المؤتمر نت/ جميل الجعدبي: -
اكتشافات هامة على صدر خامس أضخم تمثال في العالم
كشفت أعمال ترميم وصيانة -أجريت مؤخراً في باريس لتمثال يمني من البرونز -عن وجود كتابة بالخط المسند، على بدن التمثال حُصِرَت بـ(12) سطراً. وقال خبير آثار يمني لـ"المؤتمر نت" إنها دلت على الاسم ( ترعثت) وهو اسم الشخص الذي أهدى التمثال للإله إلمقة إله القمر في الديانات السبئية.
وقال عبدالعزيز الجنداري – أمين عام المتحف الوطني بصنعاء – والذي حضر احتفالية عرض التمثال عقب الانتهاء من ترميمه بمتحف اللوفر في باريس إن أعمال الترميم كشفت عن تقنية صناعة تكاد تكون فريدة من نوعها في تلك المرحلة التاريخية، حيث لا يوجد له شبيه في الحضارات المعاصرة من حيث الحجم. مشيراً إلى أنه لا يزيد عدد التماثيل الموجودة في العالم بنفس حجمه عن خمسة تماثيل.
وتحدث المسئول وخبير الآثار في اليمن عن تقنية استخلاص الفلزات من الخامات وطرق السبك والتشكيل وأيضاً نحافة سمك معدن التمثال وهي التقنية التي دلت على براعة وإبداع الفنان اليمني قديماً في صنع التماثيل البرونزية.
موضحاً في تصريح لـ"المؤتمر نت" أن عملية الترميم كشفت -أيضاً -حشو التمثال بمادة الطين المحروق (وهذه التقنية لا توجد في معظم التماثيل البرونزية في مختلف أنحاء العالم).
وقال أمين عام المتحف الوطني إن أعمال الترميم للتمثال اليمني بينت استحالة عرضه واقفاً على قاعدة نظراً لعدم وجود القدمين ونحافة سمك معدنه البرونزي بالإضافة إلى ثقل مادة الطين المحروق المحشو بها جسده.
وأضاف: " لذا كان لا بد من عرضه مستلقياً على ظهره، وقد تم تصميم قاعدة لعرضه بهذا الشكل".
ونظمت إدارة هيئة متحف اللوفر بباريس احتفالية خاصة بعرض التمثال اليمني يوم الثلاثاء 15 مايو 2007م بحضور مدير عام اللوفر السيد "هنري لوريت" والدكتور عبدالله با وزير –رئيس الهيئة العامة للآثار والمتاحف – وأمير العيدروس – سفير اليمن بفرنسا – وأعضاء السفارة بفرنسا وجمع كبير من علماء الآثار والنقوش الفرنسيين.
وغادر التمثال إلى باريس أواخر العام الماضي 2006م للصيانة والترميم في معامل متحف اللوفر والتي استغرقت (5) أشهر، وفق أحدث الخطوات العلمية وبمشاركة مدير إدارة الترميم والصيانة بالمتحف الوطني ونائبيه واللذين حضرا جزءاً من عملية الترميم والصيانة.
تجدر الإشارة إلى أن عرض التمثال الذي يعود تاريخيه للقرن السادس قبل الميلاد – سوف يستمر في متحف اللوفر حتى منتصف أكتوبر من العام الجاري، وبعدها يعود إلى مكانه الطبيعي بالمتحف الوطني بصنعاء.
وظل التمثال قابعاً لفترة طويلة بين أربعة جدران داخل حجرة ضيقة فى أحد مخازن المتحف الوطني بصنعاء، بعد اقتنائه من منطقة الجوف ضمن مجموعة من القطع الأثرية القيمة بقيمة 50 مليون ريال - 250 ألف دولار- فى منتصف العام 2004.
وأكدت خبيرة الآثار الفرنسية مرلين باريت أن التمثال وغيره من الآثار تدل على أن اليمن من الحضارات القديمة الغنية كحضارة الرافدين والفراعنة، لكنها أسفت أن يتم استخراج هذه الآثار عن طريق المهربين وليس عن طريق العلماء المتخصصين الذين يمكنهم من خلال مكان استخراج التمثال معرفة الكثير عنه.