المؤتمرنت -
الدغشي: الإصلاح يعاني من المفاسد و مؤتمره كان صدمة للجميع
وجه الأكاديمي والمفكر الإسلامي الدكتور أحمد الدغشي انتقادات حادة لحزب التجمع اليمني للإصلاح واللقاء المشترك الذي ينضوي في إطاره .
وأوضح أستاذ أستاذ أصول التربية بجامعة صنعاء أن حزب الإصلاح الذي يعد جزء من حركة الإخوان المسلمين وفرعها في اليمن يعاني من اختلالات داخلية ومفاسد تربوية .
وقال : أيدلوجية الإخوان المنغلقة أكثر من غيرها تعمل داخل هذا التجمع من حيث المسلكيات القديمة، معتبرا ذلك مخالفة فعلاً لبعض أدبياته وشعاراته، فالفاعلون الحقيقيون داخل التجمع هم الإخوان وغير الإخوان، هم مجرد (كمبارس) يُستدعون في المواسم الساخنة كالانتخابات للإفادة منهم في وقت الشدة.
مضيفا: أما في الأوقات العادية فالذين ينشطون ويتفاعلون هم جماعة الإخوان وحدهم، ولذلك أعتقد أن هذه ليست محمدة في التنظيم، وإنما هي للأسف نوع من الخلل الداخلي الذي يجعل من تنظيم عظيم كالإصلاح يعاني من مفاسد تربوية.
وأكد الدكتور الدغشي "أنه بالقدر الذي أنفتح فيه التجمع اليمني للإصلاح على الآخر البعيد وهو الاشتراكي والقومي والمذهبي أيضاً الذي يمثل خصماً تقليدياً له في الوقت الذي ضاق بالآخر القريب، وهو التيار السلفي"
ووصف الدغشي نتائج المؤتمر العام الأخير للتجمع اليمني للإصلاح بأنها كانت صدمة لكثيرين وغير جادة ، وقال :لقد كان متوقعاً أن يتقدم الإصلاح خطوة على الأقل إن لم يتقدم خطوات، لا أن يتراجع ألف خطوة.
واضاف " نتائج المؤتمر الرابع للإصلاح على مستوى القيادات كانت مخيبة؛ لأن بعض الناس كانوا يتوقعون أن يحدث تدويل سلمي بالفعل، ولكنه على حد قول بعض الأخوات الصحفيات تدوير سلمي لا تدويل، فقد تحركت بعض القيادات من موقع إلى موقع، ولم تغب إلاّ بعض القيادات التي ربما هي نفسها زهقت وتعبت من العمل، أما لو كانت لديها رغبة ما كان سيخرج لها الأمر بطريقة أو بأخرى كما خرج الآخرون؛ فأنا لم أكن متفائلاً، ولم أسعد بنتائج المؤتمر العام الرابع نظراً لأنها كانت غير جادة، ولم تحدث التغيير المأمول، وهنا لن أتحدث عن قيادة بحجم الشيخ الأحمر فله وضعه الخاص، ولكن ما عداه فإن الأمور لم تكن بالشكل المأمول كما قلت."
واعتبر الدغشي بان يكون ما يسمى باللقاء المشترك قائم على اساس المصالح التي تجمع بعد أن كانت هي التي تفرق، والعكس صحيح،متهماً في لقاء مع صحيفة "الإسلام اليوم" بقية أحزاب المشترك "بأنها هي التي أسهمت بحصول الإصلاح على تلك النسبة المتراجعة جداً -بالانتخابات المحلية والرئاسية التي شهدتها اليمن في سبتمبر الماضي- ، في حين تقدمت بعض أطراف المشترك في بعض المناطق، ولم تكن لتتقدم لولا تحالفها مع الإصلاح"
وأضاف " ومن خلال تلمسي الشخصي غير المقصود في الأساس لآراء بعض الناس من الأقارب والأصدقاء وجدت أنهم فعلاً لم يتفاعلوا بالشكل المطلوب بسب عقدة المشترك.
وانتقد الدغشي دعوة الدكتور النفيسي –القيادي البارز لتنظيم الإخوان المسلمين في قطر-إلى إلغاء حركة الإخوان المسلمين .
وقال صحيح بان حركة الإخوان" تعاني من أزمة تعصب وتشرذم وانغلاق هذا كلام أكيد، لكن الحل ليس بأي حال من الأحوال أن ندعو إلى إلغاء التنظيم الأكبر و الأوسع، والذي من رَحِمه خرجت كل التنظيمات الإسلامية حتى المحالفة لها كالتنظيمات السلفية ونحوها، كلها في الأصل خرجت من رحم تنظيم الإخوان " غير أن "الحل هو بترشيدها وتصحيحها ونقدها، وإن اشتد النقد كما يفعل الكثيرون من مخالفيها، لكن أن يدعو إلى إلغائها بهذا يعدّ كالطبيب الذي تعب في عملية جراحية فيقضي على المريض بقتله؛ لأنه قد تعب من معالجته جراحياً دون جدوى" على حد تعبيره.