سوسن الحميدان - الشرق الاوسط -
البدانة تجبر السعوديات على ربط المعدة
انتشرت في الآونة الأخيرة بين الشابات السعوديات تقليعة جديدة للتخلص من السمنة، التي فشلت برامج الحمية المتعددة في تخليصهن منها، من خلال لجوئهن إلى طرق أبواب الجراحة لربط المعدة والتي تضمن لهن تناول كمية قليلة من الأطعمة، وبذلك ينخفض الوزن في فترة زمنية قصيرة، مع ضمان الاحتفاظ بأوزانهن بمعدل ثابت لفترات طويلة. وأوضحت دراسة رسمية، أن أكثر من 3 ملايين شخص يعانون من مرض السمنة في السعودية يمثلون نحو 20 في المائة من عدد السكان؛ إذ تشهد معدلات السمنة ارتفاعا خطيرا يصل إلى شخص بين كل 5 أشخاص.
وأشارت الإحصاءات الصادرة عن وزارة الصحة إلى ارتفاع معدل السمنة، حيث توصلت دراسات متفرقة إلى أن 66 في المائة من النساء السعوديات يعانين من زيادة الوزن، و52 في المائة من اجمالي البالغين في السعودية مصابون بالسمنة.
ووفقا للدراسة، فالنسبة تصل إلى 18 في المائة في سن المراهقة، و15 في المائة عند الأطفال قبل سن المدرسة، و7 في المائة لدى الأطفال الرضع، مما يعطي مؤشرا خطيرا يستدعي اتخاذ تدابير صحية للحد من ظاهرة تفشي السمنة في المجتمع.
من جانبه، قال الدكتور فهد بامحرز، استشاري الجراحة العامة بمستشفى الملك فيصل التخصصي على عمليات ربط المعدة بالنسبة للشابات، ان هذه العملية معترف بها طبيا كأحد الحلول للتخلص من السمنة، وهي تجري للاتي تزيد لديهن نسبة الكتلة الشحمية عن 35 الى 40 كيلوغراما.
وأوضح ان كل عمليات تخفيض الوزن هي حلول مساعدة في تخفيض الوزن وليست حلولا جذرية، ويتوقف ثبات الوزن على إرادة المريض بعد إجراء العملية. وذكر بامحرز ان عدد اللاتي أجريت لهن عمليات مختلفة لتخفيض الوزن خلال الثلاث سنوات الاخيرة في مستشفى الملك فيصل التخصصي بلغ 800 امرأة منهن 200 امرأة لعمليات ربط المعدة، مفيدا أن نسبة الشابات اللاتي اجريت لهن عملية ربط المعدة منهن بلغ 8 في المائة من العدد الاجمالي لحالات الربط.
وأبان بامحرز انه في عملية ربط المعدة تكون النسبة على تخفيض الوزن 20 في المائة على العملية و80 في المائة، متوقفة على إرادة المريض، لافتا إلى ان الرباط الذي تربط به المعدة قابل للبقاء في المعدة مدة لا تقل عن 12 عاما.
ورفض الدكتور بامحرز ما يطلق على أن مثل هذه العمليات صبغت بالصبغة التجارية، وقال: ان العملية من الممكن ان تكون تجارية، اذا لم يكن لها اي ضرورة طبية، لكنها تجرى عادة كطريقة علاجية، إذا كانت نسبة السمنة مرتفعة وستترتب عليها أمراض صحية حرجة. أمام ذلك، قالت سارة الصالح (18 سنة) انها اتبعت كثيراً من الحميات الغذائية، التي كانت تؤدى إلى انخفاض وزنها الذي بلغ 100 كيلوغرام، لكنها ما تلبث أن تستعيد ما فقدته من كيلوغرامات، بل قد تستعيد كيلوغرامات أكثر مما فقدته، مما جعلها تلغي فكرة اتباع حميات غذائية لتبحث عن فرصة أخرى أكثر ضمانا بحيث ينخفض الوزن ولا يعود بالتالي إلى سابق عهده. وأكملت الصالح حديثها لتفيد ان إحدى صديقاتها أجرت عملية ربط المعدة وذهلت مما شاهدته من نتائج على مظهرها، مما جعلها تتجه لإحدى العيادات بحثا عن نفس الفرصة، وذكرت أنه بعد أداء الفحوصات الطبية المطلوبة أجريت لها العملية، وقد فقدت خلال ستة أشهر من اجرائها 40 كيلوغراما تقريبا. وعلقت نورة (20 عاما)، التي تنوي حاليا القيام بعملية ربط المعدة، إن التعرض للبنج والجراحة هو وحده ما يقلقها، لكنها توضح أنها ستقوم بإجراء الجراحة، معللة ذلك بفشلها فشلا ذريعا في اتباع اي من الحميات الغذائية وليس لديها الصبر لانتظار النتائج، التي قد تعود بها مرة أخرى إلى خانة البدينات.
ولا تنفي نوف محمد (16 سنة)، التي تنتظر تحديد موعد لإجراء جراحة ربط المعدة، المخاطر التي تحملها مثل هذه العمليات، وتقول إن البديل ضعيف النتائج «ونحن الشباب نفضل النتائج المضمونة حتى لو كانت مؤلمة». بينما تقول والدة نوف، إنها اتبعت مع نوف عدة طرق لإنقاص وزنها، منها ربط الأسنان، مما أدى إلى انخفاض وزنها وقتها 13 كيلوغراما، «لكنها فور فك ربط الأسنان استعادت ما فقدته، بل زاد وزنها عن السابق وصار لا يوجد أمامنا إلا عمل ربط المعدة ليكفل لها المحافظة على وزن ثابت لسنين طويلة».