الناطق الرسمي باسم المؤتمر الشعبي العام- اليمن
التاريخ: الأربعاء, 27-نوفمبر-2024 الساعة: 04:46 م
ابحث ابحث عن:
عربي ودولي
الخميس, 31-مايو-2007
المؤتمر نت - ساركوزي وزوجته المؤتمرنت -
زوجة عظيمة وراء رئيس فرنسا الجديد
عكس وصول نيكولا ساركوزي لسدة الحكم في فرنسا إثر انتخابات السادس من الجاري والتي تقدم فيها علي منافسته الاشتراكية بنسبة 53 في المائة من الأصوات؛ عكس إرادة فرنسية واضحة في عدم القطيعة مع البرنامج اليميني السابق، علي الأقل من قبل نصف أهل البلد، والرغبة في إعطاء مرشح الحزب الديغولي الحاكم فرصة بذاتها تؤسس لمرحلة أطول أمام مشاريع الحزب، والتي يمكن للشعب بعدها التوقف لمحاسبة نتائجها، وذلك رغم معارضة النصف الآخر من الشعب الفرنسي لكامل هذه البرامج وكامل الخيار اليميني الذي يمثله ساركوزي.

ورغم تعود فرنسا علي هذا السجال الصعب بين اليمين واليسار، وانقسام البلد النصف بالنصف تقريبا بين أنصار اليسار وأنصار اليمين، بحيث أن الذي يمكن له أن يمر من أحد المعسكرين لسدة الحكم؛ لا ينجح في العادة إلا بنسبة متواضعة من الفروق هي التي كان يتبادل وفقها المعسكران بصعوبة موقع الحكم، غير أن الرئيس ساركوزي قد حقق هذه المرة علي منافسته مرشحة اليسار الجميلة سيجولين رويال أكثر من مجرد نقطة تؤهله للفوز، بل كان الأمر قد تم وفق تقدم ملموس كاد يصل إلي الأربع نقاط، وهو النصر الذي قلما تحقق لغيره من رؤساء فرنسا إلا في ظروف تاريخية استثنائية. هذا التفوق الكبير هو ما تتوقف أمامه التحليلات السياسية بإمعان معني، والذي أنتج الكثير والكثير من التبريرات أو التفسيرات التي تشرح أساب مثل هذا الفوز "المتفوق" وغير المتوقع وفق هذه النسبة علي الأقل؛ لمرشح ما فتيء يقدمه أنصار منافسته علي اعتباره تهديدا خطيرا للديمقراطية في البلد،...

ولكن لعل أبز التفسيرات التي تقدمها التحليلات لهذا الحدث، والتي تخرج كليا عن دائرة السياسة وتدخل بالأحري في نطاق الأمور الشخصية، هي طبيعة علاقة ساركوزي بزوجته، أو علاقته بالجرح الذي تسببت فيه سيسيليا في حياة نيكولا ساركوزي عندما قطعت علاقتها به وغادرت بيت الزوجية لتذهب وتعيش مع عشيق لها يقيم في أمريكيا.

وتبدأ القصة مع بدايات المعركة السياسية التي خاضتها البلد بالقياس إلي الاستفتاء حوار الدستور الأوربي الذي كان قد اقترحه الرئيس الديغولي السابق جاك شيراك علي الشعب الفرنسي عام 2005، والتي لعب فيها ساركوزي دورا مركزيا كأحد أهم رموز الحكم السابق والمؤيد بشدة للدستور المقترح، وكان في حيينها دون شك بحاجة إلي وجود زوجته إلي جانبه، علي الأقل من الناحية الإعلامية إلا أن أحدا من أصحاب الكاميرات لم يفلح في التقاط أي صورة للزوجين ساركوزي جنبا إلي جنب، بل ان أحدا لم يشاهد سيسيليا طوال هذه الفترة، ليتبين فيما بعد أنها قد فضلت عقب عدة خلافات مع زوجها أن تتركه و تذهب للعيش مع رجل آخر، هو إيفن ريشارد أتايس عبقري الدعاية والإعلان الشهير الذي تقوم علي أكتافه أهرام النجاحات المادية لأجهزة الإعلام والصحافة الفرنسية، وأحد أغني أغنياء المهنة، رجل العلاقات العامة والمشرف علي تنظيم ملتقيات دافوس الاقتصادية العالمية المقيم في اميركا؛ والذي ربطتها معه قصة غرام كبيرة تناقلت أخبارها الصحف وعرفت تفاصيلها كامل فرنسا بل العالم بأسره. وقد نجح ساركوزي في استعادة زوجته وإرضائها والعودة بها إلي البيت كما يقال،..... دون أن يمنع ذلك أن شرخا كبيرا قد ألقي بظلاله علي هذه الأسرة التي ستدخل الأضواء كليا مع تولي رب بيتها لرئاسة الجمهورية الفرنسية هذا العام.

ورغم أن تفاصيل هذا الجرح الوجودي سيلعب دورا إيجابيا لصالح المرشح ساركوزي إلا أنه سيؤسس كما سنري لنفس الخطر الذي يمثل الوجه الآخر للأمور. حيث فيما يبدو أن الأسباب التي كانت تدعو سيسيليا للبحث عن الحب في مكان آخر غير بيتها ما زالت قائمة، حتي أنها كانت قد انفلتت فيما يبدو عن زوجها أشهرا قليلة قبل خوضه معركة الرئاسة لتعيش قصة غرام أخري مع عشيق آخر ... قبل أن يقنعها نيكولا ساركوزي بضرورة العودة للبيت والوقف إلي جانبه أثناء الحملة الانتخابية.

كيف تحول الجرح لمصدر قوة؟

عندما قرر نيكولا ساركوزي أن يتقدم للترشح للرئاسة كان لابد له بالضرورة أن يصفي حسابات هذا الملف بالذات أمام أنظار الشعب الفرنسي، خاصة وأن حياة الرجل الاجتماعية ليست مما يمكن أن يوصف بالتقليدية؛ فهو قد سبق له الزواج والطلاق، وهو متزوج من مطلقة وكل هذا صعب، فما بالك أن تترك هذه الزوجة بيتها وتذهب لتعيش في مكان آخر مع رجل آخر، مصطحبة الطفل الذي هو ابن ساركوزي معها؟

وقد قرر ساركوزي ببساطة أن يكون واضحا وصريحا مع الفرنسيين، وأن يتحدث إليهم بقلب مفتوح، أو لنقل بقلب مجروح عن مختلف الخلافات الصعبة التي عصفت بحياته الزوجية. حيث اعترف في كتاب نشر علي نطاق واسع في البلد؛ بقصته مع هذه الطعنة التي ضربت منه كرامة الرجل في الصميم، ولكن التي جعلته يعيش كما عبر، أزمة مرة من الضياع والألم والوحدة الذي سببه البعد والفراق. وهو يشرح أن لوعة الفراق كانت أصعب عليه من جرح الكرامة بكثير، وكيف أنه قد غفر لزوجته كل الألم الذي سببته له طالما أنها رضيت بالعودة إليه وقبلت بأن أن تملأ عليه حياته من جديد.

وتشرح التحليلات أن هذا الاعتراف الصادق والشجاع والعاري عن أي لف أو دوران بشأن حقيقة مشاعره أمام فقدانه للمرأة التي يحب، من طرف نيكولا ساركوزي، واعترافه وفق هذا المعني بالضعف أمام حاجة القلب وأمام لوعة الفراق وإعلانه عن مدي حاجته لزوجته ... كل هذا أعطي له شخصية حميمية احبها الفرنسيون وقربته من قلوب عامة الناس وخاصة من عواطف النساء، الأمر الذي انعكس سلبا علي المرشحة اليسارية سيغولين رويال؛ التي تصورت أن النساء كانت ستتحالف معها باعتبارها أول سيدة تدخل معمعة المعركة الرئاسية، إلا أن الأمر لم يتم علي هذا النحو؛ بل نجد أن النساء قد انحازت بالأحري للتصويت للمرشح المغرم بزوجته التي قلبت ظهرها للحب ولعش الزوجية، والذي تمكن بقوة هذا الحب نفسه من العودة بها إلي دارها.

الأمر الآخر، ويعود بدوره لسيسيليا علي نحو ما؛ هو أن ساركوزي يعبد هذه السيدة التي كانت متزوجة قبلا منه ولها من زواجها السابق ابنتان جميلتان، كانت قد أخذتهما معها بعد الطلاق، إلا أن نيكولا أمام الحب الكبير الذي يحمله لسيسيليا لم يعبأ بالأمر وتعامل مع ابنتي زوجته ككل أولاده خاصة وأنه نفسه مطلق وله ولدان من زواجه السابق، إلي جانب الطفل الوحيد الذي سيكون له مع سيسيليا، وهي الأسرة "المركبة" التي سيراها العالم بأكمله يوم تسلم ساركوزي للرئاسة وهي تحيط "بالوالد" رئيس الجمهورية، والتي تشكل الأسرة الرئاسية الجديدة التي ستمثل كامل فرنسا، وهو الأمر الذي نظر له أهل البلد بكثير من التعاطف، خاصة وأن نيكولا ساركوزي نفسه هو ابن لوالدين مطلقين وقد تربي وحده في حضن أمه وهو يعرف جيدا لوعة الانفصال عن الأب، حيث أن والدته وهي فرنسية من أصول يونانية، هي التي ربته، وعرف معها ساركوزي، رغم المستوي الرفيع من الحياة والتعليم الذي قدمته له، قسوة العيش في ظل أسرة غير مكتملة.

غير أن ما يمكن أن يكون القوة المعنوية التي سندت ظهر ساركوزي في المعركة الانتخابية يبدو أنه سيتحول إلي نقطة الضعف التي سيتسرب من خلالها إلي حصون الرجل أكثر من إعصار وإشكال، وربما تهديد سياسي حقيقي. لأن حب الرجل لزوجته، ورغبته في المحافظة عليها سيكون هما بذاته سيتدخل سلبا علي عقلانية قراراته بهذا الشأن، لأن الأخبار أخذت تنتشر حول ما تسببت فيه علاقته بسيسيليا حتي الآن من إشكاليات لا تندر بسماء صافية، أولها العاصفة الكبيرة التي ُشنت ضده بعد إعلان نتائج الانتخابات مباشرة، حيث فضل ساركوزي مغادرة البلد علي متن طائرة خاصة ليلتحق بسيسيليا علي ظهر يخت فاخر بشواطيء مالطا. ويقال أن ساركوزي فعل ذلك حتي يعوض زوجته فترة الغياب والقلق التي ترتبت علي الحملة الانتخابية المشحونة بمختلف العواصف، وأنه لكي يكسب ود سيسيليا تسبب في جرح مشاعر الملايين من الكادحين من الفرنسيين الذين لم يختاروه بالضرورة رئيسا للجمهورية، ولكن الذي هو يمثلهم كرئيس لكل الفرنسيين، حيث ان تكاليف الثلاثة أيام التي قضاها ساركوزي في عطلة طرزت بتفاصيلها علي نحو مخملي لإرضاء عيون سيسيليا؛ تساوي قيمة عمل وكد وكدح الواحد منهم العمر بكامله؟

الأمر الثاني يبدو أن سيسيليا، ونتيجة لتجدد الخلافات مع زوجها لم تذهب للتصويت في اليوم الفاصل من الانتخابات، وكان أحد صحافيي جريد لوجرنال دوديمنش قد كشف عن الأمر في "خبطة صحافية" كبيرة، إلا أن الجريدة لم تنشر الخبر، وذلك كما تم نقله من أخبار لأن المالك المباشر للجريدة قد تدخل عند رئيس التحرير لمنع نشر الخبر بناء علي صداقته الكبيرة مع الرئيس الجديد، ومنعا لأي حساسية قد يتعرض لها البيت الرئاسي.

ورغم أن مثل هذا الأمر لو تم في أي بلد آخر في العالم، لكان قد مر مرور الكرام، نجد أنه قد فجر في فرنسا زوبعة إعلامية ضخمة تعدت بأثرها كل ما كان يمكن أن يتسببه نشر الخبر بذاته، حيث قرر الصحافيون العاملون بالجريدة كما تناقلته وكالة فرنس برس عبر كافة أنحاء العالم، رفع عريضة إلي "ارنو لاغاردير" رئيس المجموعة التي تملك الصحيفة، منددين بما اعتبروه "رقابة غير مقبولة" بعد منع نشر هذا المقال حول سيسيليا ساركوزي.

وكتب الصحافيون متوجهين الي لاغاردير القريب من الرئيس المنتخب نيكولا ساركوزي "تدخلتم السبت لدي إدارة التحرير للحؤول دون نشر هذا المقال".

وأضافوا "نعتبر ان ما حصل رقابة غير مقبولة تتنافي مع حرية الصحافة. إن جميع صحافيي المجلة مستاءون من هذه الممارسة التي عفا عنها الزمن والتي يرفضها ابناء مهنتنا في فرنسا والخارج".

وكان الخبر قد أقام الدنيا في فرنسا ولم يقعدها، واعتبرت التحليلات اليسارية الحدث مقدمة لسياسة قمع رهيبة ستلقي بظلالها علي حرية الكلمة في البلد، خاصة وأن الصحافة في مجملها تقع بيد مجموعة الأغنياء الذين صوتوا لساركوزي والذين يهمهم أن يثبت أقدامه بثقل نهائي تسنده مواكبة الصحافة له بالذات. ولذلك فان الرغبة في مقاومة هذا التطلع قد تولدت بعنف في صدر الشعب والمعارضة منذ الآن، وأصبح ساركوزي وما قد تتسبب فيه زوجته؛ المادة الأساسية التي سيتم توظيفها بكل تأكيد لمحاربة ساركوزي، حتي أن السؤال الذي صار يطرح نفسه منذ اليوم الأول للرئاسة وقد بدأ ساركوزي مهتما كثيرا بتوضيح تعلقه بسيسيليا وعمق ارتباطهما المشترك حيث كان يمسك بيدها طوال الوقت، وهو لم يتردد في تقبيلها علي فمها أثناء مراسم التنصيب كما لم يحدث مرة في قصر الإليزيه، هو إذا ما كانت هي بالذات ما سيشكل الباب الذي ستهب من خلاله رياح السموم علي قصر ساركوزي؟

من هي سيسيليا وما قصتها مع ساركوزي؟

تنتمي سيسيليا التي أصبحت اليوم السيدة الأولي لفرنسا إلي جذور اجتماعية ضاربة في العديد من الأراضي والهويات والثقافات؛ بما أورثها دون شك شخصية ذات ابعاد متعددة، هي ما يخلق سحرها فيما يبدو، ويقال أنها وفق هذا المعني كانت تتباهي بأن نقطة دم فرنسية واحدة لا تجري في عروقها. وأنها تميل للحياة البوهيمية ولا يهمها علي الإطلاق القوالب السياسية التي يحاول زوجها السياسي الطموح أن يضعها فيها، وبالتالي فان وصولها لقصر الإليزية ولعبها لدور السيدة الأولي في البلد يشكل بالنسبة لها مصدر قلق بذاته عبرت عنه لإحدي الصحف الأمريكية بقولها سيكون لعبي لدور السيدة الأولي مصدراً لضجر كبير بالنسبة ليّ. فأنا أفضل ارتداء الجينز والحذاء الرياضي واركض في سنترال بارك علي أن أتحول إلي سيدة أولي. أنا جد حريصة علي استقلاليتي . تؤكد مدام ساركوزي في حديثها.

وسيسيليا وعمرها اليوم 49 عاماً، ولدت في 13 نوفمبر 1957, والدها اندريه كان تاجر فرو في باريس, وهو ينحدر عن عائلة من الإقطاعيين الروس المعروفين بالروس البيض الذين حاربوا الشيوعيين, وهو قد غادر روسيا في الثانية عشرة من عمره وتنقل بين العديد من البلدان قبل أن يستقر به المقام في باريس.

ووالدتها تريسيتا (ديانا) وهي يهودية عن أب بلجيكي كان يعمل في السلك الدبلوماسي، وأم أسبانية هي ابنة المؤلف الموسيقي الإسباني المشهور اسحق ألبينيز, وقد كانت في الثامنة عشرة من عمرها عندما التقت باندريه الشاب الروسي الأصل، وتحابا وانتقلا للعيش في العاصمة الفرنسية.

في طفولتها عانت سيسيليا من مرض في القلب مما أعاق نموها, وقد أجريت لها عملية القلب المفتوح, وهي في الثالثة عشرة من العمر، إلا أنها تعافت من هذه الأزمة وحققت نموا طبيعيا حتي أنها أصبحت فارهة الطول بما أهلها للشغل أثناء دراستها الجامعية كعارضة أزياء. وكانت قد عرجت كجدها، لتعلم عزف البيانو قبل أن تتفرغ لدراسة الحقوق، واشتغلت بعد تخرجها ملحقة بمكتب عضو مجلس الشيوخ اليساري رينيه توزي، ويقال أنها قد عرفت أول قصة حب في حياتها مع شقيق هذا السناتور.

علي أن قصة حب أخري سرعان ما ستربطها مع أحد نجوم التلفزيون الفرنسي وهو جاك مارتن الذي التقته مع بديات عام 1984، وحبلت منه ثم تزوجا.علي أن مراسم الزواج كانت قد تمت في بلدية نويي سير سين الضاحية الباريسية الفاخرة والتي كان نيكولا ساركوزي في حينها يشغل منصب عمدتها. ويبدو ان الرجل قد فتن بهذه السمراء القمحية الطويلة، وهو الذي كان يعاني من عقدة قصر قامته، دون أن يعرف أن قدره سيجمعه بها كزوجة ثانية له بعد اثني عشر عاما من هذا التاريخ.

وفي واقع الأمر لن ينتظر ساركوزي كل هذا الوقت لكي يجعل صاحبة القد الطويل تقع في أحضانه، فرغم زواجها من جاك مارتن، وانجابها معه لابنتين, ورغم كون نيكولا ساركوزي نفسه قد تزوج ورزق بصبيين إلا أن وصالا سريا كان قد نسج بينهما علائق علي درجة من الجدية حتي أن الرجل والمرأة كانا يقضيان أغلب أوقاتهما معا، وأخذت ألسنة السوء تتناولهما, حتي أن اللقب الذي شاع عن سيسيليا في هذه الضاحية البورجوازية المحافظة هو عاهرة العمدة . من ناحية أخري سرعان ما ستكتشف زوجة ساركوزي السابقة، كما تذكر كاتبة سيرة نيكولا ساركوزي كاترين ناي خيانة زوجها لها مع سيسيليا خلال عطلة أمضياها في التزلج مع أسرة جاك مارتان، اذ اكتشفت آثار أقدامه تحت نافذة عشيقته.

وكان ذلك العشق الجامح الذي يجمع بينهما قد فرض علي الطرفين الطلاق من رفيقيهما والانتقال للعيش معا بشكل علني أمام كل الأنظار. هكذا تخلت سيسيليا عن جاك مارتن وانتقلت مع ابنتيها للعيش مع نيكولا ساركوزي الذي كان بدأ من طرفه إجراءات الطلاق من زوجته وأم ولديه. وهو الأمر الذي لم يقبله زوج سيسيليا السابق بسهولة حتي أنه يشاع أن نيكولا ساركوزي قد جاء ذات يوم الي مكتبه وعينه سوداء متورمة، نتيجة للكمة عنيفة وجهها إليه جاك مارتان. إلا أن سيسيليا نفت هذه المزاعم وقالت ان نيكولا سقط عن صهوة حصانه مؤكدة أن زوجها السابق لا يميل إلي العنف.

هل تخرج سيسيليا ساركوزي من الاليزيه؟

ويبدو أن محاولة الضغط علي لو جرنال دوديمنش التي أثارت كل هذه الزوابع في فرنسا، لم تكن الأولي من نوعها من طرف ساركوزي فيما يتعلق وحماية علاقته بزوجته، ففي العام 2005 استدعي إلي وزارة الداخلية، وكان يشغل في حينها منصب وزير الداخلية، مدير عام دار نشر ايديسيون فرست فانسان بربار وهدده بملاحقته قضائياً إذا هو قام بنشر كتاب المحررة في "غالا" فاليري دومين المعنون: سيسيليا ساركوزي بين القلب والعقل . وقد أذعن بربار لضغوط ساركوزي إلا ان دومين أصرت علي نشر كتابها. فاتصلت بدار نشر فايار، التي لم تتردد في نشر الكتاب وطبعت منه 100 ألف نسخة، وذلك بعد الحصول علي موافقة سيسيليا نفسها، وتغيير في عنوان الكتاب الذي صار سيسيليا ميشو كورديه اي حاملا اسمها قبل الزواج، وبدون ذكر اسم ساركوزي، والذي ظهرت فيه سيسيليا كزوجة رجل سياسي نافذ، تخلت عن زوجها من اجل رجل آخر، إلا انه لم يتوقف عن السعي لاستعادتها.

وقد تعرضت مجلة يسارية هي "مارين" لضغط مشابه عندما عزمت علي نشر ما ترددت من شائعات حول تعرض سيسيليا للضرب من قبل زوجها، وكيف أنها كانت تنوي هجره مجدداً لهذا السبب، حتي أنها اضطرت لسحب هذا المقال.

وفق كل هذه المعطيات، كل ما يمكن التأكد منه حتي الآن أن الأسباب التي كانت تدعو سيسيليا للهروب من زوجها قد تكون ما زالت قائمة، وأن شخصية ساركوزي الصعبة وغيابه عنها حقيقة لن تخفف منها مهام الرئاسة، كما أن مغامرات ساركوزي الرجل لن يكون من السهل علي سيسيليا المتمردة قبولها، فإذا كان الأمر حقيقة أن أسباب اندلاع الأزمة الأولي بين الزوجين كما يشاع ، هي صور للوزير الشاب في علاقات نسائية "جانبية" قد أوصلها الأعداء إلي أيدي سيسيليا. وإن تلك الصور كانت هي السبب في الضربة التي وجهتها الزوجة المطعونة إلي الزوج الخائن؟ هل يعني هذا أن صورا أخري مشابهة أو مجرد إشاعات حول وجود مثل هذه الصور قد تدفع سيسيليا المجروحة للتصرف بما قد يخرج ساركوزي عن قصر الإليزيه؟

*الراية القطرية




أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر