابعج به بطون الكفار المغول بالكسر شبه سيف قصير يشتمل به الرجل تحت ثيابه فيغطيه وقيل هو حديدة دقيقة لها حد ماض وقفا وقيل هو سوط في جوفه سيف دقيق يشده الفاتك على وسطه ليغتال به الناس .
ومنه حديث خوات انتزعت مغولا فوجات به كبده وحديث الفيل حين اتى به مكة ضربوه بالمغول على راسه,,مجمع الأمثال ج: 1 ص: 169..
جاء بأم الربيق على أريق قال أبو عبيد أم الربيق الداهية وأصله من الحيات قلت هذا التركيب يدل على شيء يحيط بالشيء ويدور به كالربقة وربقت فلانا في هذا الأمر أي أوقعته فيه حتى ارتبق وارتبك فكأن أم الربيق داهية تحيط وتدور بالناس حتى يرتبقوا ويرتبكوا فيها وأما أريق فأصله وريق تصغير أورق مرخما وهو الجمل الذي لونه لون الرماد وقال أبو زيد هو الذي يضرب لونه إلى الخضرة فأبدل من الواو المضمومة همزة كما قالوا وجوه وأجوه ووقتت وأقتت قال الأصمعي تزعم العرب أنه من قول رجل رأى الغول على جمل أورق .كتاب جمهرة الأمثال ج: 1 ص: 47.
أم الدهيم وأم اللهيم المنية وأم الربيق الداهية يقال جاء الربيق على أريق وزعم الأصمعي أنه من قول رجل زعم أنه رأى الغول على جمل اورق فقال جاء أم ربيق على أريق
ديوان الحماسة ج: 1 ص: 447.
2 تغولت أي تلونت ودارت في عيني وفرط مفعول له والمعنى ولما أخبرني المخبر بفقد بريد أخي دارت في عيني الأرض وتلونت كتلون الغول وضعفت قواي وذلك لشدة ما بي من الحزن ..ثمار القلوب في المضاف والمنسوب ج: 1 ص: 78
قول أمرى القيس :
أيقتلنى والمشرفى مضاجعى
ومسنونة زرق كأنياب أغوال ..
هم لم يروا الغول ولكن لما كان أمر الغول يهولهم أوعدوا به ..المستقصى في أمثال العرب ج: 2 ص: 41.
جاء بام الربيق على أريق يزعمون أن رجلا رأي غولا على جمل أورق فذا أصله وأم الربيق كنية الغول وأريق بمعنى وريق وهو تصغير أورق على الترخيم وقيل أم الربيق الأفعى شبهت بالربق وأربق الذئب أي جاء بالأفعى مع الذئب والمعنى جاء بالداهية ..نفح الطيب من غصن الأندلس الرطيب ج: 4 ص: 58
قال أبو عمر القسطلي وحال الموج بين بني سبيل يطير بهم الى الغول ابن ماء أغر له جناح من صباح يرفرف فوق جنح من سماء ..الخصائص الكبرى ج: 1 ص: 324.
أخرج البيهقي عن الحسن أن عمر بعث رجلا إلى سعد بن أبي وقاص فلما كان ببعض الطريق عرضت له الغول فأخبر سعدا فقال إنا كنا نؤمر إذا تغولت لنا الغول أن ننادي بالأذان..الخصائص الكبرى ج: 2 ص: 163.
وأخرج البيهقي عن بريدة قال كان لي طعام فتبينت فيه النقصان فكنت في الليل فإذا غول قد سقطت عليه فقبضت عليها فقلت لا أفارقك حتى أذهب بك إلى النبيفقالت إني أعود إمرأة كثيرة العيال لا أعود فحلفت لي فخليتها فجئت فأخبرت النبيفقال كذبت وهي كذوب فجاءت الثانية فأخذتها فقالت لي كما قالت في الأولى وحلفت أن لا تعود فأخبرت النبيفقال كذبت وهي كذوب فجاءت الثالثة فأخذتها فقالت ذرني حتى أعلمك شيئا إذا قلته لم يقرب متاعك أحد منا إذا آويت إلى فراشك فاقرأ على نفسك ومالك آية الكرسي فأخبرت النبيفقال صدقت وهي كذوب ..لسان العرب ج: 2 ص: 311.
قال القطامي تبيت الغول تهرج أن تراه وصنج الجن من طرب يهيم.
لسان العرب ج: 2 ص: 393
قالوا الغول همرجة من الجن و الهمرجة الخفة والسرعة ووقع القوم في همرجة أي اختلاط قال بينا كذلك إذ هاجت همرجة و الهمرج الاختلاط والفتنة ..لسان العرب ج: 3 ص: 263.
الصيدانة الغول ..لسان العرب ج: 4 ص: 229.
الخيتعور الغادر و الخيتعور الدنيا على المثل وقيل الذئب سمي بذلك لأنه لا عهد له ولا وفاء وقيل الغول ..لسان العرب ج: 4 ص: 612.
العيهرة الغول في بعض اللغات والذكر منها العيهران ..لسان العرب ج: 6 ص: 34
حديث أبي أيوب أنه ذكر الغول فقال قل لها تيسي جعار فكأنه قال لها كذبت يا خارية 1 قال والعامة تغير هذا اللفظ وتقول طيزي تبدل من التاء طاء ومن السين زايا لتقارب ما بين هذه الحروف من المخارج..لسان العرب ج: 8 ص: 77.
الخليع الغول ..لسان العرب ج: 8 ص: 370.
الهيرعة الغول كالعيهرة وريح هيرع سريعة الهبوب وقيل تسفي التراب وريح هيرعة قصفة تأتي بالتراب..لسان العرب ج: 10 ص: 264.
العولق الغول وقيل الكلبة الحريصة قال وكلبة عولق حريصة قال الطرماح عولق الحرص إذا أمشرت ساورت فيه سؤور المسامي وقولهم هذا حديث طويل العولق أي طويل الذنب ..لسان العرب ج: 11 ص: 336..