عبدالله الصعفاني * -
رحلة الرئيس .. وعبث التشويه ..!!
بالحسبة السياسية .. السلطة في اليمن محظوظة.. فهي محاطة بمعارضة أبسط ما يقال عنها بأنها معارضة فاشلة .. إنها تمتلك مواصفات خلق اصطفاف وطني تستعين به السلطة على بعض المكاره .
حتى الفاسدون يكسبون مع المعارضة اليمنية .. ذلك أنه كلما تداعى العقلاء والمخلصون لمحاصرة الأخطاء ومراجعة ما يحتاج إلى مراجعة من السياسات سارع بعض المعارضين التي تبني خطابات انفعالية تسيء إلى الوطن وخيارات المواطنين والتوجهات الصادقة لرئيس الدولة .
متخصصون في الظهور على بعض الفضائيات ليكرروا ذات اللغو معتقدين أنهم يضعفون السلطة فإذا هم لا يلحقون سوى الضرر بأنفسهم وإثارة الغيوم حول كل مسعى للتطوير والتفعيل في الإدارة السياسية .
تابعوا معي فقط مواقف بعض المعارضين من زيارة الرئيس علي عبد الله صالح للولايات المتحدة الأمريكية .. وستقفون على نماذج للمواقف المغلقة المتشنجة ، التي لا تحترم عقل المشاهد والقارئ ولا تراعي ذمة في مصالح البلاد والعباد ..!!
وخطاب لا يحترم عقل المتابع يلفه – بكل تأكيد الصدأ وينتهي إلى التآكل بعد أن يكون قد أساء للوطن .
يتجشم الرجل عناء الترحال الخارجي كما هي عادته في خوض مشقة الترحال إلى كل مدينة وقرية يمنية ، يزور واشنطن في إطار رؤية وطنية متصلة الحلقات باحثاً عن مصالح اليمن .. لا يتردد هناك في طرح قضايا مواطنين يمنيين كانوا ضحايا قانون القوة الأمريكية .. يبذل جهوداً في صياغة أسئلة وأجوبة المصلحة الوطنية .. يعزز ثقة العالم الخارجي باليمن في ضوء معرفة بأهمية الحوار مع آخرين يدركون أهمية اللقاء بزعيم عربي يرى قضايا وطنه وأمته بوضوح .. فكيف تعامل البعض مع الزيارة ..؟
تنسيق واضح بين أقطاب اللغو والخبط العشواء لمحمومي الداخل والخارج .. وهات يا صراخ وزعيق يكشف عن فقر عقلي وشتاء معرفي وغربة كاملة عن الدور الحقيقي المطلوب ..
في فضائيات اشتهرت باستقطاب مباريات صراع الديكة .. استمعت إلى كلام وصراخ لا يساعد على إصلاح أي شيء لذ بقدر ما يكشف عن وباء سياسي يعصف بمنظومة القيم .. تصريحات متشنجة .. فوضوية وبعضها متوتر من أسماء تمارس – فقط – لعبة الأحقاد وحماقة الإفراط في عبادة الذات .
كلام لا يضر بالسلطة ولاتقوى به المعارضة وإنما يسيء لليمن ويضر بمصالحها .
تمنيت لو أن في اليمن معارضة حقيقية تخالف ما هو خاطئ بموضوعية .. بمنطق .. بعقل .. معارضة تنقد الأخطاء .. تكشف الفاسدين ولا تكتفي من الدور باستعراض علل وأوجاع أصحابها ، وتحترف مهمة زراعة بذور الشك والقلق في ذهن المغترب والمستثمر .
ثمة فرق بين رئيس دولة تشغله هموم البلاد وتطلعات العباد وبين واقفين على الشاطئ ينتقدون ويسيئون فقط .. ينكرون كل شيء ويسيئون إلى كل مسعى جاد في تهور صبياني وجوع مراهق لكل ما يهدم .. المهم غرق متواصل في مواقف وتفاصيل تجعل كل راصد عاقل يسأل لماذا ..؟ ثم يصارحهم بالقول رفقاً بالمعنى السياسي والوطني للمعارضة .
إما تتغيروا أو تنقرضوا .
*صحيفة الغد