المؤتمرنت - وسائل جديدة لمنع الحمل النسائية رغم تعدد أشكال وسائل تنظيم الأسرة، فإن اختيار الوسيلة الملائمة لمنع الحمل واستخدامها بالشكل الصحيح مع المواظبة عليها، يمكنه أن يمنع حدوث الحمل، علاوة على الوقاية من الأمراض التناسلية، وكانت إدارة الغذاء والدواء الأمريكية قد أعلنت موافقتها على البدء بإنتاج واستخدام نوع "لايبريل" كأحدث أنواع أنظمة حبوب منع الحمل الهرمونية. وتتميز الحبوب الهرمونية الجديدة باحتوائها على هرموني استروجين وبروجسترون أسوة بحبوب منع الحمل العادية لكنها تختلف عنها في توزيع كمية الهرمونات المتناولة خلال أيام الأسبوع المختلفة.
والمعلوم أن حبوب منع الحمل العادية تعتمد على نظام إعطاء هرمون استروجين وبروجسترون يوميا طوال ثلاثة أسابيع، ثم في الأسبوع الرابع تتناول المرأة حبوبا لا تعلم أنها وهمية و فارغة من أي محتوى هرموني، لأن منع الحمل يتم بتناول الهرمونات في ثلاثة أسابيع طوال الشهر دون الحاجة الى تناولها في الأسبوع الرابع. ولكن وخوفا من عدم القدرة على ضبط حساب راحة الأسبوع كاملا، يفضل الأطباء أن تستمر المرأة في نظام تناول حبة يومية من دون توقف.
والحبوب الجديدة تستمر في إعطاء الهرمون يوميا والغاية من ذلك رفع درجة ضمان منع الحمل وتقليل احتمالات حصول نزيف متقطع ولو بكميات قليلة أثناء أيام الدورة الشهرية، أي غير أيام الحيض نفسه، وذلك بالمقارنة مع حبوب منع الحمل الهرمونية العادية.
وهنالك العديد من الوسائل الأنثوية المتاحة للمرأة لمنع الحمل، منها الوسائل الطبيعية والوسائل الهرمونية والميكانيكية والجراحية.
* وسائل طبيعية ومن أشهر الوسائل الطبيعية طريقة العد أو الحساب هنا يتم الاعتماد على تحديد موعد الإباضة وبمنع الجماع خلال هذه الأيام يمكن منع الحمل ويمكن تطبيق هذه الطريقة مع النساء اللواتي تكون الدورة لديهن منتظمة كل 28-30 يوما، ويتم تحديد موعد الإباضة بعدة طرق، منها ارتفاع درجة حرارة الجسم في يوم الإباضة نصف درجة عن درجة الحرارة المعتادة. وبقياس درجة حرارة الجسم في الأيام المتوقعة للخصوبة يمكن تحديد يوم الإباضة.
ثانيا: ملاحظة زيادة إفرازات عنق الرحم (الإفرازات المهبلية) مع حدوث تغير في لون وسماكة تلك الإفرازات في فترة الإباضة.
ثالثا: تغير ملمس عنق الرحم، حيث يصبح عنق الرحم أكثر لينا واتساعا ورطوبة مع بداية فترة الخصوبة ويكون أكثر صلابة ومغلقاً أثناء الفترة غير الخصبة.
رابعا: استخدام بعض طرق الفحص كأخذ عينة من البول وفحص نسبة هرمون (LH) الذي يكون مرتفعا في يوم الإباضة.
ويتم الامتناع عن الجماع ثلاثة أيام قبل وثلاثة أيام بعد الإباضة. وهذه الطريقة لا تنطبق على السيدات المرضعات أو اللواتي دورتهن غير منتظمة.
ومن الوسائل الطبيعية الأخرى، الامتناع عن الاتصال الجنسي المهبلي أي تجنب الجماع في المهبل تماما أثناء فترة الخصوبة ويطلق عليه الامتناع الدوري عن الجماع أو فترة الأمان.
كما يمكن استخدام طريقة العزل أو ما يسمى بالقذف الخارجي.
* وسائل هرمونية اما الوسائل الهرمونية فتشمل: أولا، استخدام حبوب منع الحمل التي تعمل على إيقاف عملية الإباضة عن طريق إعطاء هرمونات الاستروجين والبروجسترون بكميات وجرعات بسيطة تساعد على تثبيط هرمونات الغدة النخامية، وبذلك يتم إيقاف عملية نمو البويضات. ويتوفر العديد من أنواع حبوب منع الحمل التي يختلف فيها تركيز هرموني الاستروجين والبروجيسترون وتقسم إلى نوعين:
الحبوب المختلطة: وتحتوي على الاستروجين وهرمون البروجيسترون بتفاوت جرعة الاستروجين بين 20-50 ميكروغراما، حيث تعتبر الحبوب التي تحتوي على تركيز قليل من هذا الهرمون أكثر أمانا، حيث إن أكثر الأعراض الجانبية التي تؤثر في الشرايين والقلب تكون مرتبطة بهذا الهرمون وهناك تحضيرات مختلفة لهذه الأنواع منها ذا ت اللون الواحد أو اللونين أو الثلاثة ألوان التي تشير الى نسب تركيز الهرمون، مما يعني أن جرعة هذه الهرمونات تتغير خلال الشهر الواحد لتكون مشابهة إلى حد كبير لتركيز الهرمون في الجسم بالصورة الطبيعية و بهذا ينظم الدورة الشهرية بصورة أفضل.
هناك نوعان من حبوب منع الحمل: الحبوب المختلطة والحبوب المفردة. ويعمل هرمون الاستروجين الموجود في الحبوب المختلطة على رفع مستوى الاستروجين في الدم وبالتالي تثبيط إفراز هرمون FSH في الغدة النخامية وهو المسؤول عن نمو البويضات بينما يقوم هرمون البروجيسترون بمنع إفراز هرمون LH الذي يكون مسؤولا عن عملية الإباضة.
من فوائد هذا النوع من الحبوب تنظيم الدورة الشهرية، تقليل الآلام المصاحبة للدورة، وتقليل كمية الدم وفترة الدورة، كما وتقل احتمالات الإصابة ببعض أورام الثدي الحميدة وكذلك أكياس المبايض وظهور مرض البطانة الرحمية الهاجرة وحب الشباب وأحيانا بعض التهابات الحوض.
وهناك بعض الدراسات التي تشير إلى أن هذا النوع من الحبوب يقلل أيضا من نسبة الإصابة بالأورام السرطانية لعنق الرحم والرحم. أما أضرارها الجانبية فتشمل زيادة الوزن، اضطراب الجهاز الهضمي مثل القيء، اضطراب الحالة المزاجية والنفسية، كبر حجم الثدي واحتقانه والشعور بالألم لدى ملامسته، ازدياد قابلية الدم للتخثر المؤدي الى جلطات الأوردة العميقة للساق. وهنالك الكثير من الموانع الصحية والطبية لاستخدام هذا النوع من الحبوب كأمراض القلب والصمامات والرئتين والتهابات الحوض والأورام... وغيرها الكثير من الموانع والتي تحدد من قبل الطبيب المعالج لتحديد صلاحية وفعالية استخدام الحبوب.
الحبوب المفردة: وتحتوي على هرمون البروجيسترون فقط، وتستخدم لتجنب الأضرار الجانبية للحبوب المختلطة، وتعمل هذه الحبوب على منع الحمل بمنع عملية التبويض وتغيير إفرازات عنق الرحم مما يؤثر على طبيعة بطانة الرحم، فبالتالي تعيق دخول الحيوانات المنوية إلى رحم المرأة بالصورة الطبيعية وعلى انغراز الأجنة.
من أعراضها الجانبية: عدم انتظام الدورة الشهرية، حدوث آلام الرأس، اضطرابات الجهاز الهضمى والشعور بالانتفاخ، اضطرابات نفسية ومزاجية.
وتستخدم حبوب البروجستيرون في جميع الحالات التي يعتبر فيها هرمون الاستروجين محظور الاستخدام. ويمنع استخدام حبوب البروجستيرون حال اشتباه أو تأكيد وجود حمل، وجود نزف مهبلي غير مشخص وبعض أمراض القلب والشرايين المشخصة حديثا وغيرها.. الخ.
* حقن طويلة المدى ثانيا: حقن البروجستيرون: تحتوي هذه الحقن على هرمون البروجيسترون طويل المفعول وهو مدروكسي بروجيستون استيت ومادة نوراثيستيرون انانثيت وتعطى هذه الحقن بالعضل وبجرعة 150 ملغم كل 12 أسبوعاً وتقوم هذه الحبوب بمنع عملية الإباضة. قد تعمل هذه الإبر على تثبيط عملية الإباضة لمدة سنة واحدة بعد استخدامها ولهذا لا ينصح باستخدامها لمنع الحمل لفترات قصيرة اذا كانت السيدة ترغب بالحمل بعد مدة ليست بطويلة. كما وتسبب ازدياد الوزن وكذلك ازدياد نسبة هشاشة العظام، وقد تؤدي الى انقطاع الدورة لفترات طويلة وأحيانا ضعف الدورة الشهرية وعدم انتظامها.
ثالثا: مستحضرات البروجستيرون تحت الجلد: وهى عبارة عن كبسولات تحتوي على عبوات خاصة تفرز هرمون البروجستيرون بصورة بطيئة ولفترة محدودة وتزرع تحت الجلد في منطقة الساعد تحت التخدير الموضعي وتزال أيضا بنفس الطريقة، تتكون من ست كبسولات تحتوي على هرمون ليفينوريجستريل يفرز بجرعة 30-35 ميكروغراما خلال 24 ساعة ولمدة 18 شهراً أي سنة ونصف. وتعمل هذه الكبسولات لمدة 5 سنوات وتعود الخصوبة الطبيعية كسابق وضعها بإزالتها مباشرة وهي طريقة امنة وبنسب فشل ضعيفة جدا.
* وسائل ميكانيكية وتشمل الوسائل الميكانيكية: أولا، اللولب الرحمي وهو الأكثر انتشارا وفعالية، يتم خلالها زرع اللولب وهو عبارة عن الة بسيطة مصنوعة من البلاستيك وقطع نحاسية صغيرة داخل الرحم لمنع انغراز الأجنة وكذلك يقوم بتفاعلات داخل الرحم تقلل من نشاط الحيوان المنوي ووصوله إلى قناة فالوب، وهناك أيضا اللولب الهرموني الذي يحتوي على هرمون البروجيسترون الذي يساعد في علاج الدورة المصحوبة بآلام شديدة ويقلل كمية الدم النازف أثناء الدورة الشهرية. ولقد تحدث ملحق الصحة عنه فى عدد سابق.
ثانيا: الواقي الأنثوي الذي يعد من السبل المتوفرة الزهيدة الثمن نسبيا لمنع الحمل، ويحتوي على حلقة مطاطية من إحدى جهاته توضع داخل المهبل قبل الجماع.
ثالثا: الحلقة البلاستيكية وتقوم بمنع وصول الحيوانات المنوية خلال عنق الرحم، والتي يتم تركيبها وتحديد قياسها من قبل الطبيب المختص، ويفضل استخدام بعض المستحضرات التي تقتل الحيوانات المنوية معها لزيادة فعاليتها.
رابعا: مستحضرات قتل الحيوانات المنوية: توجد بعدة أشكال منها الكريمات والجل والبخاخ (الاسبراي) وكذلك التحاميل المهبلية لكن لا ينصح باستخدامها بمفردها ويفضل استخدامها مع الطرق الأخرى لمنع الحمل لزيادة الفعالية.
* وسائل جراحية اما في الوسائل الجراحية، فيعتمد التدخل الجراحي على قطع الطريق الموصل بين الحيوان المنوي والبويضة مع الاحتفاظ بالدورة الشهرية وانتظامها إذ ان البويضة لا زالت تفرز من المبايض في موعدها المحدد كل شهر لذلك لن تحس المرأة بأي تغيير.
وتتم هذه العملية بثلاث طرق إما عملية فتح بطن مصغرة عن طريق فتحة صغيرة في أسفل البطن تحت التخدير العام ويتم إغلاق قناتي فالوب بعدة وسائل منها الخياطة أو القطع باستئصال قطعة صغيرة من الأنبوب ثم ربط الطرفين مع بعضهما أو استخدام الكي وإغلاق الأنبوب. أو استخدام الحلقات البلاستيكية (الكليبسات) لغلق الأنبوب. كما يمكن اجراؤها عن طريق المنظار البطني، وتعد هذه الطريقة اقل ألما للمريضة وتغلق الأنابيب بنفس الطريقة السابقة.
الشرق الاوسط
|