الناطق الرسمي باسم المؤتمر الشعبي العام- اليمن
التاريخ: الجمعة, 22-نوفمبر-2024 الساعة: 06:28 م
ابحث ابحث عن:
أخبار
الثلاثاء, 29-مايو-2007
المؤتمر نت - توشك نار الفتنة الحوثية أن تخبو قريبا جدا في جبال صعدة. بهذا الاستنتاج خرجنا من لقاء حميم جمعنا مع الرئيس اليمني علي عبد الله صالح، قبل ظهر السبت الماضي. ولا يترك الرئيس صالح لك مجالا إلا لتصدق كل ما يصدر عنه ويقوله لك بأريحية غير مسبوقة، وأن تصون أمانات المجالس، فتمتنع، وهو الذي يخصك بكل هذه الثقة، عن نشر أكثر ما تسمعه منه . المؤتمرنت - شاكر الجوهري -
الرئيس : الإرهابيون محاصرون في مساحة 2 كيلو متر مربع فقط
توشك نار الفتنة الحوثية أن تخبو قريبا جدا في جبال صعدة. بهذا الاستنتاج خرجنا من لقاء حميم جمعنا مع الرئيس اليمني علي عبد الله صالح، قبل ظهر السبت الماضي.
ولا يترك الرئيس صالح لك مجالا إلا لتصدق كل ما يصدر عنه ويقوله لك بأريحية غير مسبوقة، وأن تصون أمانات المجالس، فتمتنع، وهو الذي يخصك بكل هذه الثقة، عن نشر أكثر ما تسمعه منه، مقنعا نفسك بضرورة الإكتفاء بنشر القليل، وترك الكثير..!

لم يكن هدف الرئيس اجراء لقاء أو حوار صحفي. بل إن الحراسات الأمنية طلبت بلطف عدم ادخال أجهزة التسجيل والتصوير إلى اللقاء الذي تم في كوخ خشبي صغير مسقوف بالقرميد، مبني على الطريقة التركية، في أحد جوانب حديقة قصر الرئاسة، حيث وجدنا الرئيس ينتظرنا.. وهو القصر الذي لا يزال منزل قديم يخترق سوره الخارجي، لأن صاحب المنزل أراد أن يظل جارا للرئيس، وظل لسنوات طوال يرفض أن يتخلى عن جيرة الرئيس مقابل أي تعويض مالي، حتى أقنع نفسه أخيرا بأن يتخلى عن المنزل مقابل العمل في معية الرئيس، وأن يظل مجاورا له، في الوظيفة هذه المرة..!

الهدف من اللقاء وما تخلله من حوار كان التواصل من قبل الرئيس مع من يرتئي فائدة من التداول معهم من حملة الأقلام والفكر، في قضايا الساعة، وهو على ما هو عليه من تعمق في المتابعة، وحكمة في تناول الأحداث، بما يفيد المصلحة العامة.

الرعيني أعدم مظلوماً
لعل الدليل الأوضح على ذلك التعليق الذي استمعنا له منه على نجل نائب سابق لرئيس اليمن.

فقد نشرت اسبوعية يمنية خبرا انطوى على اساءة لشخص الرئيس، حيث لوح فيه رعين محمد حسن الرعيني بطلب اللجوء إلى "الشركات الصهيونية في الوطن العربي"، وطلب "العيش عندهم هو وأسرته"، وذلك احتجاجا على ما وصفه "بعدم وجود أمن وعدالة في البلاد". وأضاف الرعيني الابن في رسالة وجهها لأسبوعية "الشورى" (عدد 23/5/2007) انه يعتزم فعل ذلك "لعدم توفر الأمن لحياتي في بلادي ولعدم وجود عدالة لا من رئيس الجمهورية، ولا من القضاء، ولا من اللصوص المتنفذين ببلادي".

وتمنى الرعيني على المحامين ورجال القانون من نسل سام بن نوح (اليهود) أن يرفعوا دعوى بدلا عنه، وذلك مقابل أنه سيقوم ببيع حصته في أرض وصفها بالمغتصبة، حيث أقيم عليها "معسكر بلال" في صنعاء. وقال إنه بعد أن يبيع أرض المعسكر لمحامين يهود سيصبح لديهم الحق في هدم المعسكر وبناء سفارة لهم عليها..!

وجدنا الرئيس صالح غير مطلع على ما نشرته الأسبوعية اليمنية، فتولى الصديق عبدو بورجي مستشاره للشؤون الإعلامية وضعه في الصورة، وكان مفاجئا حد الذهول الحيادية المطلقة التي علق بها الرئيس صالح على هذا التلويح غير المسبوق في تاريخ الوطن العربي كله، وليس فقط في اليمن.

قال الرئيس صالح أنا لم أطلع قبل الآن على ما نشرته الصحيفة، لكنني أعرف بالطبع أن المرحوم محمد حسن الرعيني كان نائبا أسبق للرئيس، وقد نزل به ظلم كبير جدا. لكن الظلم الذي نزل بالرعيني الأب لا يتعلق بالأرض التي يطالب بها الرعيني الابن، وأنا غير مطلع على قضيتها.. وفاجأنا الرئيس بالقول إن الرعيني الأب كان قد أعدم ظلما في عهد سابق، ومبكرا، بتهمة التجسس لصالح اسرائيل.. مؤكدا قناعته الكاملة بأنه كان بريئا من هذه التهمة التي لفقت له لأسباب سياسية من قبل النظام الذي كان قائما في حينه.
والرئيس لا يقصد بهذا الكلام تطييب الخواطر، ذلك أن الصحف اليمنية، بما في ذلك صحيفة "الشورى" التي نشرت مضمون رسالة الرعيني الابن، وصفت الرعيني الأب بالشهيد.

رفض اهانة الحوثيين

هذه الموضوعية جعلت الرئيس صالح يرفض كذلك اقتراحا قدم له من قبل أحد الذين حضروا اللقاء تخصيص سكان ثلاث مديريات تخضع لسيطرة التمرد في محافظة صعدة، بمعاملة مختلفة عن المعاملة التي يعامل بها المتمردون الحوثيون. قال الرئيس من فوره إنه لا يقبل أن يميز بين يمني وآخر بغض النظر عن أية ملابسات. وكان الحديث يدور عن قرار الدولة اليمنية سحب وشراء الأسلحة الثقيلة والمتوسطة من المواطنين، والسماح لهم بحمل السلاح الشخصي الخفيف (مسدسات وبنادق)، حيث اقترح أحد الموجودين على الرئيس عدم السماح للمتمردين بعد انتهاء تمردهم بحمل حتى السلاح الشخصي، لكن الرئيس رفض ذلك ادراكا منه للإهانة التي يحويها مثل هذا الاقتراح للمتمردين الذين هم مواطنون يمنيون، ومن رعاياه أولا وأخيرا.

بالطبع الأسطر السابقة توحي بأن عمر التمرد الحوثي بات بالغ القصر. وهذا ما تؤكده كذلك المعلومات الواردة من ميدان العمليات، ومطالبات قادة التمرد بالأمان والعفو عنهم في حال تسليم انفسهم.
وهذا ما يفسر اللغة التي تحدث بها الرئيس صالح لمرتين، على هامش احتفالات العيد السابع عشر للوحدة اليمنية، الذي صادف الثاني والعشرين من مايو الحالي.

في الخطاب المتلفز الذي القاه عشية الاحتفال، أشار الرئيس صالح إلى أن رجال التمرد يريدون الانقلاب على النظام الجمهوري لصالح عودة الإمامة التي قضت عليها ثورة الشعب والجيش اليمني قبل ستة واربعين عاما. وذكر بأن الدولة اليمنية سبق أن اصدرت عفوين عامين عن المتمردين، وبذلت وما تزال "كل الجهود من أجل حقن الدماء، ولإقناع تلك العناصر الخارجة على النظام والقانون للكف عن اعمالها الإرهابية والتخريبية"، وطالبها فقط بـ "تسليم اسلحتها الثقيلة والمتوسطة، والتخلي عما تقوم به من أعمال القتل للمواطنين وأفراد القوات المسلحة والأمن".
ولعل أهم ما ورد في ذلك الخطاب هو قول الرئيس "وسنضمن لهم محاكمة عادلة نتيجة لما ارتكبوه من جرائم حرب ضد المواطنين وأفراد القوات المسلحة والأمن وإلحاق الضرر بالتنمية في محافظة صعدة وفي الوطن عموما".

نهاية قريبة للتمرد الحوثي

ويفهم من ذلك أن القاء السلاح ليس مرتبطا بأي حال في هذه المرة بعفو عما ارتكبه المتمردون. لكن، ما الذي يجعل المتمردين يلقون سلاحهم، ويسلمون الثقيل والمتوسط منه للدولة، ما دامت المحاكم تنتظرهم..؟
الإجابة بكل بساطة لأنهم إن لم يفعلوا ذلك، فإن الموت ينتظرهم في الميدان، الذي تؤكد كل معطياته، كما أشرنا سابقا، إلى أن موازينه تختل بوضوح لصالح القوات الحكومية. وأن لا شيء يمنع الجيش ومختلف أفرع القوات المسلحة من حسم الوضع ميداينا فيما تبقى من مواقع بيد المتمردين غير رأفة الرئيس بالمواطنين، الذين يتخذهم المتمردون دروعا بشرية في وجه تقدم الجيش. ومع ذلك، فقد تمكن الجيش في غضون الأيام القليلة الماضية من الاجتياح والتمركز في الجبال الرئيسية والاستراتيجية التي تسيطر على كامل منطقة التمرد، حيث يقر المتمردون انفسهم بأنهم باتوا محاصرين تماما.

ويكشف الرئيس صالح عن أن المساحة التي يحاصر المتمردون داخلها تبلغ فقط كيلومترين مربعين من الأرض..!
وهذا يفسر تأكيده على قدرة الجيش على حسم الموقف في غضون أيام قليلة، إن قرر هو ذلك.
أما الذي يحول دون صدور القرار فيتمثل في عدة نقاط:

أولا: حرص الرئيس على حقن دماء المواطنين والمتمردين انفسهم، كونهم هم أيضا مواطنين ومن رعاياه.

ثانيا: حرص الرئيس على دماء افراد الجيش والقوات المسلحة اليمنية.

ثالثا: تفضيل الرئيس للحل السياسي في اطار التعددية السياسية والحزبية في اليمن. وهو يوافق منذ الآن على تشكيل المتمردين لحزب سياسي إن هم رأوا ذلك.

ثم إن علي عبد الله صالح في الأساس هو رجل حوار. وهو يقول في الخطاب الذي ارتجله اثناء الاحتفال المركزي بعيد الوحدة اليمنية في محافظة إب، ولم يكن هذا الخطاب مقررا أصلا، كما اخبرنا بذلك، إنه جاهز لمحاورة المتمردين على كل شيء، إلا عودة النظام الإمامي الكهنوتي.. منطقه في هذا أنه إذا كان القتال يقود دوما إلى طاولة الحوار، فلم لا يكون الحوار أولا، ويتم حقن الدماء دون الحاجة إلى الاقتتال..؟
أما موقف الرئيس صالح من الإمامة، فهو محسوم منذ قيام ثورة 26 سبتمبر 1962، حيث كان أحد رجالها.

تمرد بلا مطالب

لكن ما الذي يمكن التحاور حوله مع متمردي صعدة..؟
لعل أغرب ما في الأمر هو أنه لا توجد مطالب لهؤلاء المتمردين..! هذا ما يؤكده الرئيس صالح، وكذلك حسن زيد، الأمين العام لحزب الحق، الذي خرج المتمردون من صفوفه، ويتولى الدفاع عنهم اعلاميا وسياسيا الآن، وهو (زيد) عضو كذلك في لجنة الاتصال مع الحوثي.

ويزيد من غرابة عدم وجود مطالب للحوثي أن ولده حسين الذي قتل مع انهيار التمرد الأول الذي تولى قيادته، وكذلك ولده يحيى، الموجود الآن في الخارج، فازا بعضوية مجلس النواب اليمني..أي أن صناديق الاقتراع انصفتهم، فانقلبوا عليها..!وارادوا القتال من أجل عودة الإمامة، ليكون والدهم بدر الدين امام القرن الحادي والعشرين، وهو يقترب من أبواب التسعين من عمره، ويتولى قيادة التمرد بنفسه الآن، بعد أن ضحى بأرواح ابنائه على مذبح الإمامة المقبورة..!

ومع ذلك، ها هو الرئيس صالح يدعوهم مجددا لأن يحتكم الجميع إلى صناديق الاقتراع، ليقول الشعب كلمته، وهو لا يريد أن يحرمهم من شرف حمل السلاح الفردي، طالما أن السلاح هو جزء من الشرف، وفقا لثقافة المجتمع اليمني. وعلى ذلك، فالرئيس لا يريد اذلالاً حتى المتمردين عليه، وهو كما أشرنا سابقا، رفض اقتراحا بهذا الشأن، من باب أنه يرفض التمييز بين يمني وآخر، حتى وإن كان متمردا..!
ولأنه كذلك، فهو يريد أن ينهي القتال في آخر كيلومترين بقيا بيد المتمردين سلما.

الدعم الليبي للتمرد

ولئن كان الحصار العسكري محكما حول متمردي صعدة، فإن الحصار السياسي الذي يفرضه صالح على الدولتين اللتين تدعمان التمرد لا يقل عنه صرامة.

الرئيس نفسه يبدي عدم رغبة في الخوض بالتفاصيل، مكتفيا بالقول إن الزيارة التي قام بها وفد ليبي لصنعاء مؤخرا برئاسة سليمان الشحومي، أمين الشؤون الخارجية في مؤتمر الشعب العام الليبي، جاءت ردا على رسالة خطية كان قد بعث بها للعقيد معمر القذافي.

غير أنه في مجتمع التعددية السياسية والحزبية، والأبواب المفتوحة، التي يتسم بها المجتمع اليمني، يصب بقاء بعض الأمور في الأدراج المغلقة. وهكذا، يأتيك من يخبرك مؤكدا أن رسالة الرئيس صالح للعقيد القذافي كانت قاسية جدا، وأن الرئيس قال فيها بكل وضوح إن المساعدات المالية الليبية للمتمردين هي اموال قاتلة ومجرمة، وأنه من الأولى انفاق هذه الأموال على الشعب الليبي الذي يعاني في حياته ومعيشته رغم أن ليبيا دولة نفطية. ولوح صالح بالكشف عن حقيقة الدعم الليبي للمتمردين، وتحميله مسؤولية ذلك امام الرأي العام العربي كله.


وتضيف المصادر أن الشحومي استمع من الرئيس إلى كلام مماثل لما ورد في هذه الرسالة من حيث الوضوح والقسوة.
وبعد انهاء زيارة الشحومي، كشف الدكتور رشاد العليمي نائب رئيس الوزراء، وزير الداخلية اليمني تفاصيل اضافية عن الدعم الليبي للمتمردين الحوثيين في مؤتمر صحفي، وذلك ردا على سؤال لـصحيفة"الشرق"، مبينا أن السفير الليبي في صنعاء، عمل شخصيا على تمويل المتمردين، والاتصال بهم. وقال إن السفير يوجه دعوات لشخصيات يمنية لزيارة ليبيا بغرض المشاركة في مؤتمرات من طراز مؤتمر للإشراف، وآخر لآل البيت، وثالث للجان الشعبية الجاري العمل على تشكيلها في اليمن بتنسيق مع بعض الشخصيات اليمنية، وأيضا مقابل اموال ليبية تدفع لهم. وكل هذه المؤتمرات هدفها ضعضعة النظام والأمن والاستقرار في اليمن.

وطالب العليمي ليبيا بترجمة اقوالها إلى أفعال، والإلتزام عمليا بما تقوله لجهة عدم دعمها للتمرد، ورفضها له.
ويأتيك من يقول مؤكدا أن يحيى الحوثي، ابن بدر الدين قائد التمرد في صعدة، انتقل للسكن في المانيا في شقة كبيرة فاخرة، بعد أن كان يقيم في شقة صغيرة من غرفة واحدة بدون صالون (ستوديو)، وذلك عقب عودته من زيارة ليبيا.

صراحة مماثلة مع إيران

ايران جرت معها هي الأخرى اتصالات صريحة جدا من قبل الرئيس ومساعديه، حيث قيل للمسؤولين الإيرانيين بكل صراحة إن صنعاء لا تصدق النفي الإيراني لوجود دعم تقدمه طهران للحوثيين. ووجه سؤالا صريحا للغاية للقيادة الإيرانية عن معنى تولى الإعلام الإيراني الرسمي تسويق التمرد الحوثي للرأي العام العربي والإسلامي من خلال قنوات العالم التي تبث من طهران، والحوار التي تمولها ايران، والمنار الناطقة بلسان حزب الله في لبنان، والذي تموله ايران؟ وقيل للمسؤولين الإيرانيين، هل تريدون أن تصدق اليمن أن هناك دولا داخل الدولة الإيرانية؟ وأن رجال الدين والحوزات العلمية (الدينية) تعمل بشكل منفصل عن الدولة الإيرانية..؟

وحين يقول الرئيس صالح إن الهتاف بالموت لأمريكا واسرائيل في جبال صعدة يأتي فقط بالموت للمواطنين اليمنيين في بعض مديريات محافظة صعدة مثل مران والرازمات، يأتيك من يذكرك بأن ايران تتعاون مع امريكا في العراق وأفغانستان، وأنه لولا الدعم الإيراني، ربما لما تمكنت امريكا من احتلال هذين البلدين بالسهولة التي تم فيها الأمر، أو ربما بخسائر بشرية وفي المعدات أكثر أكبر بكثير مما حدث.

الموت لأمريكا وإسرائيل

ولكن ماذا يفيد الهتاف في جبال صعدة، وقبل ذلك في بعض مساجد صنعاء بالموت لأمريكا واسرائيل..؟
الهدف هو الإيحاء بوجود علاقة ما للنظام اليمني مع هاتين الدولتين..!
لكن الحديث مع الرئيس صالح لا يدع لك مجالا لأن تعتقد بما يراد تسويقه لأسباب سياسية وايديولوجية.
فالرئيس صالح يعلن صراحة وعبر وسائل الإعلام أنه يعارض السياسات الأمريكية في المنطقة. كما ينقل عنه الكثير من المواقف التي يعبر عنها في جلسات خاصة تجمعه مع سياسيين وحزبيين يمنيين يتداول معهم في مختلف الأمور، بما في ذلك قادة أحزاب المعارضة.

فإلى جانب اعلانه الشهير قبيل انسحاب قوات الاحتلال الإسرائيلي من جنوب لبنان، في عهد حكومة ايهود باراك تحت ضربات المقاومة اللبنانية، عن استعداده لدعم حزب الله بالسلاح، لو كانت هناك حدود مشتركة لبلاده مع لبنان، فهو يرفض الآن الاعتراف بالاحتلال الأمريكي للعراق، وكذلك بالحكومة العراقية التي انبثقت عن هذا الاحتلال. ويكتفي الرجل بالصمت، وتجاهل السؤال حين تسأله عما تتداوله نخب سياسية وحزبية في صنعاء من أنه قال لهوشيار زيباري وزير خارجية العراق صراحة حين زار صنعاء مؤخرا من أنه لا يعترف بالاحتلال الأمريكي للعراق، ولا بالحكومة التي يمثلها زيباري نفسه لأنها نتاج لهذا الاحتلال، فيما تواصل الرواية قائلة إن زيباري ناقش الرئيس صالح وسأله كيف يقول هذا الكلام، فرد عليه بالقول إنهم (الحكومة العراقية) جاءوا مع الاحتلال وسيغادرون العراق قبل أن يرحل آخر جنوده عن أرض العراق. وحينها اضطر زيباري للقول إنهم يتعاملون مع الاحتلال مرغمين وبحكم الأمر الواقع.


ورفض الرئيس صالح، وفقا لذات المصادر، طلب زيباري طرد بعثيين عراقيين لجأوا لليمن بعد احتلال بلدهم العراق. وقال له هل يعقل أن نسلمكم هؤلاء الذين لجأوا لليمن هربا من الاحتلال الذي لا نعترف به، ولا بحكومتكم؟ وهل يعقل أن نطردهم من اليمن وبلدهم محتل؟ وأوضح للوزير العراقي أن البعثيين العراقيين في اليمن لا يحملون السلاح، لكنهم يطالبون بزوال الاحتلال عن العراق، وهذا ما تبيحه كل الشرائع السماوية والأرضية. ثم إنهم ضيوف اليمن.

ويفخر رجل مثل صلاح المختار، وهو سفير عراقي سابق في الهند وفيتنام، بأنه ضيف شخصي في اليمن على الرئيس علي عبد الله صالح.

رفض تسهيل أمور قوات الاحتلال

ويكشف صالح ما بات معروفا من أنه رفض عام 2003 تقديم أي مساعدة للقوات الأمريكية التي غزت العراق، كما فعل بعض الحكام العرب. ويقول إنه رفض السماح للسفن والبوارج الأمريكية أن ترسو في الموانئ اليمنية في اطار التحضير للعدوان، أو أن تبحر عبر مياهها الإقليمية. وكذلك فقد رفض السماح للطائرات الأمريكية أن تحلق فوق الأراضي اليمنية في طريقها للإغارة على العراق انطلاقا من حاملات الطائرات. ورفض تقديم أي شكل من اشكال المعونة للمجهود الحربي الأمريكي، بما في ذلك تزويد آليات العدوان من طائرات وسفن بالوقود. ويقول إن أمريكا احترمت قراره، والتزمت به.

ويشير الرئيس صالح هنا إلى أن بعض القادة العرب الذين قدموا تسهيلات لقوات الاحتلال الأمريكي للعراق سنة 2003، بدأوا يعيدون حساباتهم، ويغيرون من تكتيكاتهم حيال التعامل مع واشنطن، بل وممارسة بعض الضغط عليها، لتعدل عن اندفاعها المدمر لعموم دول المنطقة بسبب حماقاتها في العراق.

في لبنان وسوريا تتصادم كذلك مواقف الرئيس اليمني مع السياسات والمواقف الأمريكية. فهو يرفض تدمير سوريا ولبنان تحت دعاوى من طراز كشف الحقيقة في مقتل رفيق الحريري. يقول الرئيس صالح لقد مضى على مقتل الحريري أكثر من سنتين، فهل يعقل أن نوافق على تدمير لبنان وسوريا من أجل رجل مات، وإن كنا نرفض قتله، وقتل أي أحد..؟

وهو يرى أن الهدف الحقيقي من تشكيل المحكمة ذات الطابع الدولي، التي تصر امريكا على تشكيلها، توفير ذرائع ومبررات لإلحاق الأذى بسوريا. ويقول إن خطوات دراماتيكية على هذا الصعيد سيشهدها الجميع في حالة تشكيل مثل هذه المحكمة.

ويكشف الرئيس صالح هنا عن أن نانسي بيلوسي رئيسة مجلس النواب الأمريكي لم تقم بجولتها في الإقليم مؤخرا ضد رغبة الرئيس الأمريكي جورج بوش، بل بتنسيق معه، خلافا لما أشيع في حينه وقال إن بيلوسي حملت رسالة من بوش للرئيس السوري بشار الأسد، تضمنت اربعة مطالب هي:

أولا: ضرورة اغلاق سوريا لحدودها في وجه رجال المقاومة العراقية.

ثانيا: ضرورة التخلي عن حركة "حماس" وبقية الفصائل الفلسطينية التي تتخذ من العاصمة السورية مقرا لقياداتها.

ثالثا: وقف الدعم السوري لحزب الله في لبنان، ووقف التدخل في الشؤون الداخلية اللبنانية.

رابعا: عدم معارضة تشكيل المحكمة ذات الطابع الدولي المختصة بالنظر في قضية اغتيال رفيق الحريري رئيس وزراء لبنان الأسبق.

ويكرر صالح هنا "لا يعقل أن ندمر لبنان وسوريا من أجل رجل مضى على موته سنتان". ويوجه نقدا قاسيا لشخصيات سياسية لبنانية تعمل باندفاع من أجل تدمير سوريا ولبنان، ويشكك في صحة حساباتها السياسية والوطنية، ويصفها بأنها هوجاء.

ويؤكد الرئيس صالح أنه يرى في تشكيل حكومة وحدة وطنية في لبنان المخرج الوحيد للأزمة السياسية الراهنة، بعد أن شلت الحكومة القائمة برئاسة فؤاد السنيورة.
وهنالك من يكشف عن أن صالح بذل جهودا حقيقية لجعل بعض الأطراف العربية الرسمية تكف عن اندفاعها باتجاه خدمة السياسات الأمريكية في المنطقة، مبينا لها خطورة هذه السياسات على عموم الإقليم، وأمنه.

خليفة الأحمر تأتي به أغلبية النواب

وكما بدأنا بالشأن الداخلي اليمني، نختم به، فقد أكد الرئيس صالح أن الديمقراطية في اليمن تفوق مثيلاتها في دول العالم، خاصة أمريكا.. ففي الوقت الذي يستمع فيه هو لوجهات النظر المعارضة، بما في ذلك لضباط في جيشه، يدخل احدهم إلى مكتب الرئيس ويصرخ، بعد أن يؤدي التحية العسكرية، بأنه مظلوم، أو أن الرئيس أخطأ في اتخاذه للقرار الفلاني، أو العلاني، لا يستطيع أعضاء كبار في الإدارة الأمريكية مناقشة الرئيس في قراراته، بما في ذلك نائب الرئيس الذي ينفذ سياسات الرئيس، ولا يملك الحق في مناقشتها، كما قال.

وفيما يتعلق بالشيخ عبد الله بن حسين الأحمر، رئيس مجلس النواب اليمني، الذي يدعمه حزب المؤتمر الشعبي العام، للبقاء في موقعه، علما أنه رئيس التجمع اليمني للإصلاح المعارض، يقول الرئيس انه يتمنى له الصحة والعافية، ويشير إلى أنه تم دعمه طوال السنوات الماضية للبقاء رئيسا لمجلس النواب تقديرا لتاريخه النضالي، وليس بصفته ممثلا لحزب التجمع، أو لأي سبب آخر. ولذا فإنه في حال لم يعد الشيخ الأحمر قادرا على القيام بواجباته كرئيس لمجلس النواب لأي سبب كان، خاصة وأنه كبر به السن ومصاب الآن بمرض خطير، فإن الرئيس المقبل سيتم انتخابه من قبل مجلس النواب، وعلى قاعدة التنافس، ودون دعم مسبق لأي مرشح من قبل حزب الرئيس.
*( الشرق القطرية)




أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر