المؤتمرنت- فريد باعباد -
كيف أصبحت خيارات العمل بعد الوحدة ...؟
كنا في حضرموت قبل الوحدة اليمنية المباركة وبالتحديد في مدينة سيئون نعيش حياة محدودة الجغرافيا مساحة. ولم يكن هناك مجال لإنسان تلك الأرض وما حولها من قرى ومدن ثانوية في الانتشار والتوسع. في البحث عن وسيلة أفضل للعمل وفرص أكثر للعمل وبناء المستقبل.
والحقيقة أن الخيارات لم تكن متعددة. أمام المواطن اليمني في وادي حضرموت لتحسين وضعه المعيشي. والسعي إلى بناء مستقبله ومستقبل أسرته.
ولن أتطرق أنا هنا إلى أوجه الحياة التي كنا نعيشها. من الناحية التعليمية والصحية والمواصلات وغير ذلك.
ولكنني فقط أود أن أتطرق إلى الخيارات التي وجدت بيد المواطن. الذي يعيش في وادي حضرموت( كعينه) من ذلك الجزء من اليمن .
إن الإنسان المحظوظ. والذي ساعدته الظروف ( الشحيحة أصلا ) في تلك الأيام. والذي استطاع أن يكمل تعليمه الثانوي وليس الجامعي.يكاد يكون هو الوحيد الذي وجد فرصة نادرة للعمل وفق اطر مؤسساتية . واوجد لنفسه فرصة عمل تكاد تكون أعدادها قليلة جدا. بالمقارنة مع عد سكان ذلك الوادي.
والحقيقة أن تعدد الفرص أمام إنسان تلك المنطقة لم تكن متوفرة. ولم تكن الظروف السياسية سخية له. في اختيار مهنته ومصدر رزقه مثلما هي الآن.
لقد كان أمامنا خيار الهجرة الداخلية محدودا جدا. إذ ليس باستطاعتنا أن نجد فرص عمل في المكلا وهي اكبر مدينه في حضرموت. حيث أنها تعاني مثلما نعاني نحن في وادي حضرموت في كل النواحي. ومعاناتها ربما اكبر لأنها تتجاور مع مدن الساحل الحضرمي الأخرى كالشحر وغيل باوزير وقصيعر.
وفي الأصل فالمكلا ليس فيها أي نشاط تجاري يستحق الذكر. وليس فيها سوى شارع واحد مسفلت يعبر فيه الإنسان والحيوان والسيارات رغم قلتها .
وتلك الصورة لن ينكر وجودها احد من سكان المكلا في السابق والذين لازالوا فيها. فهي في الفترة الماضية القريبة والتي لن تتجاوز عمرا لوحده .
ولذلك فالوجهه لكل شباب حضرموت ساحلها وواديها هي عدن . وهنا سؤال يطرح نفسه كم ستحتضن وستستقبل وستخلق عدن فرص عمل لكل تلك الأيادي العاملة. والقادمة من حضرموت والمحافظات الأخرى المجاورة لعدن.هذا إذا ماتذكرنا أن عدن قد كانت تعاني من الشلل الذي أصابها جراء حروب الرفاق المتعددة والمتواصلة أبان الحكم الشمولي!؟ فعدن في ذلك الزمن تئن بمن فيها فكيف نريدها أن تعطي من يأت إليها . ففاقد الشي لايعطيه.
لذلك فقد بحث الكثير من سكان تلك المناطق عن الهجرة والاغتراب.
لذا فان النسبة العظمى من المواطنين قد توجهوا إلى الاغتراب فعلا. وأصبحت غالبية المنازل في وادي حضرموت مثلا لايسكنها إلا النساء والأطفال .
لذا فليس من المستغرب أن نجد الإحصائيات السكانية تقول في ذلك الزمان إن أهل حضرموت في الخارج وخصوصا في الدول المجاورة الشقيقة أكثر منهم عددا في الداخل. وكأن تلك البقعة من اليمن تنتج وتصدر من القوى البشرية ليستفيد منها الأشقاء في الدول المجاورة. وهذه هي إحدى النتائج السلبية للاغتراب والهجرة الاضطرارية في تلك السنين العجاف .
وجد المهاجرون من اليمن عموما و من حضرموت خصوصا. الفرص الكثيرة للعيش لدى الأشقاء. ووجدوا أيضا خيارات متعددة. وفي مناطق متعددة. في طول وعرض بلاد الاغتراب. وخصوصا إذا ماكانت تلك البلاد كبيرة المساحة .وكثيرة المدن.وبالتالي فهي كثيرة الفرص ايضآ للباحث عن العمل.
وماذا بعد الوحدة وهو السؤال الأهم في هذه المقالة ؟
بعد الوحدة المباركة. قامت ثوره اجتماعيه واقتصاديه وتجاريه وتنموية بشكل عام. أحدثت هذه الثورة حراك لاسابق له في ا لأرض اليمنية كافة.
لقد أصبح هناك حراك لكل شي تقريبا في الأرض اليمنية. تشييد الطرق. بناء المدارس. والكليات والجامعات. ألثوره العمرانية في طول وعرض البلاد ولدرجة أن أسعار الأراضي في كل قرية ومدينه. ارتفعت إلى أرقام فلكيه لم يصدق أرقامها أشقائنا في دول الخليج.
هذا الحراك اوجد الكثير والكثير من فرص العمل في كل مكان. دخول كثير من مشاريع الدولة حيز التنفيذ اوجد كثير من فرص العمل. افتتاح الكثير من مشاريع الدولة اوجد أيضا الكثير من فرص العمل. دخول الشركات السوق اليمني اوجد الكثير من فرص العمل. الشركات النفطية ومشاريعها اوجد الكثير من فرص العمل ايضآ. منشئات الدولة وفروعها اوجد أيضا فرص عمل. والتجارة وحرية رأس المال فتح آفاق واسعة للمواطن اليمني في أكثر من مكان.
لذلك فانك تجد مواطنا من سيئون مستقرا في أب. ومشرفا على عمله الخاص فيها بكل حرية وشموخ فهو في أرضه وبلاده. وتجد مواطنا من مأرب فاتحا مطعما في المكلا. وتاجرا من تعز فاتحا فرعا لتجارته في عدن والمكلا. وتجد الكثير من اليمنيين من مختلف مناطقهم يعملون في المهره. وكثيرا ممن ولدوا وعاشوا في سيئون استقروا في صنعاء . وآخرين شدوا الرحال إلى سقطرى. والتي كانت مغلقه على العالم وأصبحت مفتوحة للجميع.
هذا التمازج الاجتماعي والحراك البشري اوجد أرقاما كثيرة من فرص العمل للمواطن اليمني في أرضه . دون أية حواجز وعراقيل فالأرض اليمنية لجميع
وهذا الحراك التنموي البشري والعمراني. لم يخلق فرص عمل فقط بل اوجد فرص عمل واستقرار نفسي أيضا وكذلك يجب أن أشير إلى انه حراك شمل كافة فئات المجتمع من أصحاب المهن اليدوية وكذلك من يحملون الشهادات العلمية أيضا.
ولو عدت للمقدمة فإنني سأقف بتمعن للحال الذي أصبح عليه وادي حضرموت من تهيئة فرص عمل عديدة ليس لمواطنيه فقط بل شمل الخير مواطنين من مناطق أخرى من اليمن. بعد أن كنا نبحث في المكلا وعدن فقط. نجد أمامنا الآن العشرات من المدن. هذه فقط مقارنه بين الماضي والحاضر .
سيلاحظ الإنسان اليمني أمامه خيارات متعددة في طول و عرض الأرض اليمنية ولوا حصينا عدد المدن في السابق لوجدناها فقط في المكلا وعدن
أما اليوم فأمامنا العشرات من المدن اليمنية كبيرة وصغيره آفاق مفتوحة وواسعة للعمل والإنتاج للأكفاء كل ذلك بفضل الوحدة المباركة .
[email protected]