الناطق الرسمي باسم المؤتمر الشعبي العام- اليمن
التاريخ: السبت, 23-نوفمبر-2024 الساعة: 11:57 م
ابحث ابحث عن:
علوم وتقنية
الأحد, 29-يوليو-2007
المؤتمر نت -              المؤتمرنت -
فيتامين سي عديم و لا يقي من نزلات البرد
تناول الإنسان العادي لحبوب فيتامين سي، من غير المُرجح أن يكون ذا فائدة في الوقاية من الإصابة بنزلات البرد، أو في معالجتها وتقصير مدة المعاناة منها. لكن حين يتعرض الإنسان لحالات من الإجهاد البدني الشديد أو انخفاض درجة حرارة الجو، فإن تناول فيتامين سي قد يُقلل من احتمالات الإصابة بنزلات البرد نتيجة هذه الظروف. هذه هي النتيجة التي خلص إليها الباحثون بعد مراجعة 30 دراسة علمية شملت حوالي 12 ألف شخص ممن يتناولون بشكل يومي كميات تتجاوز 200 مليغرام من فيتامين سي.
وبعد تحليل المعلومات في هذه المراجعة، تبين أن الانتظام اليومي في أخذ هذه الكميات من فيتامين سي لا يُقلل من احتمالات الإصابة بنزلات البرد لدى عموم الناس، واشارت بعض الدراسات إلى نقص طفيف في مدة وشدة الأعراض المصاحبة لنزلات البرد حال تناول فيتامين سي مقارنة بتناول عقار وهمي مزيف، تبين أنه عديم الجدوى من الناحية الإكلينيكية لأن مقدار التأثير كان قليلاً جداً، كما قال الخبراء وفق ما تم نشره في العدد الأخير من اصدارات كوشيران لايبرري، أحد أهم الهيئات الطبية العالمية في مراجعة وتحليل نتائج الدراسات الطبية.

* حبوب فيتامين «سي» ولا يزال تناول حبوب فيتامين سي يُثير الباحثين الطبيين نظراً للاستخدام العالمي الواسع لهذا الفيتامين المثير للجدل، إذْ منذ اكتشاف العلماء البولنديين لفيتامين سي في عشرينيات القرن الماضي، ونيل العالم البرت غيورغي جائزة نوبل لعام 1937 لذلك الاكتشاف، وبدء شركة هوفمان- لا روش إنتاج حبوبه عام 1934، انتشر تناوله بين الناس. وإن كان الأمر موجهاً في البدايات نحو معالجة حالات الإسقربوط scurvy، نقص فيتامين سي، الذي لم يوجد له علاج دوائي منذ أول وصف طبي معروف له من قبل أبو قراط في حوالي عام 400 قبل الميلاد، إلا أن ثمة حالات أخرى أثبت فيها تناول فيتامين سي جدواه. وتحديداً فإن المؤسسة القومية للصحة بالولايات المتحدة ترى أن الأدلة العلمية قوية في جدوى استخدامه لمعالجة حالات نقص فيتامين سي. كما أن الأدلة العلمية جيدة في دلالتها على جدوى استخدامه في تحفيز امتصاص الأمعاء للحديد، سواء الذي في الغذاء أو في حبوب الحديد. لكن من غير الواضح علمياً جدوى تناوله في حالات كل من الربو والوقاية من أي أنواع السرطان أو معالجة أي منها أو الوقاية من الجلطات الدماغية أو الوقاية من تسوس الأسنان أو لحماية الحمل أو التهابات المهبل. وأن ثمة أدلة علمية متوسطة القوة ضد تناوله في حالات الوقاية من أمراض القلب أو الإصابة بالماء الأبيض بعدسة العين.

* الوقاية من البرد ومنذ ستة عقود، لا تزال الإشكاليات وعدم الوضوح للكثير من الأطباء والناس في ما هو عليه استقرار الرأي الطبي إزاء استخدام فيتامين سي لنزلات البرد. هذا بالرغم من الانتشار الواسع ومنقطع النظير، مقارنة بالفيتامينات الأخرى، في استهلاك وانتاج كميات هائلة عالمياً من فيتامين سي. ولتبسيط العرض فإن ثمة ثلاث حالات يدور حولها الحديث. الأولى وقاية عموم الناس الأصحاء، والعاديين في نمط حياتهم، من نزلات البرد. والثانية وقاية الناس الأصحاء، لكن الذين يبذلون مجهوداً بدنياً عالياً ويتعرضون لظروف مختلفة من نواحي الطقس، من نزلات البرد. والثالثة عند معالجة الإصابة بنزلة البرد عموماً إما بجرعات عادية من فيتامين سي، أو بجرعات عالية "سوبر" من فيتامين سي. وقال الدكتور هاري هيميلا، من جامعة هلسنكي في فنلندا والباحث المشارك في الدراسة، إن من غير الحكمة تناول حبوب فيتامين سي يومياً لمنع الإصابة بنزلات البرد. لكن الاستثناء الوحيد لهذه النتيجة هي عند تناول عدائي المارثون أو الجنود أو غيرهم ممن يُمارسون مجهوداً بدنياً عالياً، لأن نتائج 6 دراسات تمت عليهم أظهرت تقليلاً بمقدار 50% من احتمالات إصابتهم بنزلات البرد آنذاك. وهو ما تشير نشرات المؤسسة القومية للصحة إلى أن ثمة أدلة علمية جيدة القوة في اثبات جدواه.

وهذا يعني أن الأصحاء من الناس، الذين يعيشون نمطا من الحياة يتطلب بذلهم مجهوداً بدنياً عالياً أو يتعرضون لتغيرات مناخية، فإن تناولهم اليومي لكميات تتجاوز 200 مللي غرام من فيتامين سي قد يكون ذا جدوى في منع اصابتهم بنزلات البرد. وكذلك حال احتمال تعرض الإنسان العادي لمثل تلك الظروف. أما من يعيشون نمطاً معتدلاً من الأنشطة اليومية أو لا يتعرضون لتغيرات مناخية فإن جدوى تناولهم اليومي، لتلك الكميات من فيتامين سي، مشكوك في جدواه منع الإصابة بنزلة البرد لأن قلة من الناس تستفيد منه حينئذ.

أما لمعالجة نزلات البرد، فلقد أضاف الباحثون القول ان تناول الإنسان العادي، حال إصابته بنزلة البرد، لفيتامين سي لم يكن ذا جدوى علاجية. حتى الدراسات التي فحصت تأثير جرعات عالية منه بعد بدء ظهور أعراض نزلات البرد أظهرت أن التحسن لم يطل بشكل مفيد، لا مدة أيام الإصابة ولا شدة الأعراض التي يُعاني منها المُصابون. لكن الباحثين ذكروا، وبكلام دقيق، أن الدراسات قليلة في بحث جدوى تناول جرعات عالية من فيتامين سي بعد بدء أعراض نزلات البرد، ما يتطلب إجراء المزيد من الدراسات في هذا الجانب. والجرعات العالية مقصود بها ما هو قريب من 8 غرامات يومياً، ولمدة خمسة أيام.

* الفلفل الحار من أعلى المصادر الطبيعية لفيتامين سي > لا يستطيع جسم الإنسان انتاج فيتامين سي، نظراً لخلوه من أحد الأنزيمات المهمة اللازمة لاتمام تفاعلات صناعته. لكن كثيراً من الحيوانات يستطيع ذلك. ويتوفر للإنسان تناول فيتامين سي بتناول الخضار والفواكه والكثير من المنتجات النباتية.

وفيتامين سي أحد العناصر المضادة للأكسدة. ويحتاجه الجسم لصناعة مواد الكولاجين collagen في الأنسجة الضامة الموجودة في العظم والغضاريف والعضلات والأوعية الدموية. وكذلك لتسهيل امتصاص الحديد. ولذا فهو أحد الفيتامينات الأساسية التي لا غنى للإنسان عنها البته.

والحاجة اليومية للجسم من فيتامين سي، وفق ما تراه الأكاديمية الأميركية القومية للعلوم، هي حوالي 90 مليغراما للبالغين، ترتفع إلى حدود 120 مليغراما لدى الحوامل والمرضعات. أما الأطفال فتتراوح الكمية ما بين 50 مليغراما يومياً في السنة الأولى من العمر، لتزداد تدريجياً حتى تصل إلى الكمية التي يحتاجها منه البالغون.

ويمتاز الحصول على فيتامين سي من المصادر النباتية، مقارنة بأقراص دواء فيتامين سي، بأنه يُمد الجسم بالكثير من العناصر الغذائية المُصاحبة. وهو أحد عناصر تفضيل الأطباء تناول الفيتامينات من المصادر الطبيعية بدل الدوائية. وهو أيضاً ما أثبتت الدراسات أن ثمة فروقا في التأثير الثابت علمياً بين تناول الفيتامينات الطبيعية في وقاية ومعالجة الجسم من الأمراض المختلفة، وبين عدم اثبات جدوى تناول نفس الفيتامينات تلك حينما تكون على هيئة حبوب.

ومن بين ما هو متوفر في المناطق العربية وغيرها من منتجات نباتية فإن كمية احتوائها على فيتامين سي تختلف من منتج لآخر. وبالنظر لكمية 100 غرام من منتجات نباتية مختلفة فإن الفلفل الاحمر هو الأعلى، لأن كل 100 غرام منه تحتوي على 190 مليغراما من فيتامين سي، يليه البقدونس بكمية 130 مليغراما، ثم الجوافة بكمية 100 مليغرام، والكيوي والبروكلي بكمية 90 مليغراما. وتحتوي فاكهة الباباي والفراولة على 60 مليغراما. أما البرتقال والليمون فيحتويان على 50 مليغراما فقط! وهما لا يختلفان في هذا عن الشمام أو القرنبيط.

* فيتامين سي والبانادول.. تعارض محتمل > تتوفر مادة أسيتاماينوفين acetaminophen في البانادول panadol والتايلينول Tylenol . وهي التي ينصح الأطباء بتناولها بانتظام كدواء لخفض درجة حرارة الجسم وخفض مستوى عمليات الالتهابات في الجسم وكمسكن للألم، حال الإصابات بنزلات البرد أو غيرها. وأعلى كمية مسموح للشخص الطبيعي السليم من أية إصابات مرضية في الكبد أو غيره، هي 4 غرامات يومياً، أي ما يُعادل تناول قرصين من البانادول، المحتوي على 500 مليغرام، كل ست ساعات. وأن تناول ما فوق 8 غرامات يومياً من البنادول يُعرض الإنسان إلى الإصابة بالتسمم بمادة أسيتاماينوفين التي تُهدد سلامة الحياة آنذاك. وهو ما قد يستخدمه البعض في محاولات الانتحار دون علمهم بجدية خطورة ذلك في حال ما أقدموا على هذا الأمر لمجرد لفت النظر والعبث بمشاعر واهتمامات الغير من المحيطين بهم. وكانت دراسة وحيدة صدرت في سبعينيات القرن الماضي أشارت إلى أن تناول كمية عالية من فيتامين سي، أي 3 غرامات وما فوق، يُؤدي إلى زيادة احتمالات نشوء حالات التسمم بمادة عقار أسيتاماينوفين. وهو ما يتطلب أخذ الحيطة.

ونتائج هذه الدراسة لا تعني أن تناول حبوب البانادول بالكميات التي ينصح بها الأطباء مع تناول كميات معتدلة من فيتامين سي، في حدود 1 غرام يومياً، سيكون لها أي ضرر. لكن الحيطة الواجب اتخاذها هي لدى مرضى الكبد أو من يُفرطون في تناول فيتامين سي أو لدى اعتماد الطبيب معالجة نزلة البرد بنصح المريض بتناول جرعات "سوبر" من فيتامين سي. الشرق الاوسط




أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر