المؤتمرنت - لندن تدعو طهران لإنهاء أزمة البحارة سلميا اعتبر الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد السبت، القوات البريطانية "مستكبرة" لعدم اعتذارها عن دخول 15 بحارا منها ما قالت طهران إنه مياهها الإقليمية، وفق ما أفادت به وسائل الإعلام الإيرانية.
وفي تصريحات نقلها التلفزيون الإيراني ووكالة الأنباء الإيرانية الرسمية، قال نجاد إنّ "جنودا من قوات الاحتلال البريطاني دخلوا مياهنا الإقليمية وإن حرس حدودنا اعتقلوهم بكل شجاعة ووعي ورجولة غير أن المستكبرين ونظرا لروحهم الاستكبارية والأنانية وبدلا عن الاعتذار للشعب الإيراني فانهم يزعمون بانهم أصحاب الحق في هذه القضية."
وأضاف أنّ "القوى الاستكبارية اليوم وبدلا عن الاعتذار والشعور بالخجل ... تقوم باصدار البيانات وإطلاق التصريحات."
وأضاف الرئيس أحمدي نجاد في كلمه ألقاها في حشد في معسكر "دوكوهه" القريب من مدينه دزفول التابعة لمحافظة خوزستان أنّ "المستكبرين يضطهدون شعوب العالم منذ ثلاثمائة عام وأسروا الكثير من هذه الشعوب واستعبدوهم."
وقال "إنهم (المستكبرون) وبعد الحرب العالمية الثانية اعتبروا أنفسهم منتصرين وأسسوا منظمات دولية بغية الاستمرار في هيمنتهم على العالم... وهذه القوى الاستكبارية وللأسف تقوم اليوم بانتهاك القوانين الموضوعة من قبلها والمنظمات التي أسستها هي نفسها."
وقال إنّ "المستكبرين في العالم لا هم لهم اليوم سوى نهب ثروات الشعوب ومصادرها وتقوية اقتصاداتهم علي حساب هذه الشعوب."
وتأتي تصريحات نجاد ساعات بعد أن دعت وزيرة الخارجية البريطانية، مارغريت بيكيت، الحكومة الإيرانية إلى سرعة إنهاء أزمة البحارة البريطانيين "سلمياً."
وكشفت الوزيرة البريطانية أن وزارة الخارجية أرسلت السبت رداً دبلوماسياً رسمياً على المذكرة، التي تلقتها من طهران في وقت سابق الجمعة، مشيرة إلى أن لندن ما زالت تنتظر الرد من الجاب الإيراني.
وقالت بيكيت في تصريحات للصحفيين، على هامش اجتماع وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي، في مدينة "بريمن" بشمال ألمانيا: "لقد تسلمنا مذكرة دبلوماسية، ورددنا عليها"، إلا أنها لم تكشف عن تفاصيل بشأن مضمون المذكرة.
وكانت إيران أرسلت مذكرة دبلوماسية للسلطات البريطانية كشف عنها الجمعة، أدانت فيها ما وصفته بـ"العمل غير المشروع"، الذي قام به البحارة البريطانيين في مياه الخليج.
وأضافت بيكيت في تصريحاتها: "أعتقد أن الجميع يأسفون للموقف الذي نشأ، ونحن نرغب في إيجاد سبيل للخروج منه، ونريد أن يحدث ذلك سلمياً، وبالسرعة الممكنة"، إلا أنها أعربت عن خشيتها من تعطل الجهود الدبلوماسية، بسبب عطلة احتفالات النيروز التي تشهدها إيران حالياً.
وبدأت الحكومة الإيرانية عطلة تستمر أسبوعين، اعتباراً من 21 مارس/ آذار الجاري، وتنتهي الثلاثء المقبل، بمناسبة بدء السنة الفارسية الجديدة.
تزامنت تصريحات وزيرة الخارجية البريطانية، مع تحذير وزير الخارجية الإيرانية منوشهر متكي، مما اعتبره "خطورة تسييس الأزمة، وإحداث ضجة إعلامية"، قائلاً إنها ستؤدي إلى تعقيد الجهود الرامية لحلها.
جاء تحذير متقي خلال محادثة هاتفية في وقت سابق الجمعة، مع نظيره الأسترالي الكساندر داونر.
في الغضون، ألمح السفير الإيراني في موسكو، غلام رضا أنصاري، إلى أن البحارة البريطانيين الـ15، الذين تحتجزهم طهران، قد يتم تقديمهم للمحاكمة، بسبب دخولهم بشكل غير مشروع إلى المياه الإقليمية الإيرانية.(المزيد)
وعلى صعيد متصل، طالب الاتحاد الأوروبي الجمعة، إيران بإطلاق سراح البحارة البريطانيين فوراً ودون شروط، وهدد باتخاذ "تدابير مناسبة"، حال رفض حكومة طهران الالتزام بالمطالب.
وأيد بيان وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي، خلال اجتماعهم بألمانيا، موقف رئيس الوزراء البريطاني طوني بلير، الرافض للمزاعم الإيرانية بدخول القوة البريطانية إلى مياهها الإقليمية بصورة غير مشروعة.
وجاء في بيان المجموعة الأوروبية في هذا السياق: "كافة الأدلة تشير بوضوح إلى أن البحارة البريطانيين، كانوا ساعة احتجازهم، في مهمة تفتيش روتينية في المياه العراقية، وتحت مظلة الأمم المتحدة."cnn
|