الناطق الرسمي باسم المؤتمر الشعبي العام- اليمن
التاريخ: السبت, 23-نوفمبر-2024 الساعة: 11:45 م
ابحث ابحث عن:
قضايا وآراء
الأحد, 13-مايو-2007
المؤتمر نت - خالد الذهباني خالد محمد الذهباني* -
فيروس الموبايل القاتل !!
تدور الأيام وننتقل عبر عدة ثورات تكنولوجية وثقافية وسياسية ونفطية.. بل ننتقل من قرن إلى آخر ولا تزال عقليتنا العربية هي نفس العقلية الساذجة السابحة في مخيلات اللامعقول.
ظهر التلفزيون والفضائيات والكمبيوتر والانترنت والهاتف النقال بكل تطوراتها وتقنياتها التي جعلت المعلومة في متناول أيدينا وأقرب إلينا من حبل الوريد، ومع هذا وبشطارتنا وظفناها في ما يخدم ثقافتنا الساذجة السطحية.. الفضائيات تناقش مواضيع الجن والسحر والاحلام وتثير النعرات الطائفية، والانترنت توظف لإشباع الغرائز ومناقشة مواضيع أقل ما يقال عنها أنها «بعاسيس» ومضيعة للمال والوقت والجهد وإجهاد للعقل العربي.
آخر هذه الشطحات كما يعلم الجميع هي الفيروس القاتل الذي ينتقل عبر أجهزة الموبايل «بمجرد أن ترد على هذا الرقم يقتلك».
المصيبة أن هذه الاشاعة جاءت بعد عقد مؤتمر دولي رعاه رئيس الوزراء ووزير الاتصالات حول الاشعاعات الكهرومغناطيسية والتقليل من مخاطرها، 70% من الأوراق التي طرحت في المؤتمر كانت تثقيفية حول طبيعة الاشعاعات الصادرة من أجهزة الموبايل.. المهم أن ما خلص إليه المؤتمر هو أنه لا مخاطر من الاشعاعات الصادرة من أجهزة الموبايل وإلى الآن لم تثبت علمياً أية مخاطر للاستخدام العادي للموبايل.
من الواضح أننا نفهم بالمقلوب وأننا نبني ردود أفعالنا لنخالف ما يحصل في الواقع.. خرجت هذه الاشاعة من الخليج.. وامتدت لتصل إلى اليمن بنفس القوة.. وبسبب طبيعة اليمنيين الاجتماعية التي سهلت لهذه الاشاعة التسرب والتغلغل.. خصوصاً بين صفوف النساء.. ومن كثرة ترددها أصبحت في حكم المؤكدة.. المغيظ في هذا أن نسمع هذا الكلام من شباب مثقفين وعلى درجة عالية من الوعي والادراك.. ولماذا لا.. إنه فيروس يدخل للمخ ويقتل.. إن تصديق الشباب لهذه الخزعبلات هو بنفسه الفيروس القاتل، لم يكلف أحد نفسه السؤال عن فيروس الكمبيوتر، ما هو ومما يتكون؟ وكيف ينمو؟ وكيف ينتشر؟ وما هي مضاره؟ الانترنت والفضائيات موجودة في كل بيت، المكتبات تملأ الشوارع.. التصريح الذي صدر عن وزير الاتصالات ووزارة الصحة.. «كالعادة تم فهمه بالعكس».. «مادام الحكومة كذّبت هذا الكلام إذاً أكيد أنه حقيقي».. «نعم مابش دخان من غير نار..الوزارة خايفة على شركات الموبايل».. أخيراً تصريح المصدر المسئول في وزارة الاتصالات الذي تم تعميمه عن طريق شركات الموبايل الثلاث إلى جميع مشتركيها فقد زاد من درجة التساؤلات والقيل والقال بين صفوف الناس خصوصاً في المناطق الريفية.
فيروس الكمبيوتر أو الموبايل هو عبارة عن برنامج صغير تم إعداده بواسطة خبراء ومهرة في برامج الكمبيوتر، خبراء لكنهم يستخدمون مهاراتهم في بناء برامج صغيرة هدامة تقوم بالانتشار في أجهزة الكمبيوتر وتخرب ما بها من بيانات وربما تعطلها عن العمل إذا تمكن من مسح برامج النظام فيها.
البرنامج هو عبارة عن أوامر كمبيوترية تكتب باستخدام عدة لغات كمبيوتر.. الكمبيوتر لا يعمل إلا باستخدام هذه البرامج، الأجهزة الحديثة مثل هواتف الموبايل وأجهزة التحكم عن بعد واشارات المرور والمحركات والآلات ذاتية الحركة.. إلخ.. لا تعمل إلا ببرامج تتحكم في تشغيلها وفقاً لأوامر البرنامج.
أعتقد أن ما ساعد على الترويج لهذه الأفكار هو التسمية.. لقد سميت البرامج التخريبية باسم فيروس على غرار فيروسات المرض التي تصيب الإنسان.. لماذا هذه التسمية؟ سميت برامج الموبايل والكمبيوتر التخريبية بالفيروسات عن طريق الخطأ.. وذلك لأن هذه البرامج تنتشر عبر شبكات الكمبيوتر والانترنت وكأنها معدية، لا يسلم منها إلا الأجهزة المحصنة بمضادات لهذه البرامج، إذاً فقد سميت فيروسات.. فقط لأنها تنتشر بسهولة مثل فيروس الانفلونزا، ومع هذا فهي ليست كالفيروسات التي تصيب الإنسان، التي هي عبارة عن خلايا حية تتغذى وتتكاثر في جسم الإنسان المصاب بها، وبعضها لا يمكن مكافحته والبعض لا يمكن التغلب عليه إلا بالمضادات الحيوية التي تقوي المناعة، أما فيروسات الكمبيوتر لا توجد بها حياة أي ليست كائناً حياً ولا يمكن رؤيتها بالميكروسكوب أو المجهر فهي افتراضية لا يمكن رؤيتها أو لمسها كما يمكن علاج الكمبيوتر المصاب بها بسهولة.. بالرغم من حدوث خسائر كبيرة تتجشمها الشركات جراء فقدان بيانات ثمينة.
التسمية جاءت هكذا كمؤشر إنذار أو تحذير لمستخدمي الحاسب الآلي حتى يكونوا على حذر من مثل هذه البرامج التي تم اطلاقها من مخربين وحاقدين، وكان الأحرى تسميتها باسم له علاقة بأجهزة الكمبيوتر والموبايل والتخريب الذي تسببه لها وللبيانات المخزنة فيها.
الآن وبعد هذا التعريف البسيط لفيروسات الكمبيوتر والموبايل أعتقد أن الكل أصبح على ثقة في أن برنامجاً مكتوباً بأوامر من حروف لاتينية لا يمكن أن يؤثر في الإنسان أو يؤذيه.
*الثورة




أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر