السفير / د. علي عبدالقوي الغفاري - العيد الوطني الـ(17) والحصاد السياسي بمناسبة احتفالات بلادنا بالعيد الوطني السابع عشر لإعادة وحدة الوطن يوم 22 مايو 1990م بقيادة صانع الحدث العظيم فخامة الرئيس علي عبدالله صالح فإن من حق اليمنيين والعرب في كل مكان التباهي بما حققته الوحدة من منجزات على كافة الأصعدة وفي مختلف المجالات. فالاحتفالات تأتي تجسيداً وتتويجاً للمنجزات التي تمت في المجالات المختلفة خلال الأعوام الماضية من عمر الوحدة المجيد ومن خلال هذا التقليد السنوي الرائع المتبع بأن تقام فيه الاحتفالات في مختلف محافظات ، وفيه يتم توزيع مشاريع البنية التحتية والعمرانية وتنفيذ عدد من المشاريع في جميع المحافظات والمديريات؛ مما يدل على الحس الوطني النابع من حق كل محافظة وأبنائها الاستفادة والتمتع بخيرات الوحدة وأن لا تكون هذه المشاريع محصورة على محافظة بذاتها- وإن كانت عاصمة البلاد في حاجة إلى مزيد من الرعاية والاهتمام في جوانب عديدة.
وإذا كانت هذه المنجزات التنموية قد عمت كل اليمن فإن السياسة الخارجية المسخرة لخدمة عملية التنمية، قد بلغت شأنها من خلال علاقات اليمن الثنائية مع مختلف الدول والمنظمات في الإبحار بالمكتسبات التنموية والديمقراطية والإصلاحات التي لا تتوقف إلى العالم الخارجي، وبالتالي فما تقوم به وزارة الخارجية وبعثاتها الدبلوماسية من خلال السياسة المرسومة فإنما يأتي ذلك وفقاً للحراك السياسي الداخلي باعتبار أن السياسة الخارجية هي امتداد للسياسة الداخلية.
ولأن صانع السياسية الخارجية ورائدها هو فخامة الرئيس علي عبدالله صالح فإن وزارة الخارجية هي الأداة لتنفيذ الإرادة السياسة وهي التي تعمل ضمن الثوابت الوطنية والقومية المستمدة من أهداف الثورة المباركة وخاصة الهدفان الخامس والسادس- المعبران عن النشاط الدبلوماسي وكذلك ما نص عليه دستور البلاد في المواد الأولى حتى السادسة الموضحة في الأسس السياسية، وبما أن سياسة بلادنا الخارجية تقوم وفي المعطيات والمصلحة العليا، فإن النجاحات التي حققتها السياسة الخارجية على المستويات الخليجية والعربية والإقليمية والدولية، ما هي الا امتداد و انعكاس للسياسة الداخلية المشمولة بممارسة الانتخابات الرئاسية والمحلية وعمليات التنمية والبناء في أنحاء الوطن التي شملت المباني الحكومية في مجالات التعليم والمواصلات والطرقات والاتصالات والصحة والجامعات، فضلاً عن الإصلاحات الاقتصادية ومكافحة الفساد من خلال الحرص على المال العام وتسخير ثروة البلاد للبنية التحتية ووضع الرجل المناسب في المكان المناسب، وإن تعزيز الديمقراطية وإشاعة احترام حقوق الإنسان وانتشار منظمات المجتمع المدني واستضافة العاصمة صنعاء للعديد من المؤتمرات الإقليمية سواء ذات الصلة بالتطورات والتحولات الدولية أو ذات العلاقة بتفعيل العمل العربي المشترك، ما هي إلا امتداد للتواصل اليمني والجهود التي تقوم بها بلادنا- كما إن مؤتمر لندن للمانحين الذي عقد في نوفمبر 2006م بمشاركة الرئيس علي عبدالله صالح وما سبقه من مؤتمرات في صنعاء والرياض بين بلادنا ووزراء خارجية دول مجلس التعاون الخليجي وصولاً إلى انعقاد مؤتمر استكشاف الفرص الاستثمارية الذي عقد بالعاصمة صنعاء يومي- 21-22/ أبريل /2007م الذي تحقق من خلاله الكثير من الأهداف التي عقد المؤتمر لأجلها سواء في المجال الاستثماري- أو لسد الفجوة التمويلية واستكمال البني التحتية لعدد من المؤسسات والوزارات.
وإن من ضمن المنجزات في هذا الجانب إنجاز مبنى وزارة الخارجية الجديد الواقع بمنطقة عصر بأمانة العاصمة والذي ساهمت حكومة الصين الشعبية الصديقة ببنائه، ويعتبر هذا المبنى منجزاً ومكسباً تفاخر به وزارة الخارجية وكادرها مما يتطلب من الجميع المزيد من الجهد وتحسين الأداء كما قامت قيادة الوزارة بامتلاك عدد من المباني في الخارج سواء مباني للبعثات أو سكن للسفراء إضافة إلى وضع قواعد وضوابط الاختيار للملتحقين الجدد ورفد السلك الدبلوماسي بالكوادر المؤهلة مع تشجيع العنصر النسائي الذي أصبح متواجداً في جميع إدارات الوزارة، وتشجيع المرأة للوصول إلى قمة الهرم الدبلوماسي في رئاسة البعثات اليمنية، وهذه المنجزات على مستوى الداخل والخارج تمت في السنوات الأخيرة هي مقرونة بالتحرك الدبلوماسي والسياسي التي يقوم بها معالي وزير الخارجية د. أبو بكر القربي وقيادة الوزارة بتوجيهات ورعاية فخامة الأخ الرئيس، تجسد ذلك في الحضور والدور الريادي الذي لعبته اليمن في المحيط الإقليمي والدولي، وانعكس ذلك من خلال الجهود والمبادرات والأفكار التي قدمتها اليمن من أجل تطوير آليات العمل العربي المشترك وفي مقدمتها:
- مبادرة انتظام عقد القمة العربية التي أنجزت عام 2000م
- رؤية اليمن لمستقبل عربي أفضل، حيث قدمت اليمن نص مشروع دستور اتحاد الدولة العربية التي عقدت بتونس 2004م.
- مبادرة إعادة الاستقرار إلى العراق والدعوة إلى انسحاب قوات الاحتلال.
- مبادرة حل الصراع العربي الإسرائيلي في ضوء مبادرة السلام العربية الصادرة عن قمة بيروت 2002م
- الدعوة لإقامة إتحاد الدول الإسلامية، تم تقديم المبادرة إلى قمة مكة المكرمة الاستثنائية2005م.
- تأكيد فخامة الرئيس على الرئيس الأمريكي جورج بوش خلال زيارته الأخيرة إلى واشنطن الضغط على إسرائيل للانسحاب من الأراضي العربية المحتلة وفقا لمبادرة السلام العربية بما يتفق والوعود التي قطعها الرئيس بوش على نفسه بقيام الدولة الفلسطينية، إضافة إلى أن الدبلوماسية اليمنية عملت وتعمل جاهدة على تنقية الأجواء، وحل الخلافات، وتقريب وجهات النظر بين الأشقاء، تجسد ذلك من خلال المواقف القوية والشجاعة لفخامة الأخ رئيس الجمهورية المجسدة لنبض الشارع العربي والمدركة لحجم الأخطار التي تواجه الأمة، منها دعوة العرب للتضامن مع الشعب الفلسطيني ومقاومته الباسلة سواء عند الانتفاضة الأولى أو الثانية التي بدأت يوم 28/9/2000م ودعوة الأخ الرئيس إلى عقد قمة عربية طارئة للتضامن مع الشعب اللبناني أثناء العدوان الإسرائيلي في يوليو 2006م.
وها هي العاصمة صنعاء تأخذ مكانها، فقد احتضنت وتحتضن المؤتمرات واللقاءات والفعاليات السياسية والديمقراطية؛ حيث تم اختيارها في 2004م عاصمة الثقافة العربية، وعقد فيها مؤتمر الديمقراطية وحقوق الإنسان، ودور محكمة الجنايات الدولية، ومؤتمر رابطة مجلس الشيوخ والشورى والمجالس المماثلة في الوطن العربي وأفريقيا الذي تم تأسيسه خلال المؤتمر الأول للرابطة في صنعاء في الفترة 25/27/ أبريل 2004م بحضور وفود مثلت 18 بلداً. وأصبحت العاصمة صنعاء مقرّاً للرابطة، التي عقدت مؤتمرها الثالث بنجاح في بداية ما يو 2007م فضلاً عن ذلك فإن الأمم المتحدة اختارت اليمن لتكون منطقة إقليمية لدارسة تجربة السلطة المحلية واختيار مدينة عدن العاصمة الاقتصادية لليمن كواحدة من أهم المدن الساحلية القادرة على جذب الاستثمار العالمي، وسبق لبلادنا أن استضافت مؤتمرات إقليمية فقد تم عقد الدورة الخامسة عشرة لمؤتمر منظمة المؤتمر الإسلامية في صنعاء في ديسمبر 1984م كما عقدت الدورة رقم( 32) لمؤتمر وزراء خارجية منظمة المؤتمر الإسلامي في الفترة من 28/30/ يونيو /2007م
- وعلى المستوى الإقليمي تم يوم 15 أكتوبر 2002م تأسيس تجمع صنعاء للتعاون والمكون من الصومال وإثيوبيا والسودان إضافة إلى بلادنا وفي القمة الخامسة للتجمع التي عقدت في أديس أبابا يوم 26/2/2007م وافق قادة التجمع الأربعة على اختيار العاصمة صنعاء مقراً لسكرتارية التجمع.
- ودفعاً بالعمل العربي المشترك إلى الأمام ومن أجل المزيد من الإصلاحات – فقد وافقت الجامعة العربية في قرارها رقم 1697م على إنشاء المجلس العربي للثروة السمكية وأن يكون مقره صنعاء، حيث تمت الموافقة أثناء اجتماع لجنة التنسيق العلياء للعمل العربي المشترك في ختام اجتماع دورتها 38 بالجامعة العربية في 6 مايو 2007م على المقترح الذي قدمه معالي الأخ وزير الثروة السمكية المهندس محمود إبراهيم صغيري بإنشاء المجلس العربي للثروة السمكية في الوطن العربي، وذلك وفقاً لما اقره المجلس الوزاري العربي في اجتماعه الذي عقد بالعاصمة صنعاء في نوفمبر 2006م.
- إن النجاحات التي حققتها اليمن على المستوى الخارجي ما هي إلا انعكاس و امتداد للنجاحات التي حققتها على المستوى الداخلي، وخاصة في المجال الديمقراطي، والتعددية السياسية والانتخابات البرلمانية، والمحلية والرئاسية وكذا مشاركة منظمات المجتمع المدني في صنع القرار السياسي من خلال الفعاليات و الأنشطة السياسية المختلفة.
-
وفي إطار الإصلاحات الاقتصادية والمالية فقد هدفت بلادنا من خلالها الحصول على دعم مالي ومساعدات وقروض في سبيل تنمية البلاد، وعقدت في السنوات الماضية أربعة مؤتمرات دولية الهدف منها دعم ميزانية اليمن لمواجهة العثرات الاقتصادية وقد بدأت هذه المؤتمرات بعد ترسيخ الوحدة في صيف 1994م وعقدت المؤتمرات في "لاهاي" و"بروكسل" و"باريس" وكان آخر هذه المؤتمرات هو مؤتمر لندن للمانحين الذي عقد يومي 15/16 / نوفمبر /2006م الذي حقق نجاحاً كبيراً لأجل سد الفجوة التمويلية للميزانية 2007-2010م.
وهكذا وبرغم المنجزات التي تحققت على مستوى الداخل والخارج، فالأمل يحدو جماهير الشعب المزيد من المكتسبات بما يخدم السواد الأعظم بحيث يتم رفع مستوى الشعب اقتصاديّاً واجتماعياً وسياسيا وثقافيّاً بما يتفق مع الهدف الثالث للثورة، هذا الهدف الذي يعد القاسم المشترك بين فئات أبناء الشعب
|