الناطق الرسمي باسم المؤتمر الشعبي العام- اليمن
التاريخ: الجمعة, 22-نوفمبر-2024 الساعة: 05:42 م
ابحث ابحث عن:
أخبار
الأربعاء, 30-مايو-2007
المؤتمر نت - القات يمثل مشكلة في اليمن(رويترز) المؤتمرنت- لين نويهض -
القات يستنفد الماء والوقت في اليمن
وقت الغداء في صنعاء تبدأ جميع المكاتب في إغلاق أبوابها وتختفي التجمعات من الأسواق القديمة وتعجل المطاعم بالتخلص من آخر زبائنها .. لقد جاء القات.

وبوصول شاحنة تحمل نبات القات من الريف ينتهي يوم العمل ويشرع اليمنيون في مضغ أوراقه لفترات تصل أحيانا لأربع أو ست ساعات بل أحيانا عشر ساعات.

وبعد ظهر أي يوم يمكن للزائر أن يرى عددا كبيرا من الرجال وهم يمضغون القات وقد انتفخت إحدى وجنتيهم بحجم كرة التنس سواء كانوا جالسين أو سائرين أو يقودون سياراتهم ويبدو له للوهلة الأولى انهم يحتاجون لطبيب أسنان.

ينتقي السائق زايد الريحاني (28 عاما) بعض الأوراق ليحشو بها وجنتيه المنتفختين بالفعل ويعدد فوائد القات.

فبعد خمس ساعات من بداية الرحلة من ميناء عدن الى العاصمة وهي رحلة تستغرق ثماني ساعات بالسيارة يقول "يبقيني مستيقظا 24 ساعة. اذا كنت أعمل في دورة مسائية فانه يبقيني مستيقظا. بدأت مضغه وأنا في الخامسة عشرة تقريبا... نزرعه في قريتنا."

ويشيع استخدام القات في اليمن حيث يعيش 19 مليون نسمة ولكن عددا كبيرا من الخبراء يقولون انه يدمر اقتصاد البلاد الضعيف ويستنفد ثروات المياه الثمينة.

والطلب على القات كبير واليمنيون مستعدون لإنفاق جزء كبير من دخلهم الضعيف عليه حتى أن المزارعين يقتلعون الفواكه والخضروات والبن لزراعة النبات الذي يدر مكاسب على مدار العام.

وتفيد أرقام رسمية أن إنتاج القات نما بما يزيد عن 41 في المئة الى 147444 طنا في عشر سنوات حتى 2006.

بذلك يصبح القات أكبر المحاصيل التي تُدِر دخلا بفارق كبير عن القطن أقرب منافسيه والذي بلغ إنتاجه 22002 طن في العام الماضي.

وينتشر القات على منحدرات الكثير من الجبال بشمال اليمن وبدأ يزحف الآن صوب السهول الى الجنوب.

وقال دبلوماسي غربي رفض نشر اسمه "يقول الناس إن القات سبب مشاكل اليمن ولكنه في الواقع أحد الأعراض.. مثل إدمان المخدرات في المناطق الفقيرة داخل المدن. يعاني السكان هنا من عوز شديد والقات يؤدي لتفاقم الوضع."

وتابع "ينبغي مضغه لفترة طويلة حتى يحدث تأثيره لذا فإنهم يغلقون أعمالهم في الواحدة والنصف بعد الظهر ويتأخرون في الوصول لأعمالهم في اليوم التالي. يتناقص الماء في صنعاء ويستورد اليمن كميات كبيرة من المواد الغذائية لان معظم المزارعين يزرعون القات."

ويشتهر اليمن بجباله الخصبة وسط صحراء شبه الجزيرة العربية ولكنه يعاني نقصا في المياه لأسباب منها زراعة القات ويتوقع أن تسوء الأوضاع مع نمو السكان بما يزيد عن ثلاثة بالمئة سنويا.

وقال مسؤول بوزارة الزراعة والري ان منطقة صنعاء ستعاني من الجفاف بحلول عام 2015 نظرا لان النبات يستنفد نحو 70 في المئة من الموارد المائية في اليمن.

ويعتمد اليمن على الآبار للحصول على المياه العذبة ولكن المزارعين والمسؤولين يقولون إن مستوى المياه نقص كثيرا حتى أنهم يضطرون للحفر بعمق مئات الأمتار للوصول للمياه بعدما كان يحفرون لعمق 50 مترا فقط في السابق.

ويقول عبد الكريم الارحبي وزير التخطيط ونائب رئيس الوزراء للشؤون الاقتصادية "القات مشكلة بكل تأكيد.. ما من شك في ذلك."

وتابع انه ليس بمخدر كما يعتقد كثيرون ولكن آثاره الضارة كثيرة بصفة خاصة حين يستنفد جزءا كبيرا من دخل الأسرة على حساب المأكل والتعليم.

واليمن من أفقر الدول العربية ويرى مواطنوه في مضغ القات مهربا من الحياة الصعبة وفي تجارته مورد دخل هم في اشد الحاجة إليه.

وتعترف وزارة الزراعة والري بأنها تجاهلت المشكلة طويلا ولكنها بدأت في الآونة الأخيرة توزيع محاصيل بديلة مجانا ودعم عمليات الري. كما تسعى لحظر زراعة القات في بعض المناطق الملائمة لزراعة الحبوب.

إلا أن القات أصبح جزءا من النسيج الاجتماعي لليمن على نحو يصعب معه اقتلاعه.

ويشيع استخدامه بين المزارعين الذين ينفقون نصف دخلهم عليه وبين الساسة ورجال الأعمال الذين يقولون إن القات يسهم في إبرام الصفقات كما هو الحال مع رياضة الجولف في الغرب.

ويمضي اليمنيون وقتا طويلا في الدفاع عن القات مثلما يهدرون في مضغه وهم يصرون على نفي انه نوع من المخدر.

ويقولون انه يساعد على التنبيه والتفكير بشكل سليم وتهوين مشاكل الحياة.

ويطلق اليمنيون على مضغ القات "التخزين" اذ تمضغ الأوراق ويبلع السائل الفعال مع الاحتفاظ بالأوراق الممضوغة في احد جانبي الفم للمساعدة على امتصاصه في الدم.

ويجتمع الناس أثناء جلسات "التخزين" للاستماع للموسيقى ومناقشة كل شيء من السياسة إلى العمل إلى الفلسفة.

ومنذ فترة ليست ببعيدة لم يكن مضغ المرأة القات مقبولا اجتماعيا ولكن كثيرات الآن يعقدن جلسات خاصة بهن رغم ان أسواق القات المزدحمة لاتزال الى حد كبير حكرا على الرجال.

ويبدأ العمل في أسواق القات -وهي الاكثر ازدحاما في اليمن- في الحادية عشرة صباحا وتغلق في حوالي الثانية مع مغادرة آخر عميل يحمل كيسا من البلاستيك يحتوي على النبات الاخضر.

وتُباع أنواع من القات بما يناسب كل الدخول ويتراوح السعر من دولار واحد لأكثر من مئة دولار لأفضل الأنواع.

ولا توجد حانات أو حتى دار سينما واحدة في صنعاء ووسائل التسلية قليلة والمنزل هو محور الحياة مما يزيد من انتشار عادة تخزين القات على حد قول بعض اليمينيين.

ويقول رفيق علي بائع القات "الطلب على القات أكثر منه على السلع الأُخرى وانتشاره أوسع من أي شيء آخر. لم أحاول حتى ان أبيع سلعة أُخرى."

*المصدر-رويترز







أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر