الناطق الرسمي باسم المؤتمر الشعبي العام- اليمن
التاريخ: الأحد, 24-نوفمبر-2024 الساعة: 12:30 ص
ابحث ابحث عن:
قضايا وآراء
الثلاثاء, 24-يوليو-2007
المؤتمر نت -      رشيد بن محمد الطوخي* -
بين يدي أحزاب المعارضة
لاشك أن المسؤولية أو السيادة والرئاسة ليست بالأمل فيها ولكن بالطاقة عليها وهذه مقولة مهمة يجب التوقف عندها ودراستها بإمعان فكثيرون جدا هم الذين يطلبون الزعامة ويسعون إليها وكثيرون أيضا هم الذين يأملون بكراسي الملك والسيادة ، ولكن القليل فقط هم الذين لهم طاقة على ذلك لان المسؤولية أمانة والأمانة لمن يمتلك طاقة الاحتمال عليها وليس لمن يطلبها فكم في الدنيا من طامحين لا يملكون إلا الجرأة على الأمل وكم من راسخين يطويهم الصمت حتى إذا كلفوا بالمسؤولية أتوا بالعجب العجاب.

ما دعاني لكتابة المقدمة السابقة هو حال المعارضات العربية بشكل عام والتي تركت جوهر العمل السياسي واتجهت نحو محاربة الأشخاص في خطأ وقع به العشرات من الأحزاب والمنظمات المعارضة في الشرق الأوسط تحديدا، فما نراه اليوم من أهداف معلنة وشعارات رنانة للأحزاب السياسية في المنطقة لا يدل على ذكاء قيادات تلك الأحزاب أو نباهتهم وحسن أداءهم بقدر ما يدا على مطامع خاصة ومصالح ذاتية ومحاولة الوصول إلى كراسي الزعامة بأي وسيلة وتحت أي شعار بما في ذلك الشعارات الدينية، فالرؤية لديهم باتت مشوشة والاتجاهات متداخلة وما نراه اليوم في العراق والسودان والصومال وكذلك سورية واليمن وغيرها خير دليل على ذلك ،إذ أن المعارضات القائمة على أساس تنظيمي فقدت البوصلة وبات الهدف هو الفوز بالمسؤولية دون أي وعي أو إدراك لما تقوم به تلك الأحزاب أو على الأقل لما تنادي به وتسعى إليه ، ولنأخذ العراق أولا كمثل حي تتجدد أحداثه يوميا ، فقد دخلت معظم الأحزاب المسئولة حاليا إلى العراق برفقة القوات الأمريكية وهي تحمل برامج وطنية واضحة تنادي بالوحدة الوطنية وبالعمل الجماعي والابتعاد عن الظلم وشعارات أخرى رنانة سمعها المواطن ليل نهار حتى أصبحت جزءا من حياته اليومية ، ثم ما لبث الأمر أن انقلب رأسا على عقب فبدأت المصالح الشخصية والمطامع الذاتية وبدل أن ينقسم العراق انقسمت المدن وأصبحت الحارات والشوارع مقسمة للجماعات والأحزاب والتنظيمات ثم تطور الأمر وخاصة مع اشتداد التنافس على السيادة والرئاسة والزعامة حتى ولو على زعامة شارع في بغداد فبدأت الحرب على أساس طائفي ثم ديني بعد أن كانت على مبدأ سياسي وحزبي ثم تطور إلى صراع اقتصادي وسيطرة هنا وفلتان هناك حتى وصل الأمر إلى ما هو عليه الآن وبمعنى آخر أن الذين استعانوا بالقوات الأجنبية تحت غطاء تحرير العراق من البعث ومن صدام حسين قاموا بتدمير العراق نهائيا وتفكيكه ليس إلى دويلات فقط ولكن إلى ما هو اقل من دويلات وهذا أمر واقع وان لم يكن معلن رغم أن الشعارات العامة والعلنية لكل الأحزاب والجمعيات والمنظمات كانت ولا تزال تنادي بوحدة العراق وضمان أمنه وسلامته وهذا هو الفرق الذي ذكرته سابقا فالأمنية والأمل تختلفان عن القدرة والطاقة..؟

ولو قمنا بدراسة الوضع في الصومال لوجدنا أيضا أن الصورة متشابهة في كثير من الجوانب رغم صغر حجم هذه الدولة وفقرها وإمكانياتها المعدمة إلا أن صراع الأحزاب المعارضة والمسلحة بعد سقوط نظام ( محمد سياد بري ) أوصل حال الصومال من دولة ذات نظام إلى مدن مهجورة خالية من ابسط قواعد وإمكانيات العيش والأمان. والمعروف انه كلما ازدادت الأحزاب المعارضة في دولة من الدول تأخر تقدمها ونموها وتأثر سلبا وضعها الاقتصادي والاجتماعي ، وبمعنى آخر فإن كثرة الأحزاب المعارضة تعيق التقدم ولهذا فإننا نرى أن الدول الأولى والمتطورة اقتصاديا واجتماعيا وثقافيا لا يتعدى الأحزاب المعارضة فيها عن ثلاثة أو اثنين بينما وصلت الأحزاب في دولة مثل اليمن إلى أكثر من أربعين حزبا معارضا وفي مصر إلى العشرات والسودان والصومال وغيرها فماذا تريد هذه الأحزاب، وما هي برامجها ؟ وهل تستطيع أن تقدم للمواطن حياة أفضل ومستوى معيشي أحسن إذا استلمت هي زمام الأمور..؟ وما هي الوصفة السحرية التي تمتلكها هذه المنظمات لتحسين مستوى الفرد العربي ولماذا تبخل على الحكومة بهذه الوصفات إذا كانت تهدف من وراء ذلك خدمة الوطن والمواطن..؟ أم أن الهدف هو الوصول فقط إلى كرسي المسؤولية دون تحديد برنامج عام ..؟

وأقول: أن الخطأ الذي وقعت به معظم الأحزاب العراقية المعارضة أو غير العراقية هو نفسه الذي تروج له المعارضات العربية الأخرى فاللغة السائدة عند أي حزب معارض هي لغة السباب والشتم والاتهام بالخيانة وما شابه ورغم انقراض هذه الأساليب منذ سنوات إلا أن البعض يصر على إتباعها محاولا تضليل أفكار الآخرين وان كانوا قلة ومحدودين ففي اليمن تحاول أحزاب المعارضة اليمنية والتي انطوت تحت اسم اللقاء المشترك تضليل الرأي العام اليمني وتشويه الحقائق التاريخية والأرقام الحقيقية لإنجازات الدولة عبر الشتم والإهانة وتسفيه ما تقوم به الحكومة من مشاريع تنموية ومن تطور شامل وكذلك تحاول بين الحين والآخر اتهام الرئيس اليمني بعدم الاكتراث والاهتمام وكانت تهلل وتكبر عندما أعلن انه لن يقوم بترشيح نفسه مرة أخرى..

ولكن عندما خرجت الجماهير مطالبة رئيسها بالعدول عن رأيه أخذت أبواقهم تصدح بالاتهام والتشويه ولو صرفوا هذه الإمكانيات في النصح والإرشاد والقضايا التنموية لكان خيرا لهم ولليمن ولكن مطمعهم كان مطمعا ومطمحا شخصيا فهم يسعون للرئاسة وان اختلفت التسميات رغم أن ما تقوم به أحزاب المشترك من أعمال وما تصدره من بيانات يعتبر من أهم عوامل بطئ التنمية والتقدم في اليمن لأنهم يحاربون الدولة والنظام في الخفاء ولا يختلفون كثيرا عمن يحارب في العلن وهو معلوم النية والعداوة.وفي سورية لا يختلف الأمر كثيرا فقد أسس الإخوان المسلمون السوريون في الخارج جبهة الخلاص مع عبد الحليم خدام وانضم إليها عدد قليل من الشخصيات المعارضة والتي سمعنا عنها أول مرة أثناء إعلان الجبهة وبعض المنظمات ذات الطابع الفردي والهوى الشخصي واستغلوا الموقف الأمريكي المعادي لسوريا ومحاولة واشنطن وباريس عزل دمشق عن محيطها السياسي والضغط عليها ليعلنوا عدائهم التام للنظام في سورية دون تقديم أي مبررات لهذا العداء وفي هذا الوقت بالذات، ثم ما لبثوا أن سارعوا إلى طلب العون والمساعدة من الولايات المتحدة الأمريكية والتي تعطفت عليهم بمكتب في واشنطن واغدقتهم بالوعود والأحلام كما فعلت من قبل مع رموز المعارضة العراقية..

وعلى الرغم من أن الإخوان المسلمين أصدروا بياناتهم العديدة والتي انكروا فيها الاستعانة بالأجنبي إلا أن برنامجهم الوطني يقول غير ذلك فما تحليل افتتاح مكتبهم في واشنطن الآن ولماذا لم يكن من قبل.. ولماذا لا يتحدثون عن الإصلاح في سورية وعن الخطوات التي اتخذها الرئيس بشار الأسد لذلك ولماذا تصب كل بياناتهم ومقالاتهم في معاداة شخص الرئيس ولا تعالج مواطن الخطأ والفساد كما يقولون.. لماذا لا تكون المعارضة عونا للحكم في الإصلاح والمساعدة على كشف مواطن الفساد.. فالمعارضة الحقيقة هي التي تعين وتساعد الدولة في كشف أخطاء الآخرين وليست التي تسعى لمحاربة النظام والاستعانة بالأجنبي وقبول المساعدات المالية منه تحت أسماء ومسميات مختلفة ثم تصب جام غضبها وحقدها على شخص الرئيس أو المسئول وتتهمه ليل نهار بما ليس فيه ولو كان كلام المعارضات على رؤسائهم ومسئوليهم حقيقة لكنا جميعا مثل الصومال دولا مهجورة تسكنها الأشباح. ولهذا قلت أن الرئاسة ليست بالأمل والحلم فيها بل بالقدرة والطاقة عليها.

*رئيس تحرير مجلة الوقائع الدولية الفرنسية




أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر