المؤتمرنت - الجزيرة نت -
ارتياح لانتهاء أزمة المرضات البلغار
أكد وزير خارجية الجماهيرية الليبية عبد الرحمن شلقم إبرام طرابلس والاتحاد الأوروبي اتفاق تعاون كامل وشراكة، أنهى أزمة الفريق الطبي البلغاري المدان بحقن مئات الأطفال الليبيين بالفيروس المسبب لمرض الإيدز.
وقال مسؤولون أوروبيون إن الممرضات البلغاريات الخمس والطبيب الفلسطيني –الذي منح الجنسية البلغارية الشهر الماضي- أفرج عنهم بعد توصل الاتحاد الأوروبي لاتفاق مع ليبيا بشأن المساعدات الطبية والعلاقات السياسية.
وأوضحت مفوضة العلاقات الخارجية بالاتحاد الأوروبي بنيتا فيريرو فالدنر أن هذا القرار سيفتح الطريق أمام علاقة جديدة ووثيقة بين الاتحاد الأوروبي وليبيا، وسيعزز الروابط مع أفريقيا بأسرها.
وسافرت فيريرو فالدنر إلى طرابلس مع سيدة فرنسا الأولى سيسيليا ساركوزي للمساعدة في الإفراج عن الفريق الطبي البلغاري، وتوجهتا معهم على متن الطائرة الرئاسية الفرنسية إلى صوفيا.
وقال مصدر أوروبي إن المفوضة الأوروبية وقعت اتفاقا من صفحتين مع الجماهيرية يحدد كيفية تعزيز العلاقات.
وأشار المصدر نفسه إلى أن الاتفاق يغطي كل شيء من التجارة، وتقديم العون للحفاظ على الآثار والهجرة غير المشروعة وحتى منح الطلاب وتأشيرات الدخول.
من جانبه قال مصدر ليبي قريب من المفاوضات إن الاتحاد الأوروبي وافق أيضا على المساعدة في تطوير مستشفى الفاتح في بنغازي الذي وقعت فيه العدوى بالإيدز في التسعينيات، وعلاج الأطفال المصابين.
زيارة ساركوزي
وعقب هذه التطورات أعلن الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي أنه سيزور الجماهيرية غدا الأربعاء. وعبّر عن أمله في إبرام اتفاقات شراكة مع طرابلس.
كما أثنى ساركوزي على دور قطر في حل هذه "القضية الإنسانية". ورحب مع رئيس المفوضية الأوروبية جوسيه مانويل باروسو "باللفتة الإنسانية لقائد ليبيا" وأكدا التزامهما بمساعدة الأطفال المصابين.
وكان مساعدون لساركوزي ومسؤولون ليبيون قالوا إن باريس ربطت زيارة ليبيا بالإفراج المسبق عن الممرضات والطبيب.
وقد نفى ساركوزي أن تكون فرنسا وأوروبا دفعتا تعويضاً للجماهيرية مقابل تسليم الممرضات البلغاريات والطبيب الفلسطيني الأصل.
لكن وزير الخارجية الليبي قال إن الاتحاد الأوروبي وباريس دفعا كل المبلغ الذي قدمه صندوق بنغازي لمساعدة عائلات الأطفال المصابين بالايدز. وأضاف أن "الاتحاد الأوروبي وفرنسا غطتا كل المبلغ بل هناك زيادة بعض الملايين" بالصندوق.
عفو بلغاري
وفور وصول الفريق الطبي البلغاري إلى العاصمة صوفيا قادمين من طرابلس عقب الإفراج عنهم أصدر الرئيس جورجي بارفانوف عفواً عن الممرضات الخمس والطبيب، رغم أن الاتفاق مع طرابلس يقضي بقضائهم محكوميتهم بالسجون البلغارية.
غير أن بارفانوف أكد التزام بلاده بمساعدة ضحايا "مأساة أخرى" هي مأساة الأطفال الليبيين وعائلاتهم. كما عبر عن ارتياحه للدور الأوروبي وخصوصا الرئيس ساركوزي ورئيس المفوضية الأوروبية، وشكر سيسيليا ساركوزي "لالتزامها الشخصي" بهذه القضية.
ووصل مع الستة أيضا طبيب بلغاري بُرئ من التهمة ذاتها, لكن لم يسمح له بمغادرة التراب الليبي.
بعد ثماني سنوات
وقال الناطق باسم الخارجية البلغارية ديميتار تسانشيف "هذه هي الأنباء التي ظلت بلغاريا تنتظرها لأكثر من ثماني سنوات".
وبذلك يسدل الستار على أزمة عكرت علاقات الجماهيرية مع الغرب لـ8.5 سنوات هي المدة التي قضاها المتهمون بالسجون الليبية بعد سنوات من الجهود الدبلوماسية الدولية ووساطة داخلية قادتها مؤسسة القذافي الخيرية.
وحكم على الستة ثلاث مرات بالإعدام, قبل أن يقرر مجلس القضاء الأعلى –أعلى هيئة قضائية في ليبيا- الأسبوع الماضي خفض الحكم إلى السجن المؤبد بعد قبول عائلات الضحايا تعويضهم مليون دولار عن كل طفل مقابل تنازلهم عن العقوبة.
وتقول الجماهيرية إن المحكوم عليهم حقنوا عمدا 438 طفلا بفيروس نقص المناعة المكتسب, لكن المتهمين دفعوا ببراءتهم واستدلوا بشهادة خبراء صحة دوليين أرجعوا العدوى إلى قلة النظافة بالمستشفى. وأكدوا وقوعها قبل وصولهم إلى ليبيا أصلا.