طه العامري -
للدكاك.. هذا بعض مما عندي وعند تعز
نعم في البدء كانت "الكلمة " أسكن الله " ادم الجنة" ولكنه غادرها بعد أن "أزله الشيطان" بالكلمة".
إذاً هناك "كلمة الحق والصدق" وهناك "كلمة الكذب والباطل" .. ,الكلمة إن لم تكون صادقة فهي ركيكة المعنى مجزأة الأطراف فاقدة لإمكانية التأثير ولا قيمة لمثل هذه الكلمة أن جاءت فاقدة لبريق الحقيقة والمصداقية، ولا قيمة لمن يسوقها. ويزداد الأمر سوءً عن أولئك الذين يستغلون الكلمة ومناخ الحرية والتعبير والديمقراطية لتسويق ثقافة الابتذال الرخيص فتصيبنا الحسرة على " الكلمة " لأنها حال كهذا تكون أشبه بـ"امرأة" ذات أصل وحسب ونسب ومكانة في قومها فتسوقها الأقدار إلى كنفٍ عبد أجير" ليمارس الوصاية عليها..؟!
وهذا ما يمارسه البعض من المرجفين " مع الكلمة ويخضعونها لمنطقهم الأستلابي ولنوازعهم القاتمة ، ونزعاتهم المريضة، ويسعون إلى تطويع الكلمة، ورسالتها لخدمة أهدافهم المريضة وليجعلوها تتماهى مع نظرتهم السوداوية ونرجسيتهم وأنا نيتهم الانتهازية السافرة كمواقفهم وأنفسهم الأمارة بالسوء.
أحد هؤلاء الذين انحطوا بـ"الكلمة" والموقف والرأي والمهنة، وحولوا كل هذا إلى " إسفاف" هو " صُبي" كما نقول في "تعز" يدعى صلاح الدكاك" الذي جعله أصحاب الثوري مرجفاً بامتياز مع مرتبة الانحطاط فقط لأنه من تعز، والهدف أرخص من النوايا..
إسفاف الدكاك ليس جديداً وليس الوحيد الذي يتم توجيهها نحو مثل هذه الكتابات التي تعبر عن مشاعر مناطقية وطائفية عفنة، ولا تعكس قيم وأخلاقيات وثقافة أبناء هذه المدينة اليمنية الرائعة والمناضلة والرائدة في تكريس قيم الولاء الوطني وثقافة الانتماء للوطن للأرض والإنسان والتحولات.
" تعز" الحاضرة الوطنية والمحافظة لنضالها الوطني كغيرها من المحافظات والمدن اليمنية تعاني من نزق المرجفين وطابور المرتهنين الذين يقيسون الوطن وتحولاته وإنجازاته من زاوية مصالحهم الشخصية وبصراحة أقول إن الذين يرفعون الخطاب الطائفي والمناطقي ويحسبون أنفسهم على " تعز" هم دخلاء على هذه المحافظة وغرباء عنها ولا يجسدون قيمها وأخلاقيات أبنائها الذين لم يكونوا يوماً " جبناء" كما زعم "الدكاك" وليس هم من يتحسرون على أنفسهم داخل الغرف المغلقة كما زعم لأن أبناءهم جزءاً من أبناء اليمن بامتداده الجغرافي الطبيعي وهم جزءاً من أبناء الأمة العربية والإسلامية وهم جزءاً من التحولات الحضارية الوطنية ينعمون بكل مقومات الأمن والاستقرار ويتحملون نصيبهم من أي معاناة وطنية كبقية أبناء الشعب اليمني.
و"تعز" لا يشرفها الطائفي ولا المناطقي ولا من يثير هذه النزاعات وإن كان محسوباً عليها.. فهو عمل غير صالح هكذا تعاملت "تعز" ولا تزال مع كل مارق وخارج عن القانون، ومثير للنعرات ومقلق للسكينة الوطنية.
"تعز" التي انطلقت منها شرارة الثورة والجمهورية، ومنها بزغ نجم فخامة الأخ علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية هي "تعز" التي نبذت أصحاب الخطاب الطائفي والمناطقي ومثيري الفتنة أولئك الذي جعلوا من هذا الخطاب سلماً يصلهم لأطماعهم وأهدافهم الدنيئة.
لقد عرفت "تعز" عبر قرنٍ مضى من الزمن الكثير من أصحاب الخطاب الطائفي، والمناطقي، ومثيري الفتن الذين اتخذوا هذه السلوكيات طريقاً نحو أهدافهم الخاصة ونزعاتهم الذاتية والنرجسية ، وكل هؤلاء للأسف كانوا دخلاء على " تعز" وعن ثقافتها الوطنية والوحدوية الأصيلة، ومع ذلك ذهب كل هؤلاء وبقيت "تعز" تنمو وتتطور ونعيش تحولات الوطن.. ووقفت ضد كل المشاريع التآمرية وأبرزها الانفصال والطائفية، لا خير أن نعاني ونعيش في كنف المعاناة الوطنية أياً كان شكل هذه المعاناة فهي قضية كل الوطن اليمني وأسبابها هو طابور المتآمرين الطائفيين والمناطقيين الانفصاليين، وأبواقهم وأزلامهم ومنهم هذا الدكاك الذي أتمنى أن يدرك أنه ليس من "تعز" بل هو مواطن من أبناء اليمن و"تعز" له رأي يعبر عنه باسمه وبموجب القوانين وأن يحترم مشاعر الناس ويخدم القيم السائدة ويعبر عن رأيه ولكن بعيداً عن الإسفاف ولابتذال ولغة الانحطاط التي قطعاً لا تضر "تعز" بل نقول هذا من باب النصيحة وحسب.
وقد يكون للدكاك معاناته الشخصية وأزماته الذاتية وطلباته ومن حقه أن يسعى لتحقيقها ولكن عبر طرق وأساليب شريفة وليس بهذا الرخصان والكلام المبتذل وليس بلغة الطائفية والمناطقية وإثارة النعرات التي لم تعد تحركها مثل هذه الطروحات المتخلفة والعقيمة..!
إن تعز برجالها وأبنائها ومواقفها ومكانتها على الخارطة الوطنية أكبر من أن يتحدث عنها المدعو الدكاك الذي لا يدرك أن الثوري تستغل ابتذاله لأهداف الفساد عندما تتوهم أن ضالتك قد تجدها في هذا الدكاك الذي يجهل "تعز" وقيمها وتاريخها كما يجهل دوافع "الثوري" التي من قِلّتِ " خيولها أسرجت الكلاب"..؟!
كنت أتمنى أن أكون أكثر حصافة لكن للأسف لم يترك هذا الدكاك لنا خيار للحصافة التي لا تليق مع أمثال هؤلاء المرجفين حد الغباء.. ليست المرة الأولى التي يتناول فيها الدكاك تعز وينصب نفسه وكيلاً عنها وليست "تعز" هي التي تحركها هذرمة أمثال هؤلاء، لأن "تعز" وأبناءها يكفيهم فخراً أنهم ساهموا وبفعالية في انتصار (7/7/1994م) كما ساهموا في كل الانتصارات والتحولات الوطنية، وتعز شهدت مع الأستاذ القاضي أحمد عبدالله الحجري محافظ المحافظة الكثير من الانجازات الاقتصادية والتنموية والشفافية الحضارية، و"قبيلة الحجري" هي قبيلة يمنية وطنية مسكونة بقيم الهوية والانتماء والنضال والإيثار والتضحية والإخلاص للوطن والشعب، و القاضي الحجري أنجز لتعز الكثير من الانجازات وفي مختلف المجالات لكن من الطبيعي ألاَّ يراها أمثال الدكاك ومن أين له أن يدرك كل التحولات الوطنية حوله، إن كان لا يزال يعيش في أوهام الثوري وعصر ما قبل (22) مايو 1990م.
أما الأبطال الذين قال إنهم " سُحلوا عرايا " من أبناء تعز أقول لهم ولكن فيما كان يسمى " جمهورية الحزب الاشتراكي" وعلى يد الجبهة الاشتراكية والقتلة الذين عاثوا في الأرض فساداً وطبعاً هذا تاريخ لا يدركه الدكاك الذي لم يعرف مدينة تعز أصلاً إلا بعد عام1994م ، وبعد التحولات الحضارية الوطنية التي تحققت لشعبنا علي يد فخامة علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية وتعز بكل هذا لا ترحب "ببوش" ولا تخشاه ، ولا تخشى من كان في مشروع الانفصاليين وبإمكان الدكاك أن يلحق الانفصاليين إلى حيث هم دون الحاجة لأن يقطع صحاري المهرة.