المؤتمر نت : عارف أبو حاتم -
(المؤتمرنت) يتتبع سبب توقف أفضل مجلتين متخصصتين في اليمن
قبل أن ينتصف العام 2004م كانت مجلة "متابعات إعلامية" الصادرة عن وزارة الإعلام قد توقفت، وقبل أن ينتهي العام ذاته توقفت مطبوعة إعلامية أخرى،هي مجلة "الثقافة" الصادرة عن وزارة الثقافة.
الأولى كانت المطبوعة الإعلامية الوحيدة في اليمن المعنية بالشأن الإعلامي، فيما الأخرى ترك توقفها فراغاً كبيراً في المشهد الثقافي اليمني، واتسع الفراغ أكثر بعد الإعلان عن توقف شقيقتها الكبرى، صحيفة "الثقافية" الصادرة عن مؤسسة الجمهورية للصحافة بتعز، لتظل البلاد بعد ذلك تعاني من فقر شديد في الصحافة النوعية والمتخصصة.
قلة الميزانية حيناً، وغيابها أحياناً أخرى، مثََّل عائقاً صلداً أمام استمرارية صدور مثل هذه المطبوعات المتخصصة، لكن عائقاً كهذا لم يكن إلا وليداً شرعياً لعقلٍ متخلف، ووعيٍ ضحل، لا يتعاطى مع المعرفة، ولا يتجدد مع تجدد العصر، وتغير الحاجة.
هشام علي بن علي وكيل وزارة الثقافة ورئيس التحرير الحالي لمجلة الثقافة بدأ يتحدث بصوتٍ لا يخلو من حزن، وهو يقول: ( ليس من المعقول أن توقف الوزارة مجلة "الثقافة"، إننا نحاول أن نعمل بالممكن، حتى نحقق الانتظام والحضور الدائم للمجلة).
ويضيف في حديثه لـالمؤتمر نت: (إعادة ترتيب الموازنة من قبل وزارة المالية من شأنه أن يساعدنا، فالمخصص لشراء إطارات وقطع غيار سيارات، أكبر من المخصص للمجلات الثقافية).
فيما يقول الوكيل المساعد لوزارة الإعلام ورئيس تحرير مجلة "متابعات إعلامية" المتوقفة حسين باسليم : (لقد تم تغييب هذا الصوت الإعلامي الوحيد، ونأمل ألا يغيّب أكثر من ذلك) .
ويتابع باسليم حديثه لـالمؤتمر نت : (عدم اعتماد ميزانية للمجلة قد يكون نابعاً عن جهل المختصين في المالية بأهمية هذا الإصدار الإعلامي الوحيد، والدور الذي يؤديه في أوساط الباحثين والمهتمين) .
الرفع إلى الغياب!!
رئيسا التحرير في كلا المجلتين يؤكدان استمرار رفع ميزانية المجلتين في كل مشروع سنوي للوزارة، ويقدم لوزارة المالية، ويعود حبراً أصماً، على الورق كما ذهب.
يقول باسليم (نشكو من عدم تعاون المالية في اعتماد ميزانية مستقلة خاصة بالمجلة، يمكن من خلالها تسيير أعمال المجلة وطباعتها)، ويتابع شكواه: ( سبق وأن تم الرفع إلى المالية في جميع مشاريع الموازنات السنوية السابقة، ونحدد مبلغاً معقولاً للمجلة، وللأسف ترفض مطالبنا، في كل مرة).
لكن رئيس تحرير مجلة "الثقافة" لا يشكو من عدم وجود ميزانية مستقلة بل من ضآلة المخصص المالي المعتمد، (في وزارة الثقافة لا يوجد ميزانية كافية رغم أنها مستقلة ، حيث فوجئنا بتخفيض المعتمد المالي من أربعة ملايين ريال إلى مليوني ريال خاصة بمجلتي "الإكليل، والثقافة" وفي العام الحالي خصص مليون ريال فقط)، وهذا المبلغ لا يكفي لإصدار عددين من كل مجلة – حسب قوله - .
الخصوصية المفقودة!!
ويلقي هشام علي باللوم على العاملين في وزارة المالية فهم حسب رأيه ( يعانون من غياب الخصوصية، يعني لديهم موازنة نمطية، فوزارة الثقافة تعامل مثل وزارت الكهرباء، والأشغال العامة، وغيرها من الوزارات ) .
مجلة "الثقافة" التي صدرت عن وزارة الثقافة كاسم جديد لمجلتي "الثقافة الجديدة واليمن الجديد"، بعد دمجهما في العام 1992م، من أجل موائمة المولود الجديد لضآلة الميزانية، لكنه وجد نفسه مجروراً بذات العلة .
تحولت مجلة "الإكليل" الرائدة من فصلية إلى نصف سنوية، وربما سنوية بسبب شحة إمكانياتها .
حادي الأمل
غير أن باسليم لا يزال متشبثاً بأمله (في أن يكون هناك استيعاب خلال المرحلة المقبلة، وفقاً لبرنامج الرئيس الانتخابي، الذي يؤكد على تطوير الإعلام اليمني، وتوفير الإمكانيات اللازمة له ) .
"متابعات إعلامية" المجلة التخصصية الفريدة في اليمن، بدأت كنشرة إعلامية محدودة التوزيع في العام 1991م، لتتحول إلى مجلة نوعية شهرية في 1993م، وتراجع إصدارها إلى فصلية، وتوقفت عن الصدور كلياً في مايو 2004م، ويبدوا أنها لن ترى نوراً إلا في العام 2008م، إذا ما قررت وزارة المالية تخصيص ميزانية مستقلة لها .
ويرجع هشام علي سبب (توقف مجلة "الثقافة" إلى عدم انتظام هيئة تحريرها، التي تتغير كل فترة فالوزير السابق خالد الرويشان غير مدير تحرير المجلة مرتين أو ثلاث، وأظن أن هيئتي تحرير المجلة الأخيرتين كانتا جميعها من خارج الوزارة، وعندهم مشاغلهم، ولهذا لم يتمكنوا من الانتظام) .
مضيفاً (ومسألة الحقوق لا أدري إن كانت تصرف أم لا، وحسب علمي كانت تصرف من صندوق التراث، لكن لا استطيع الجزم) .
معرباً عن أمله في (إصلاح أمر الموازنة، والآن نبحث عن دعم حتى ننتظم بإصدار أربعة أو خمسة أعداد هذا العام) .