المؤتمرنت -
دراسة: استغلال التعليم والدعوة وراء تغلغل افكار الارهاب
كشف باحث سعودي في شؤون الفرق والجماعات المتطرفة، عن أن الأنشطة الطلابية الممنهجة والمراكز الصيفية والمخيمات الكشفية، والرحلات الطلابية في المملكة العربية السعودية، وظفت في مراحل معينة لتغلغل الفكر الضال في المجتمع.
وأورد الدكتور عبد السلام بن سالم السحيمي الأستاذ المشارك بقسم الفقه بكلية الشريعة بالجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة، وعضو لجنة المناصحة بمنطقة المدينة المنورة في دراسته التي عنونها بـ«فكر الإرهاب والعنف في المملكة العربية السعودية: مصدره وأسباب انتشاره وعلاجه»، تسعة عشر مبحثا استهله المؤلف بالحديث عن وسطية الإسلام.
وتفصل الدراسة براءة المناهج في السعودية من فكر الغلو والإرهاب والتطرف، وتورد أصول مذهب أهل السنة والجماعة في التكفير عموما واستنادهما إلى أصلين هما دلالة الكتاب والسنة، على أن القول أو الفعل الصادر من المحكوم عليه موجب للتكفير، والثاني انطباق هذا الحكم على القائل المعين أو الفاعل بحيث تتم شروط التكفير في حقه وتنتفي الموانع، وعلى ذلك سار أئمة الإسلام من الصحابة والتابعين والأئمة الأربعة أبو حنيفة، ومالك، والشافعي، وأحمد ومن بعدهم ابن تيمية وابن القيم والذهبي وابن كثير والشيخ محمد بن عبد الوهاب والعلماء المعاصرون.
ويذكر الشيخ الآلباني أن مسألة التكفير فتنة عظيمة قديمة تبنتها فرقة من الفرق الإسلامية القديمة، وهي المعروفة بـ«الخوارج» والمعاصرون يتسترون بالتقية ويلتقون مع أسلافهم في تكفير أصحاب الكبائر، ولذا فإن المتحمسين من الدعاة يقعون في الخروج عن الكتاب والسنة، ولكن باسم الكتاب والسنة، والسبب في رأيه يعود الى ضحالة العلم، وقلة التفقه في الدين والقواعد الشرعية.
وأبرزت الدراسة احتضان بعض الجماعات الإسلامية المعاصرة فكر الإرهاب والتكفير قديما (الخوارج) وتصديره للمسلمين من أجل إيجاد الدولة المزعومة، والوصول إلى الحكم باسم الدين والجهاد وكيفية تغلغل هذا الفكر ونشأ في عدد من البلدان، ثم حصل ما يندى له الجبين ويحزن ويغضب. وبين الباحث أن محاربة الإسلام هي بالمظاهرة بالإسلام، وشرح الباحث في دراسته المسالك الأربعة لإقامة دولة عند الخوارج، وهي الظهور والدفاع والشراء والكتمان، ولكل مسلك شروط ومراحل وموجبات وطرق.
وينحي الدكتور عبد السلام في كتابه باللائمة على فكر جماعات إسلامية ذات تنظيمات سرية، ويصفها بأنها وراء معاناة كل من مصر والجزائر والسعودية، ويضع جماعة الإخوان المسلمين بتوجهاتها الثلاثة (البنائية، والقطبية، والسرورية) كما يصفها في مقدمة الجماعات، ويصف التنظيم السري والبيعة عند الاخوان المسلمين، مستشهدا بنقول عدة، منها ما أورده علي العشماوي في كتابه «التاريخ السري لجماعة الأخوان المسلمين» من ضرورة انفصال الافراد المنتظمين للحركة شعوريا عن المجتمع، وألا يشاركوا في شيء بينهم وبين أنفسهم، ولا يجهرون بذلك حتى يكتمل نضجهم، ويعرج في وصف بعض الخطط والمناهج التي رسمها الاخوان المسلمون لأتباعهم من أجل إيجاد الدولة المزعومة، بما أورده عبد الله ناصح علوان مؤلف كتاب «عقبات في طريق الدعاة» بقوله «حين تبتلى الحركة الإسلامية بحاكم إرهابي لاديني متسلط يعتقل الدعاة ـ تكون الخطة.. الاقتصار في الدعوة على التبليغ السري، الانتماء الظاهري إلى الجماعات التي تعتني بالتربية الروحية، الارتباط بجمعيات تعليم القرآن ومؤسسات البر والتعليم للعمل للإسلام والدعوة تحت مظلتها، العمل الدائب والسعي الحثيث، ليصل الداعية إلى تسلم درس في مسجد أو خطبة على منبر أو تعليم في مدرسة»، ويورد مقولة لصلاح الصاوي أحد كبار المنظرين في كتابه «الثوابت والمتغيرات» (إن مصلحة العمل الإسلامي قد تقتضي أن يقوم فريق من رجاله ببعض الأعمال الجهادية، ويظهر عليها النكير من آخرون)، ويشتمل الكتاب على دراسة نقدية لبعض المؤلفات التي تؤصل لنقض البيعة، وهدم كيان الدولة لأنها ليست شرعية في نظرهم والتأصيل لذلك باسم الجهاد، كما يكشف استنادهم إلى استعمال العنف، إذا شعروا بالقوة أو لم يتحقق لهم ما خططوا له.
من أين جاء فكر الإرهاب والعنف إلى السعودية، يحاول الباحث أن يجيب عن هذا السؤال الذي اتخذه عنوانا لأحد فصول كتابه، مستندا إلى نص حديث لوزير الداخلية السعودي الأمير نايف بن عبد العزيز أدلى به لصحيفة السياسة الكويتية قال فيه «إن مشكلاتنا وإفرازاتنا كلها، وسمها كما شئت جاءت من الأخوان المسلمين».
ويصف المؤلف موقف السعودية بأنه كان بعيدا عن الحسابات المستقبلية لحسن الظن عند استقبالها للمضطهدين في ديارهم، بسبب اتجاهاتهم المتقنعة بالدين، ثم بدأ نشاطها الممنهج يتغلغل من خلال الأنشطة الطلابية.
*المصدر-الشرق الاوسط