المؤتمرنت - ترجمة - عماد طاهر -
اليمن إلى الأبد
سافر " مييف كيليناك سكينر" إلى اليمن فوقف مسحوراً أمام عجائب هذا البلد وما يمتلكه من تراث تاريخي وأثري .
تغطي مساحة هذا البلد حوالي (530.000) كم مربع من شبه الجزيرة العربية ومساحته بحجم مساحة فرنسا تقريباً أنها أرض مرتفعة تلتقي حدودها مع حدود المملكة العربية السعودية وسلطنة عمان ولها شريط ساحلي شرقي وغربي الأول مطل على البحر العربي والثاني على البحر الأحمر ويوجد في مياهه الإقليمية حوالي (200) جزيرة ويمتلك سبعة مطارات تتوزع على كلٍ من المدن التالية ( صنعاء ، عدن ، تعز ، المكلا ، الحديدة ، الغيظة ، سيئون ) تبدوا طرقها السريعة جيدة وأكثر تنظيماً لكن الطرق الفرعية فيها محفوفة بالمخاطر ومليئة بالحفر .
تبدوا سيارات تويوتا رباعية الدفع والسيارات الصغيرة والدرجات النارية والجمال والحمير أكثر أشكال النقل المتداولة في هذا البلد .
أن هذه الأرض أسطورية بكل ما في الكلمة من معنى ولطالما عاش فيها شعباً مدهش من عهد الملكة بلقيس وحتى الآن .
سافرت ملكة سبأ متنقلة بالجمال إلى القدس حيث التقت بالملك سليمان ( و البعض يقول أنها تزوجت منه ) وخلفت له ولدان.
كانت اليمن أول من صّدر البخور والتوابل التي عادت عليها بثروة عظيمة قامت على إثرها مختلف الحضارات التي تعود إلى القرن التاسع قبل الميلاد .
يعد الفن المعماري اليمني فريد من نوعه وليس له مثيل على مستوى العالم لذلك أطلق على بناياته أعلى ناطحات سحاب في الخليج العربي لإرتفاعه الكبير على مرور السنين .
تسير ساعتين على البحر لتصل أخيراً إلى أرض ناطحات السحاب التي بنيت بعضها قبل ألف سنة.
قمنا بجولة في هذا البلد عبر شركة العالمية للسياحة والسفر ، بدأت جولتنا من العاصمة صنعاء التي يبلغ عدد سكانها حوالي (3) ملايين نسمة ، ليس من الغريب في مكان أن تدرجها منظمة اليونسكو ضمن الموروثات العالمية ترتفع منازلها إلى (6أو 7) طوابق عالية في الحي القديم من صنعاء ، وهذه الأبراج التقليدية بنيت قبل حوالي (700) سنة من الطين والصخور البركانية الذهبية اللون المبنية بإحكام تزين كلٍ من المشربية والقمرية ( نصف هلال فوق النافذة ) كلٍ على حده بالجص ، ترى القمرية مزينة بالزجاج الملون متشابكة مع الشرفات والتي لا تزال تسكن فيها الأسر العريقة ، مشينا بعض خطوات من باب اليمن إلى داخل السوق بينما ترى منظر السوق وكأنك تدخل متحف حي انها جنة المتسوقين يباع كل شيء هناك كألبسة النوم التي تلبس تحت العبايات الملونة ، والقفطانات الملونة بالخرز ، والشيلان وحقائب اليد المصنوعة يدوياً ، والجنابي ( الخناجر ) بأحزمتها المزخرفة بالنسيج الذهبي والفضي وقلائد المرجان والعنبر والجزع واللازورديات والعقيق والكثير من المنتجات المحلية كالعسل والحناء والبن ( موكا ) والحلاوة التي يتنافسون على بيعها وهناك دكاكين لبيع الأدوات الإلكترونية المرصوصة الواحدة تلو الأخرى ، يوجد أيضاً دكاكين لبيع السجاد ودكاكين لبيع القات ( الأوراق الخضراء المخدرة نسبياً ) التي يمضغها حوالي (85%) من اليمنيين هذه الوريقات الخضراء يرجع إليها اللوم في عرقلة تقدم هذا البلد وارتفاع أسعاره.
هناك فنادق خمسة نجوم في صنعاء مثل ( فندق تاج سبأ ، وشيراتون ، وفندق ميركيور ، الذي يطلق عليه محلياً (دار الضيافة) ) يفضل رجال الأعمال هذا الفندق كثيراً وأيضاً السياح والزوار يفضلون الاستمتاع بالقسم الثقافي من هذا الفندق .
قمنا بزيارة دار الحجر ( قصر الإمام يحيى ) في وادي ظهر الذي بني قبل حوالي (200) عام على صخرة طويلة في ضواحي صنعاء ، والذي كان يعتبر السكن الصيفي للإمام ، ويقوم معظم اليمنيين بزيارته وتصويره .
مدينة تعز
كانت العاصمة القديمة للإمام ، تقع في منتصف الطريق بين صنعاء وعدن وهي على ارتفاع (1400) متر فوق الهضاب الغربية المرتفعة ، تقع تحت جبل صبر الذي يبلغ ارتفاعه (3200) متر فوق سطح البحر يسكن هذه المدينة حوالي (500) ألف نسمة ، فيها السوق القديم ذو المنظر البديع تجذبك بناياته التقليدية وقصوره الحديثة في وسط المدينة.
هناك استثمارات ضخمة محلية في تعز من قبل مجموعة ( هائل سعيد أنعم ) بما فيها فندق ( سوفتيل ، ومستشفى السعيد ) .
تشتهر مدينة تعز ببيع الجبن ونسيج القطن والفضة والمجوهرات والبن والقات وفيها أيضاً جامع الأشرفية المعلم البارز فيها ، وأيضاً القلعة القديمة الجاثمة فوق قمة أحد الجبال العالية التي يبلغ ارتفاعه (450) متر فوق المدينة، لايفوتك الذهاب إلى سوق الأحد في وادي الضباب الواقع على بعد (10) كم من المدينة .
مدينة عدن
هي أحدى ثاني أكبر ميناء بعد نيويورك في العالم والتي كانت مستعمرة والآن تعد المدينة المركز التجاري لهذا البلد بأسواقها الحديثة فضلاً عن العديد من الشواطئ والصهاريج الجذابة ( خزانات المياه ) والتي بنيت في القرن الأول بعد الميلاد لكي تقوم بجمع المياه العذبة من الجبال المحيطة بالمدينة .
مدينة شبام
شبام تعني باللغة الحميرية القديمة ( الارتفاع ) الموقع الثاني الذي دخل في الموروث العالمي من قبل منظمة اليونسكو .
هنا وليس في أي مكان آخر في العالم ستنذهل وتذهب نفسك بعيداً وأنت تلقي أول نظرة على مدينة شبام ( المدينة المفقودة ) في حضرموت .
كانت المرأة الإنجليزية فريا ستارك هي التي اكتشفت هذه المدينة عام 1936م وقامت بوصف أفضل تجربة عاشتها في هذه المدينة في حياتها (بدت المدينة كما لو كنت تتجول من منحدر عالي إلى وسط الوادي وكأنها لوحة رسمت بفرشاة رسم عملاقة .
إن المدينة قديمة جداً متجعدة وكأنها صنعتها الأرض وصنعت حولها التلال ، بنيت هذه المدينة فوق التل ليس هناك شك في الكذبة التي تقول أن هناك مدن مدفونة للأسلاف القدماء إنها مدينة شبام .
مدينة المكلا
يعتبر ميناء المكلا أقدم ميناء على الساحل الشرقي لليمن وتعتبر مدينة المكلا خليط من العربية والفكتورية والفن المعماري الهندي ، تشتهر هذه المدينة بصيد الأسماك من أعماق البحار وتربية السلاحف والدلافين الراقصة في شواطئها البكر ويوجد فيها حصن الغويزي الذي بني في عام 1884م والذي يعتبر نموذجاً لجمال الفن المعماري في اليمن .
مدينة مأرب
العاصمة السابقة لمملكة سبأ والتي كانت ملكتها أول وأعظم امرأة أثرت في التاريخ إنها الملكة بلقيس ملكة هذه المملكة العظيمة ، يوجد في هذه المنطقة أطلال قديمة يعود تاريخها إلى القرن الثامن قبل الميلاد تبدوا واقفة بثبات وكأنها مجموعة حراس تقوم بحراسة الصحراء القاحلة التي حولها ، يوجد في هذه المدينة سد مأرب العظيم القديم الذي يسقي (25) ألف هيكتار تم إعادة بنائه في عام 1986م و بتمويل الشيخ الراحل زايد بن سلطان – رئيس دولة الإمارات – تكريماً لأسلافه الذين أتوا من هذه المنطقة .
جزيرة سقطرى
تعد جزيرة سقطرى أكبر جزيرة في اليمن ، تبعد عن الساحل الشرقي لليمن بحوالي (340) كم وعن الصومال بحوالي (250) كم وهي ضمن المحميات العالمية في منظمة اليونيسيف يبلغ طولها (120) كم وعرضها (40) كم يسكنها حوالي (35) ألف نسمة متميزين بثقافتهم ولغتهم الخاصة بهم ، يوجد في هذه الجزيرة (800) نوع من النباتات والتي منها (250) نبته لا توجد في أي مكان آخر في العالم فهي إحدى مناطق العالم الأكثر تفرداً بالبيئة الطبيعية ، يوجد فيها أيضاً أنواع نادرة من الطيور والحيوانات والنباتات المصنفة من الأنواع المهددة بالانقراض ، إن انعزالها يجعل منها كما قيل " الأرض قبل الزمن " .
تتخفى غيومها خلف الجبال المرتفعة بحوالي (1500) متر فوق الوديان والغابات الكثيفة والبحيرات والأنهار الجبلية المحاطة بالشواطئ البكر المتألقة .
خلال فصول الرياح الموسمية من أبريل إلى يونيو تكون هناك غيوم كثيفة ورياح قوية تأتي من أعالي البحار مما يجعل من المستحيل الوصول إليها .
إن جزيرة سقطرى تعتبر منطقة منقطعة تماماً عن العالم وهذا هو السبب الذي جعلها تحتفظ بجمالها النادر الذي ليس له مثيل .
تعتبر جزيرة سقطرى المكان الوحيد المصّدر للبخور واللبان ونبات المر في العالم بجانب عمان وتعد الجزيرة الوحيدة التي تنتجه بوفرة وإن هذه الجزيرة تعتبر حصاد القرون القديمة والآن تكاد تستنفذ احتياطاتها منه .
يوجد في جزيرة سقطرى سبعة أنواع من البخور وأربعة أنواع من نبات المر الموجود بوفرة فيها .
المصدر :
Travel and Tourism News