حسن أحمد اللوزي -
الـ17من يوليو..تاريخ الشواهد الناصعة في بناء اليمن الجديد
مع إشراقة نهار هذا اليوم الخالد خلود الأيام التاريخية الفاصلة في حياة الشعوب والأمم وخلود الامتداد الروحي العميق والمفصلي الوثيق بفجر الثورة اليمنية الخالد سبتمبر وأكتوبر.. ينطلق عامٌ جديدٌ في المسيرة المباركة بقيادة فخامة الأخ/ علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية ولموكب التحولات السياسية والثقافية والاقتصادية والاجتماعية بل والحضارية في اليمن المعاصر الذي نهض وجوداً شامخاً على خارطة الحياة الإنسانية في الأربعة العقود المنصرمة من القرن العشرين وفي المستهل المشرق في القرن الواحد والعشرين.
وبما يمثله ذلك يستشرف الشعب اليمني بكل الثقة وبعظمة الأمل العام الثلاثين من ذلكم العمر الغني بالمباهج والمسرات والمواجهات والتحديات وبالتفاعلات الحية في صناعة التاريخ الجديد لوطنٍ كان يوصف بذلك المجهول ثم صار اليوم في قلب المعرفة الإنسانية مجدداً ككل حقيقة معلومة وبينة وواضحة لأنه عبر من حياة الموت والاضمحلال إلى ذروة التحرير والحرية ومن حياة الخوف والقلق والتصادم معها بإملاءات المجهول إلى استرداد الحرية والكرامة وعزة الإنسان والانتصار لحقوق الإنسان في ظل الثورة اليمنية المباركة سبتمبر وأكتوبر ليصارع ويواجه كل تحديات الحياة على امتداد خارطة الوطن وفي مواجهة التأثيرات القادمة من الدوائر المحيطة بهذا الوطن عربياً.. وإنسانياً.. ودولياً وبناء العلاقات الوثيقة والمثمرة على كل صعيد وبفضل القائد الحكيم مكتمل الصفات القيادية أخذ الوطن اليمني الحر العبور إلى المستقبل من لحظة الحقيقة الساطعة وهي امتلاك القيادة الحكيمة المقتدرة والمدركة لمعنى وواجبات الحرية والتي تطلبت توظيف كل القدرات لدى الفرد والمجتمع والدولة التي كانت تبدو متهالكة ضعيفة النفوذ تائهة الحدود من أجل الوصول إلى دولة مكتملة السيادة واضحة النهج من خلال القضاء على الفراغ السياسي وجنايات الملاحقة السياسية التي كانت تستند على نص في الدستور حينذاك ونفي المجهود وامتلاك المصير المضي في وجهة المستقبل الذي صار ملك الرؤية الوطنية الثابتة القسمات والصور في المبادىء التي ترسخت وتثبتت في النصوص الدستورية الجديدة وفي الأنظمة والقوانين المرتبطة بذلك.
ولاشك أن ذلك كله ماكان ليتحقق لولا إيمان القائد علي عبدالله صالح بالإنسان وبأهمية الانتصار لحقوق الإنسان وأن بداية الطريق العملي لذلك إنما يتحقق بتجسيد الأهداف الستة السامية للثورة اليمنية المباركة والتي صاغها شعبنا من عمق معاناته المريرة ومن وهج أحلامه المستقبلية فبذل كل الجهود من أجل أن يشارك كل أبناء الشعب في تحمل المسئولية الوطنية ليقوموا هم بالتغيير المنشود في كل جوانب الحياة وأن تتعزز النتائج التي تحققت في البرنامج الإنمائي الثلاثي وعطاءات أول تجربة للتنمية الاقتصادية الشاملة في الخطة الخمسية الأولى إلى رؤى واضحة ودقيقة في الأهداف والاستراتيجيات كما في الخطط التالية بل وليبنى الإنسان اليمني تجربته الديمقراطية في تجسيد المتاح من إمكانات الحرية السياسية وفي خندق يجمع توجهات الشعب في بوتقة واحدة يستوعب كافة رؤاه وتياراته السياسية الظاهرة والمستترة في ظل المؤتمر الشعبي العام وذلك إيماناً صادقاً منه وعملاً أكيداً وجدت ثماره الملموسة في كافة الميادين الإنمائية والديمقراطية بترجمة إيمان القائد بأن تحقيق المكتسبات الوطنية الهامة والمنجزات الإنمائية والديمقراطية الكبيرة إنما تتحقق بتعاون جميع أبناء الشعب وتوظيف المقدرات المتاحة والحصول على موارد جديدة يمكن توظيفها في هذا الاتجاه بداية من تكثيف كل الطاقات والجهود من أجل استخراج خيرات الشعب الكامنة في أعماق الأرض الطيبة واستثمارها في صالحه ودون التجاهل لمتطلبات العمل الوحدوي المشترك من أجل تقريب الانتصار على هاوية التشطير ولأن الوحدة اليمنية في جوهرها لاتعني فقط إعادة الاعتبار للتاريخ اليمني والانتصار لوجوده الواحد والانتصار لأهم أهداف ثورته وإنما أيضاً هي تعني تكتيل القوى والإمكانيات الوطنية في خدمة غايات الشعب وفي تعزيز مكتسبات الثورة اليمنية التي دفنت الإمامة ودحرت الاستعمار ولهذا الإيمان صور وشواهد ناصعة غنية بها حياتنا اليمنية خلال التسع السنوات والعقدين الماضيين وتطابق ذلك مع الحرص بأن يأتي كل يوم وكل عام بمنجزات جديدة وأن تكون المناسبات الوطنية احتفالاً بمضاعفة رصيد الشعب في الانتصار لحقوقه ولعزته ولتقدم وتطور الوطن في كافة المجالات.
وعندما بلغت المسيرة ذروة النجاح مع اكتمال نصر الثورة بإنجاز الوحدة وتحصن الدولة الفتية بالديمقراطية والتعددية السياسية والالتزام بمبدأ التداول السلمي للسلطة صارت عافية الجسد اليمني وتعاظم الروح الوطنية الأبية تقود حركة الوطن العاقلة نحو مواصلة صناعة منجزات التاريخ اليمني المعاصر باعتبارها مسئولية كل أبناء الشعب وإن ضمانة القيمة الحقيقية للفرد والمجتمع ولمؤسسات المجتمع المدني والتسليم الصادق للحقوق والحريات حقيقة ملازمة لاستثمار كل مقدرة الشعب وترسيخ حقيقة حكم الشعب نفسه بنفسه ولنفسه.
والإيمان بأن المسئوليات التي تمليها الوحدة الوطنية والواجبات الدستورية والقانونية هي في تضافر قوة المسئوليات التي يجب أن تتحملها مؤسسات التعددية الحزبية والسياسية أينما كانت تقف هذه المؤسسات سواء في السلطة أو خارجها فالسلطة والمعارضة كما يؤكد ويلتزم فخامة الأخ القائد رئيس الجمهورية قوة حركة التدافع داخل المجتمع الجديد الذي بلغ الشرعية الثورية نضجها الكامل واكتمالها الخالد بالشرعية الدستورية وإن هذه الأرضية التي تحتضنها وتقوم عليها أركان دولة الوحدة هي قوة فعل التغيير المستمر في اتجاه مضاعفة الإيجابيات ومواصلة منجزات التنمية المستدامة وفي تجويد الممارسة الديمقراطية وفي تعزيز بناء مؤسسات الدولة الحديثة واتساع نطاق عطاء المجتمع التعددي القادر على أن يضاعف من مساحة العطاء الوطني إبداعاً وإنتاجاً ليس فقط تلبية الحاجات الأساسية له وإنما في القدرة على المشاركة على تلبية احتياجات الأسواق المحيطة والدخول في الشراكة على نطاق الإقليم ودائرة الأمة والشراكة الإنسانية.. ذلك هو منهج القيادة السياسية منذ السابع عشر من يوليو وهو نهجٌ لم يتغير ولم ينحرف ولكنه تطور وتنامى في بناء اليمن الجديد وليتقدم نحو مستقبل أفضل فالجدية والإخلاص والتفاني في تحمل المسئولية القيادية والوطنية والتاريخية لاتحتاج إلى أدلة جديدة لأن جملة الشواهد الماثلة التي يقوم عليها البناء الشامخ على الأرض اليمنية تؤكد وتوضح ذلك وهي التي جعلت بلادنا تثب خطوات واسعة نحو امتلاك المقدرات الذاتية وفرض ماتستحقه من المكانة على الخارطة السياسية العالمية ومن خلال هذه الحقائق التي تتصف بها الجمهورية اليمنية بقوة شعبها وحكمة قيادتها وصوابية نهجها وبما تحتله من مكانة وبما تنتهجه من سياسات مبدئية واضحة وثابتة وبالإقتدارات المتاحة موعدة حتماً بأن تتغلب على كل مايعترض هذا الطريق من المعوقات والإحباطات وأن تتقدم إلى مرحلة تاريخية جديدة على كل صعيد وبخاصة في تعزيز بناء جسور التلاقي والتعاون والشراكة مع الأشقاء في مجلس التعاون لدول الخليج العربية بفضل الثقة القائمة والتفاهم القيادي الإيجابي الصادق والمسئول وبفضل القناعات الأخوية الحميمة وتوثق الصلات الروحية التي صارت تسود الحياة في شبه الجزيرة العربية كاملة ومن ثم التقدم إلى الأفق الأوسع في المحيط الإنساني.
ومع ذلك كله فإن نسيج كل هذه الحقائق التاريخية تؤكد بأن مراحل الثورة اليمنية المباركة مترابطة ولاتقبل الانفصال كحلقات في نهر حياة يجري في مساره الطبيعي ويتقدم إلى الأمام ليغدق كافة حقول الأماني الشعبية والوطنية بثمار الخير برغم ما أحاط بتلك المسيرة من تحديات وماواجهت من مؤامرات.
وكما أن المقارنة بين حاضر اليمن في ظل الثورة اليمنية المباركة سبتمبر واكتبور وماكان عليه الوضع في الماضي الكهنوتي الاستبدادي الاستعماري المتخلف مستحيلة فإنه أىضاً المقارنة بين حقائق تاريخ اليمن في ظل الوحدة اليمنية وبينه في ظل ظروف ماقبلها من حياة التشطير ومعاناة الإرث الإمامي والاستعماري البغيض غير واردة بل هي صعبة ولكن المحصلة تقول بإن الانتصارات العظيمة والمنجزات العملاقة ماكانت لتتحقق لولا القيادة الحكيمة الفذة ولولا عطاء كل أبناء اليمن المخلصين الأوفياء لثورتهم ولوطنهم ولوحدتهم وللتنمية والحرية والديمقراطية والإخلاص والاستماتة في الحفاظ على نصر الوحدة.
وإيماننا بأن ذلكم التطور الهائل الذي حققه شعبنا اليمني بفضل الثورة اليمنية وبفضل الوحدة اليمنية والحرية والديمقراطية وبفضل القيادة السياسية الحكمية والمقتدرة قادرٌُ على أن يواصل بناء اليمن الجديد بكل ماتعنيه جدة الحياة والوصول إلى المستقبل الأفضل بكل التفصيلات الواضحة التي تضمنها البرنامج الانتخابي لمرشح المؤتمر الشعبي العام والبرنامج الانتخابي للانتخابات المحلية للمؤتمر الشعبي العام لأن امتلاك النهج المبدئي الواضح والنظام الدستوري المتكامل والعلاقات الوطيدة والمتنامية العربية والدولية كلها كفيلة بأن تجعل الحركة العاقلة في الوطن اليمني بقيادة فخامة الأخ علي عبدالله صالح وعطاءاته التي يصعب إجمالها هنا تجعل تلك الحركة قادرة على تعزيز ومضاعفة الانتصارات في كل مجالات وحقول تجسيد غايات وأماني المشروع الحضاري اليمني.
إن هذه الوقفة لاتتيح لنا الفرصة كاملة لكي نقف على تفصيلات هامة تتعلق بكل حقول البناء واحدة واحدة وأن نرصد الارتفاع الشامخ لهذا الصرح الذي صار يمثله اليمن لبنة لبنة لأن ذلك يحتاج إلى العديد من الكتب والتي بدأت تصدر وتنشر على كل نطاق ليس فيما يكتبه أبناء الوطن وإنما أىضاً فيما صار يكتبه المتابعون والمفكرون والكتاب والسياسيون في الوطن العربي بل وعلى نطاق عالمي لأن هناك اليوم مايمكن أن يكتب عنه ويوثق ليصير جزءاً لايتجزأ من التجربة الإنسانية على صعيد البناء الوطني وعلى صعيد المشاركة القومية وبخاصة فيما صارت تمثله التجربة الديمقراطية اليمنية.
ونستطيع أن نقول كخلاصة هامة بأنه لم تشهد مرحلة في تاريخ اليمن المعاصر من علاقة وطيدة بين الشعب وقائده وبين العمل القيادي والالتزام بالعهود والوفاء بها والانفتاح الكامل والصادق على أماني وتطلعات الشعب اليمني من تميز مثلها شهدت المرحلة التي قاد ويقود مسيرتها المباركة الأخ القائد علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية.
- وزير الإعلام